ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 10/10/2012 Issue 14622 14622 الاربعاء 24 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

تساؤلات عديدة في هذا الموضوع الخطر في جميع أنحاء العالم؟. ينال منه العالم الثالث الحصة الأكبر من هذا الوباء إن جاز لنا التعبير عنه ووصفه!. بالرغم من كثرة التطرق لهذا الموضوع سواء كانت شكوى أو ندوات ومؤتمرات أو ورش عمل.. إلا أنه لم تصل إلى نتيجة مقنعه للجميع ولن تتفاعل معها الإدارات الصحية بشكل كفء..

الأخطاء عامة نوعان الخطأ العادي والخطأ المهني الطبي؛ و الأول خطأ» ليس له علاقة بالأصول الفنية أو المهنية ؛ والثاني يتعلق بالمهنة ومن أمثلتها:- سوء التشخيص؛ الإهمال؛ الجهل الفني؛ أو الانفراد بالتشخيص (حيث كما هو معروف حاليا» التشخيص يكون بالكشف سريريا أو إشعاعيا أو مختبريا؛ فرادى» أو مجتمعين حسب الحالة؛ بالإضافة إلى أهمية الاستعانة باختصاصيين آخرين إن تطلب الأمر للتأكد؛ أي ما يسمى «رأي ثاني»؛ حسب الحالة؛ بما يصله إلى تشخيص يقين لا يقبل الشك)...

إن طبيب شارع الوزير بسماعته وصيدليته؛ قد ولى وانتهى دوره؛ وان كان منهم من يتحلى بأخلاق جذابة نفسيا للمريض؛ المشتهي للحنان والنفس الطيبة؛ ولكن ليس على حساب الدقة في التشخيص والعلاج.. أما المقصود بالضرر الإنساني فهو عادة» جسدي؛ مادي أو معنوي مجتمعة أو منفردة..

تبين الإحصائيات العالمية في هذا الموضوع أن نسبة الأخطاء الطبية في أمريكا وكندا تتراوح تقريبا 7.5% من نسبة المرضى المنومين؛ وفي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تتراوح بين 6 إلى 11 شخصا من كل 100 مريض منوم في المستشفى؛ هذا عدا العيادات والمراكز الطبية...هذه الإحصاءات تندر في دول أخرى. في العالم العربي لا ويجود لمثل هذه الدراسات إطلاقا؟!.

أمثلة الأخطاء الطبية:- علاج عضو ليس بحاجة إلى علاج. عدم علاج لعضو محتاج. أحيانا». ومنها أيضا» إهمال بعض من مخلفات الجراحة داخل جوف المريض؛ علاج العضو المحتاج وتعديه لعضو آخر أو موضع آخر قد يفسده؛ كأن تعمل عملية قيصرية للولادة وتقطع المثانة جراء ذلك لعدم الدقة؛ هل هو السهو أو الإهمال؟ أو وصف دواء يؤدي إلى وفاة المريض (قد تكون الحساسية من الدواء). أو عند دمج عقارين تفاعلهم يؤدي إلى التسمم. ( قد تكون الأسباب غياب الملف الطبي للمريض؛ وتجول المريض بين العيادات بدون أخذ تقاريره السابقة)..

أما أخطاء التشخيص في الموت الدماغي(المخي) فهي ليست بالقليلة؛ أما جراحات التجميل فحدث ولا حرج!؟. إن البشر خطاءون؛ فهل هي أخطاء بشرية أم قضاء وقدر؟ حقا إن الأخطاء الطبية وباء متفش في العالم أجمع؛ وحصتنا منه والعياذ بالله كبيرة...

في أمريكا بين 44000 إلى 98000 وفاة سنويا» جراء الأخطاء الطبية وهي أكثر من:- حوادث السيارات تقريبا 43000 وفاة - في السنة؛ سرطان الثدي 42000 وفاة - في السنة؛ ومرض الإيدز 16000 وفاة / في السنة.. في بريطانيا الأخطاء الطبية ثالث أهم سبب للوفاة بعد السرطان وأمراض القلب؛ وقد وضعت الدول المتقدمة ميزانية أبحاث خاصة إلى الأخطاء الطبية وكيفية تلافيها..

الأسباب عديدة ومتنوعة أهمها قلة الخبرة؛ الإهمال؛ التعب؛ ضعف التنسيق بين العاملين الصحيين؛ قلة الوقت؛ ضعف الإشراف والإدارة؛ قلة المصادر المالية؛ قلة الخبرة أو عدم مبالاة الإدارة في اختيار توظيف المهن الصحية حسب الضوابط الأساسية المعمول فيها؛ عدم كفاءة الجامعات والمؤسسات المدربة للاختصاصات الطبية؛ عدم توفر التقنية و الأجهزة؛ أو عدم صيانتها الدورية؛ انعدام الجودة ومراقبتها..

النفس البشرية بحاجه إلى حماية من الأخطاء الطبية حق علينا فكيف نفعل ذلك إلى أنفسنا والآخرين؟. يجب علينا: التأكد من نتائج التحاليل والتعلم كيف؛ تفهم الحالة؛ واسأل بدون خجل؛ واطلب إعادة الشرح إن لم تستوعب ومن هذه الأسئلة: ما هو الإجراء أو العملية؟ كيف يتم إجراؤها؟ كم تحتاج من الوقت؟ ما هي فترة أو مدة النقاهة؟ ما هي الأضرار الجانبية للعملية أو الدواء؛ اقرأ النشرة داخل علبة الدواء؛ وإذا كان عندك ما تقوله للطبيب بلغ عنها:- مثل أي حساسية عندك من أي عقار؛ أو أنواع الأدوية التي تأخذها حاليا»؛ اكتب قائمة بالأدوية؛ اعرف كيف تستخدم الدواء بجرعة صحيحة وفي وقته المناسب؛ وإن كنت ترغب بأخذ رأي آخر لحالتك حاول أن تطالب بتقريرك الطبي من أي طبيب تزوره؛ حاول أن يكون لك ملف ثابت في أي مستشفى أو عيادة تستند عليه؛ ولا تتهاون في ذلك..

وللسلامة معايير وخصوصا في المنشأة الصحية: منها نظام مكافحة العدوى؛ منع انتقال العدوى من مريض إلى آخر نتيجة لوجوده في المستشفى أو العيادة؛ إذا لم يكن في المنشأة نظام مكافحة العدوى؛ أو لم يتم صيانته الدورية ؛ أو حتى إهمال احتياطات السلامة المعروفة للحالات الوبائية والمعدية.. فكن أول المشتكين عليهم ولا تكن أول مريض يعالج معهم؛ وهو مهم وجدي وضروري..

الانتباه للتطبيق الدوري المنظم لمكافحة العدوى في كافة المنشأة الصحية الحكومية والخاصة الصغيرة والكبيرة وأين ما وجدت؛ حتى العيادات الخاصة؛ ويجب وضع الغرامات والعقوبات المناسبة لكل وضع صحي غير سليم وجعلها مرئية لكل المراجعين؛( آخذين بنظر الاعتبار وجود لوائح إرشادية عن نظام مكافحة العدوى بكل تفاصيله وسهولة قراءتها وتميز ما فيها بالألوان والرسومات لتعين حتى الذين لا يعرفون القراءة) وعدم التهاون فيها؛ و خلق بنية تعليمية للمواطن؛ في هذا الخصوص ليكون العين الساهرة للتبليغ والمساعدة عن كل ما يجده من خلل؛ وفي نفس الوقت الحرص كل الحرص من المؤسسات الصحية أن تأخذ هذه المساعدة بعين الجد والاحترام والتشجيع ليكون المواطن عونا» لأخيه وحريصا» على وطنه؛ الوقاية خير من العلاج..

وأخيرا وليس آخرا؛ الأخذ بنظر الاعتبار القدرة البشرية على إنجاز العمل وعدد ساعات العمل وطبعا» المناوبات الليلية وتأثيرها على طاقة الإنسان الحيوية والفعلية.. وقد رأينا بعض من جامعاتنا الصحية و مستشفياتنا التعليمية التباري في طول المناوبات وتعددها؛ بحيث لا مجال للمقيم الطبي (أي الطبيب المتدرب الحديث) في التفكير السليم.. آمل إعادة النظر بجدية حول هذا الموضوع؛ وليس قياسنا الغرب في هذا.. إن شمسنا المحرقة؛ وجونا؛ ومحيطنا يرغم علينا بأخذه بنظر الاعتبار؛ في تقرير ساعات العمل للمهن الصحية؛ و النوعية أهم من الكمية؛ لدرء الأخطاء القاتلة إن شاء الله..

إن وجود القواعد والإجراءات المكتوبة لكل حالة ولكل عملية؛ يشجع العمل الجماعي وهو دليل التغلب على الأخطاء؛ وإنشاء فرق عمل مدربة يكون المريض أحد أعضائها يساعد ويقوي وينجح برنامج التوعية الصحية والطبية للمريض ويحفز العاملين على الدقة واحترام العمل رَحِمَ اللهٌ امرءا عملَ عمل» وأتقنه..

تاريخيا وجدت التشريعات لمسؤولية المعالج الجنائية حيث ذكر في قانون حمو رابي (أول القوانين المكتوبة على وجه المعمورة من أكثر من 5000 سنة مضت) يعاقب المعالج الذي يفقأ عين المريض بقطع يده!؟...

وأقرت التشريعات الإسلامية مسؤولية الحكيم (الطبيب) وأخضعته لعقوبات قررتها شرعا؛ إذا ما تسبب للمريض الضرر أو الموت...

الإجهاد والضغط النفسي أو تشتت الانتباه ( وقد تكون إدارة المنشأة دور فيها) يسبب91 % من الأخطاء و 72% من الأخطاء لعدم الدقة في العمل؛ قد تكون من قلة التدريب في الحالة المعالجة و 62% عدم كفاية المعرفة الطبية ( بحاجة لزيادة الحضور إلى المؤتمرات؛ وورش العمل والندوات باستمرار)؟..

و من ناحية أخرى توجد أخطاء قد لا يكون الطبيب أو المعالج سبب فيها مثل: إعطاء طعام مالح لمريض مصاب بارتفاع في ضغط الدم؛! أو طعام كثير السكر لمريض مصاب بداء السكري؛ تلك بلا شك أخطاء حتمية؛ نتجه إلى عدم متابعة الإرشادات الطبية.. إن التلوث الذي يحصل بسبب عدم قيام العاملين بغسل أياديهم قبل أي إجراء؛ أو عدم لبس القفازات أثناء اخذ عينات الدم للتحاليل أو إعطاء العقاقير ولمسها باليد. استخدام العقاقير المنتهية صلاحيتها؛ عدم دقة الوقت الصحيح للدواء؛ عدم معرفة أضرار خلط الأدوية؛ أي تناولها في آن واحد؛ إعطاء الدواء خطأ» أو حدوث تفاعل بين دوائين؛ جرعة خاطئة؛ تشابه في العبوة؛ تشابه في اللفظ؛ عند كتابة الوصفة الطبية للصيدلي خصوصا» إذا كانت مكتوبة بخط اليد. إن غالبية المؤسسات الصحية حاليا»؛ أصبح الكمبيوتر هو الأساس في إعطاء أسماء العقاقير المطلوبة للصيدلي؛ إلا أن العيادات والمستوصفات لازالت غالبيتها تتم بوصفة يدوية؟ وأمثلة تشابه اللفظ عديدة منها:- دواء الصرع Lamictal و دواء الفطريات Lamisil ؛ دواء التهاب المفاصل cerebrex ومضاد التشنجاتcerebyx أو مضاد الاكتئاب celexa.. ومن أمثلة صرف دوائين يعتبران قاتلين إذا أخذا معا» هو Erythromycin مضاد حيوي و Terfenadine مضاد للحساسية..

إعطاء فصيلة دم مختلفة عن دم المريض؛ وأيضا تقرحات السرير لمرضى القلب خصوصا» وللمرضى المنومين لفترات طويلة عامة ؛ وهو عدم تحريكهم في فراشهم؛ وينشأ من ذلك تقرحات كبيرة ومؤلمة ويمكن أن تتلوث وتصبح مرضية؛ نجدها عند الأطفال المعاقين وبعض من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتوجب تحريكهم في الفراش وتغيير متتابع لوضعية النوم أو الاستلقاء؛ ومن الطب ما قتل؟!..

الأخطاء الطبية أما ضعف مهني ؛ أو خلل إداري وهي حتمية الحدوث؛ إلا إنها غير مقبولة إنسانيا» واجتماعيا» وحضاريا»؛ ممكن السيطرة عليها؛ كل خطأ يسبب ضررا للغير يلزم من ارتكبه التعويض؛ وقد عُرف الضرر الطبي في أدق حالاته بأنه ما ينتج عنه إطالة التنويم بالمستشفى؛ أو إعاقة دائمة عند الخروج.. في العالم العربي للأسف لا يوجد معلومات كافية حول الأخطاء الطبية؛ ولا وجود إلى إحصائيات ولا حتى أي دراسات للتقليل منها أو منعها؟!.. كشفت مديرة منظمة الصحة العالمية بأن الأخطاء الطبية تصيب 1 من كل 10 مرضى في جميع أنحاء العالم؛ والحاجة ملحة لوضع الأنظمة والقوانين للحد من زيادة الأخطاء خصوصا في العالم العربي حيث إن الغرب بات عارفا» ودارسا» وباحثا» في السيطرة النوعية عليها؛ ومن الأولويات في العالم العربي ودول مجلس التعاون هي متابعة ومراقبة السيطرة النوعية المستمرة من قبل الجهات الصحية المختصة والعمل على إنشاء جهات مختصة تعنى بدراسة الأخطاء الطبية وسبل مكافحتها في دول الخليج العربي ووضع الأنظمة المعالجة للوضع..

إن الأخطاء الطبية وباء وشبح خارج عن السيطرة؛ في غياب الأنظمة والقوانين؛ وهي بين قلة الإمكانات وندرة الكفاءات؛ هذه الظاهرة تؤرق الناس وتشغل المختصين والإدارات؛ خصوصا» في أي تدخل جراحي؛ وحتما رفع الجودة والدقة في العمل؛ يقلل الأخطاء ومن ثم يسرع الشفاء ويقلل من التكاليف من قبل المستشفى والوطن..

watban@hotmail.com
دكتوراه علم الليزر - رئيس الأكاديمية العالمية لتطبيقات الليزر
 

من يقرر.. الشؤون الصحية أم المحاكم الشرعية؟
هل الأخطاء الطبية مخالفة الطبيب للقواعد والأصول الطبية؟أم هي الضرر الذي لحق بالمريض؟
د. فاروق بن عبدالله الوطبان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة