ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 13/10/2012 Issue 14625 14625 السبت 27 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

اندلعت الأسبوع الماضي حرباً كلامية بين صحيفتين شقيقتين، وقد كان مثل هذا الأمر مفاجأة بالنسبة لي، فلا أذكر أنني اطلعت من قبل في صحفنا على مثل هذه التصريحات المباشرة والانتقادات اللاذعة بين صحيفة وأخرى، فالمنافسة مهما وصلت أبعادها فهناك.....

..... حدود نجد الجميع يحرص على الالتزام بها وعدم تجاوزها.

ومصطلح المنافسة مشتق من النفاسة وهي المبادرة إلى الكمال الذي يسعى خلفه الإنسان وقد يشاهد آخرين في نفس الطريق فيحرص على تجاوزهم، وأصل المنافسة من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفس والتنافس في فعل الخير من علو الهمة قال تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، والمنافسة حق مشروع للجميع وفي كافة المجالات فعلى المستوى الرياضي نجد أن الفرق الرياضية تتنافس فيما بينها لتحقيق مراكز متقدمة وعلى المستوى الاقتصادي نجد أن الشركات والمؤسسات التي تعمل في نفس المجال تتنافس فيما بينها فعلى سبيل المثال ها هي شركات الهواتف النقالة في حرب محمومة كل يوم لتقديم أفضل الأجهزة، وعلى المستوى الإعلامي نجد أن الوسائل الإعلامية بصفة عامة والمتخصصة مثل الصحف والقنوات الفضائية والإذاعات تتنافس فيما بينها، بل حتى على مستوى قادة الدول نجد أن الانتخابات قد حرصت على وضع قوانين للتنافس بين الأفراد لنيْل منصب القيادة في بعض الدول.

وعلى الرغم من دور المنافسة الإيجابي في تعزيز الكفاءة والفعالية وتطوير مستوى الخدمات في منظمات الأعمال وتقديم الأفضل للمستهلك النهائي، فإن لها بعض الظواهر السلبية والتي قد تنشأ أحياناً بين المتنافسين وفي مقدمة هذه الظواهر الغيرة المهنية والتي قد تصل إلى مستوى الحسد، فالحسود لا ينافس بل يتمنى زوال النعمة عن المحسود، في حين أن أطراف المنافسة الحقيقيين يتسابقون في الحصول على النعمة وتمامها لهم دون زوالها عن الآخرين.

وفي اعتقادي أن المقام ليس مقام تفضيل جهة على أخرى بقدر ما هو مقام أسلوب وطريقة في آلية التعامل بين المتنافسين وخصوصاً في المجال الصحفي الذي يحمل رسالة سامية يسعى لإيصالها إلى الجمهور، فيجب أن تكون هذه المنافسة قائمة على الحوار الهادئ البعيد كل البعد عن التشنج أو الغرور أو الحسد أو تقديم المعلومات الخاطئة أو تصيُّد الأخطاء وكشفها أو التشكيك في البيانات أو التقليل من قدر الخصم أو غيرها من الأمور التي يسعى كل طرف أن يثبتها على الآخر.

إننا في حاجة ماسة إلى أن نعمل على ضبط النفس خلال جولات المنافسة التي تحدث فيما بيننا وأن نسعى إلى الترفع من الانزلاق إلى مستنقع المهاترات والتصاريح الصحفية التي تساهم في توسيع الفجوة بين الأشقاء في وقت نحن في أمسّ الحاجة إلى كل ما يساهم في زيادة أواصر اللُحمة والتعاون والتآخي فيما بيننا.

من الضروري أن نعمل على جعل هذا التنافس مفيداً لمصلحة القارئ من خلال التعاون على تطوير مستوى الخدمات التي تقدم له، وأن لا نعمل على صرف الجهد والمال والوقت في صراعات لا خاسر ولا رابح فيها، بل تُساهم في نقد الطرفين وتفيد جهات أخرى قد تكون سعيدة برؤية ما يحدث أمامها.

إن الكبار يجب عليهم أن يكونوا قدوة لغيرهم فمنهم يتعلم الآخرون ومنهم يستفيدون، فهم أهل الخبرة والحنكة والفطنة وهم الذين قاموا بتعليم أجيال هم اليوم قادة في أماكن عدة فيجب عليهم أن يترفعوا عن مثل هذه التصرفات وأن يحرصوا على تقديم كل ما يساهم في رفعة شأن هذا الوطن ودوام أمنه واستقراره.

 

الحرب الكلامية بين الصحف المحلية
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة