ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 11/10/2012 Issue 14623 14623 الخميس 25 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

خروج الهلال من دوري أبطال آسيا - وهو الفريق السعودي الأقوى والأشهر والأكثر تحقيقا للبطولات - يجدد التأكيد على أن الكرة السعودية تعيش في أزمة حقيقية، وأن عدم التدخل عاجلا لإصلاح ما يمكن إصلاحه سيؤدي بها إلى ما هو أسوأ من ما وصلته الآن.

المنتخب الأول يتراجع إلى المركز الـ 113 في تصنيف فيفا بعد سلسلة من المشاركات التي تتبارز بين بعضها في سوء الحضور والنتائج المنتخبات السنية تتسابق على الخروج من البطولات القارية والإقليمية بلا منجز حقيقي، حتى في المباريات الودية لم يفلح المنتخب وخرج بهزائم قاسية بعد أن كنا نمني النفس بظهور جيد بها والتقدم ولو خطوة واحدة للأمام قبل أن نكتشف أن تراجعنا تسعا للخلف، الحضور الجماهيري يحقق أدنى المعدلات خلال منافسات الدوري المحلي.

الكرة السعودية تعيش في أزمة حقيقية، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها ونواجه تبعاتها، لا أن ندس رؤوسنا بالرمل منتظرين أن تتعدل الأحوال من تلقاء نفسها، المنتخبات من حولنا تتطور وتتقدم خطوات للمنافسة.

إصلاح الكرة السعودية من وجهة نظري ليس في التعاقد مع مدرب جديد، ولا في إعادة تشكيل لجنة إدارة المنتخبات، الإصلاح يجب أن يبدأ في كل ما يحيط بالكرة السعودية ويؤثر فيها، الإصلاح يجب أن يشمل أيضاً الفكر الذي يتحدث عن هذه الكرة من خلال القنوات الفضائية التي غدت محاضن للتعصب ولنشر أفكار وتوجهات لم تكن موجودة في السابق.

في السابق مثلا لم يكن هناك من يتجرأ على إظهار مشاعر الغبطة بخسارة فريق يمثل الوطن والشماتة به، أما حاليا.. فيخرج أحدهم ليقيم احتفالية بمناسبة خسارة فريق سعودي، ويجد للأسف من يشجعه ويوثق صنيعه، وفي السابق لم يكن هناك من يتجرأ على أن يقول على الهواء: (لا تقولي هاردلك خسارة الفريق.. قل لي مبروك).. وفي السابق لم يكن الضيوف يحضرون للاستديو ولديهم أجندة خاصة وتوجهات مسبقة وخطط لإسكات فلان ومناقضة كل ما يقوله فلان، كانت البرامج على قلتها تناقش أوضاع الرياضة بوعي وحيادية ودون سخرية وهجوم على الآخر مهما بلغت حدة النقاش.

إصلاح الكرة السعودية يجب أن يمر أيضاً بكل ما يحيط ويؤثر بها.. فعلى سبيل المثال لن تتطور الكرة في ظل وجود ضعف واضح في مستوى التحكيم، وقد شاهدنا خلال الفترة الماضية أخطاء مؤثرة ومن حكام دوليين، وهنا لابد أن يكلل رئيس اللجنة جهوده بوضع الأمور في نصابها الصحيح وان يفرض عقوبات صريحة ومعلنة على من يخطئ من الحكام، وأن يقدم خطابات شكر لبعض الأسماء التي أثبتت أنها لا يمكن أن تتطور وأن تستفيد من النقد ولا من الأخطاء.. ففاقد الشيء لا يعطيه في نهاية الأمر.

الرياضة السعودية لن تتطور أيضاً ما دام الاحتراف لدينا مجرد حبر على الورق دون أن نشاهد تقدما ملموسا في صناعته على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما على بداية تطبيقه. فاللاعب أصبح محترفا بالاسم فقط، أما في الواقع فهو يمارس أسلوب الهواة على أصوله، بل إن بعض الهواة في زمن الإنجازات السعودية الجميل كانوا أكثر التزاما ومهنية وحضورا من معظم محترفي الجيل الحالي..لذا نشاهد أن اللاعب السعودي يطالب بالكثير، ولا يوقع إلا مقابل الكثير، ويقبض الكثير، لكنه لا يقدم إلا اقل القليل داخل الميدان، وبات اللاعب الأكثر أجرا - اللهم لاحسد - هو الأقل إنجازات، وللأسف فمعظم الأندية وهي المسؤول الأول مازالت تغض الطرف عن ذلك ولا تطلب حقوقها النظامية من اللاعب لأنها تخاف من (غضبه) و(عاطفة) المعجبين به.

إصلاح الرياضة السعودية يجب أن يمر أيضاً على المسابقات المحلية وطريقة تنظيمها، لن تتطور الكرة ولا المسابقات ما لم يكن هناك احترام كامل للروزنامة، وتفعيل كل القرارات الخاصة بمنع أي تأجيل أو تعجيل في برنامج الدوري.

كيف يتم إصلاح الكرة السعودية ونحن نشاهد أن اللاعب السعودي ما زال عاجزا - إلا في حالات محدودة - عن اللعب في الأندية العالمية، ومقابل ذلك تتعاقد الأندية المحلية مع لاعبين عاديين لا يمكن لهم المساهمة في رفع مستوى اللاعب السعودي وإفادته، بل على العكس هم يوحون للمتابع الخارجي أن اللاعب السعودي اقل منهم كفاءة وقدرة وإلا لما تم التعاقد معهم!!

عندما نريد إصلاح الكرة السعودية فعلينا أيضاً العودة إلى البنية التحتية، والعمل من الصفر والاهتمام بالنشء والقاعدة، لا يمكن أن نحضر مدربا عالميا بالغا ما بلغ اسمه وشهرته ونقدم له لاعبين توقفوا عند حد معين ونطالبه بأن يطورهم ويعزز قدراتهم وأن ينافس بهم ويحقق بطولة آسيا ويصل إلى المونديال من خلال معسكر أو اثنين ومباراة أو اثنتين!

إن مدرب المنتخب وإدارة المنتخب لا يمكن أن تحقق شيئا ما لم يكن هناك عمل حقيقي وتأسيس قوي في الأندية وهي المعين الذي يستقي منه المنتخب - أي منتخب - قوته وحضوره، ولذا نجد في الغالب أن أي منتخب قوي يقوم على أندية قوية ودوري قوي، إضافة إلى لاعبين منتشرين في كل الأندية العالمية وقد تشربوا من كل الخبرات وتعرفوا على كل طرق اللعب، بحيث يصبح دور مدرب المنتخب مجرد إيجاد توليفة مناسبة من هذه النخبة ورسم طرق إدارتها.

الكرة السعودية في أزمة، والإصلاح لن يتم بين يوم وليلة، والعلل واضحة أمامنا، فإما التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو السكوت على الوضع الحالي وانتظار المزيد من التراجع كما نشاهد جميعا في مركز المنتخب في تصنيف فيفا الذي أصبح يتراجع، ويضرب مع كل خطوة للخلف ناقوس خطر جديد.. ولكن من يسمع ومن يتجرأ على العمل.

مراحل.. مراحل

- الذين ينحرون الجزور ويقيمون الولائم لمجرد خسارة فريق منافس في مباراة كرة قدم، أناس يستحقون الشفقة والعطف فعلا، وأن لا يغلظ عليهم أحد بالقول.. فالواحد الأحد يعطي ويأخذ وله سبحانه حكمته في تدبيره.

- مباراة الوحدة.. كشفت أن الدرس الآسيوي لم يحقق أي فائدة، وأن المجاملات مازالت تأخذ وضعها في الفريق الأزرق، وإلا ما معنى أن يلعب أحد لاعبي خط الوسط في مركز قلب الدفاع في ظل وجود من هم أفضل قدرة وموهبة منه؟؟

- النصر (العالمي).. ما زال عاجزاً عن هزيمة الشباب في الدوري، ومازال عاجزاً عن هزيمة الهلال في كل المسابقات، وما زال يحلم بالفوز بمركز يضمن له مجرد مشاركة في بطولة خارجية... و(العالمية) صعبة قوية!!

- ليس من مصلحة الهلال أن يحتفل أنصاره بأي خسارة نصراوية، فهذه ثقافة زرقاء جديدة لم تحقق لأصحابها الأصليين أي تقدم طوال السنوات الفارطة!!

sa656as@gmail.com
aalsahan@ :تويتر
 

أكثر من عنوان
الكرة السعودية.. إلى أين؟
على الصحن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة