ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 13/10/2012 Issue 14625 14625 السبت 27 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كيف يمكن للمعلم أن يكوّن مهارة الحوار لدى التلاميذ؟ أو بكلام آخر كيف يتعلّم التلاميذ الحوار في مدارسهم، حيث تشير الدراسات والبحوث العلمية المبنيّة على أُسس شرعية وعلمية أنّ الحوار بين المعلم والطالب أمر ضروري في العملية التعليمية. فالحوار.....

..... يُعَد إحدى طرائق التدريس التي ينبغي للمعلم الأخذ بها ومعرفتها وتطبيقها، وتهدف هذه الطريقة إلى إثارة أذهان المتعلمين، وتحفيزهم على التفكير والكشف عن الحقائق والخبرات والمعارف المختلفة، والوصول إلى الأدلة والبراهين والاستنتاجات بواسطة الأسئلة والاستفسارات والقضايا التالية التي تُطرح عليهم ويناقشونها ويجيبون عنها. ويمكن تعريفها بأنها «طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإدارة حوار شفوي خلال الموقف التدريسي، بهدف الوصول إلى بيانات أو معلومات جديدة». وتُعَد هذه الطريقة من أفضل طرائق التدريس ويمكن استخدامها، بالإضافة إلى الطريقة الإلقائية وطريقة التلقين وطريقة الاستكشاف وغيرها من الطرائق. والحوار بين المعلمين والطلاب ينمّي العلاقة بينهم، فالأخذ والرد من خلال الحوار مفيد، لأنه يسمو بالصلات بين المتعلمين والمعلم، ويحقق لهم الدافعية والإنجاز معاً، ويعطي التلاميذ إحساساً بتقبُّل المعلمين لهم ولآرائهم وأفكارهم، فأسلوب الحوار في التعليم يشجع التلاميذ على احترام بعضهم، ويسهم في خلق الدافع عند الطلاب، كما أنه يدرّبهم على الأسلوب الحواري ونمو الذات، فيساعدهم على تعويد أنفسهم على مواجهة المواقف الحرجة وعدم الخوف من إبداء آرائهم، وينمّي فيهم عادة احترام آراء الآخرين، وتقدير مشاعرهم، والحوار يساعد على تكوين شخصية سوية للمتعلم. فمن خلال الحوار يمكن أن تكون العلاقة بين المعلم وطلابه علاقة احترام وتقدير، فهو يمنحهم الحرية في إبداء ما يريدون من آراء بأدب، فعن طريق الحوار يمكن «توطيد العلاقة الطيبة بين المعلم وطلابه وإشعار المعلم طلابه بقدرتهم على المشاركة الإيجابية، مما يحفزهم على زيادة نشاطهم وفاعليتهم»، فالحوار ينمّي هذه العلاقة بين المعلم وطلابه وعليه أن يتسع صدره. والمعلم عند دخوله في حوار مع طلابه واستماعه لمشاكلهم سيقربه ذلك منهم، لأنّ الطالب يحتاج إلى من يستمع إليه ويشاركه في مشكلته، وعن طريق ذلك يستطيع المعلم أن يصحح بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالعمليات الإرهابية، ويصحح وجهة نظر الطالب وينمّي حب الوطن وبناءه في نفس الطالب. ويهدف الحوار بين المعلمين والطلاب إلى تنمية تفكيرهم، أي التفكير الهادف الذي يمكنهم من حل مشاكلهم والإبداع في أعمالهم. والحوار بين المعلمين والطلاب يعطي الطلاب القدرة على النقاش وطرح الأفكار وإبداء الرأي حول قضية معيّنة، هذا الحوار يسهم في حل المكلات التي يقع فيها الطلاب أو المشكلات التي قد يتعرّضون لها. والحوار مع الطلاب يسهم في تحريك قدراتهم العقلية، وقدح فطنتهم وإكسابهم المعلومات والأفكار والاتجاهات والقيم في قالب مقنع مناسب. والمعلم الناجح هو الذي يحسن توجيه الأسئلة، لأنّ ذلك يساعد الطلاب على التفكير بذكاء حول موضوع الدرس. فالحوار مع الطلاب لا يكون حواراً عشوائياً أو ضعيفاً، فهو بذلك لن يحقق هذا الجانب، والحوار بين المعلمين والطلاب ينمّي قدراتهم على التفكير، فإنّ ذلك يساعدهم على تحليل المشكلات واستخلاص النتائج المترتبة على مناقشتهم، بالإضافة إلى مساعدتهم في اتخاذ القرارات التي يتعيّن عليهم اتخاذها. وخلال الحوار بين المعلمين والطلاب، على المعلم أن تكون لديه القدرة على الانتباه الدائم لأفراد التلاميذ من خلال الصبر المتناهي والطاقة العقلية المثابرة العاملة طيلة الحوار لتقييم تقدمهم الفكري، والتعرُّف على ردودهم النفسية وميولهم النفسية، وميولهم نحو مادة الحوار وأسلوبه، للعمل على تعديل أو تغيير ما يلزم تلقائياً. ومن خلال الحوار يستطيع المعلم أن يناقش مع الطالب المفاهيم الخاطئة، وتصحيح بعض الأفكار المنحرفة لدى الطلاب، بتوضيح رأي العلماء من خلال كتاب الله وسنّة رسوله، وتوضيح ما عليه هؤلاء الخارجون على الدولة من الأخطاء في فهم النصوص الإسلامية وتفسيرها على حسب أهوائهم. وهذا يتطلّب أن يستخدم المعلم طرائق التدريس التي تعتمد الحوار كالمناقشة والندوة وحلقات البحث والمناظرة وغيرها في أنشطته التعليمية - التعليمية، سواء أكان ذلك داخل الصف أم خارجه في معظم المواد الدراسية، بدءاً من مرحلة التعليم الأساسي وحتى الجامعة. أخيراً كلنا يؤمن بأهمية التربية والتعليم ودورها الكبير في تحقيق أهداف المجتمع، وبناء المستقبل المنشود، وأهمية تطوير المناهج التربوية والبحث في أفضل طرائق التعليم، واكتساب مهارات الحياة ومهارات التفكير والبحث العلمي، ولن نتمكن من ذلك دون إعداد جيد لمعلم مدرسة المستقبل القادر على كشف المواهب وتنمية الإبداع، في وقت أضحى مستقبل الإنسان مرهوناً بتقدم التربية وتطوير مفاهيمها في التعاون والعيش المشترك وتقدير التنوُّع واحترام ثقافة الآخرين وقبولهم واعتماد الحوار سبيلاً للتفاهم بينهم.

hdla.m@hotmail.com
باحث في الشؤون الأمنيّة والقضايا الفكريّة ومكافحة الإرهاب
 

رسالة لمربي الأجيال: الحوار مع الطالب ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الفكري
د. محمد بن حمود الهدلاء

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة