ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 13/10/2012 Issue 14625 14625 السبت 27 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

التغيرات التي شهدها المجتمع السعودي خلال السنوات الماضية عميقة بل تبدو أحياناً مخيفة!! صحيح أن التغير هو سنة الحياة، وأن بقاء الحال من المحال، وأن كل مجتمعات الدنيا تغيرت وليس مجتمعنا فقط؛ لكن ما حدث في مجتمعنا وفي بعض المجتمعات الخليجية يبدو مختلفاً سواء في عمقه أو في وتيرته وسرعته.

مذهلٌ أن نقرأ أخباراً متتابعة عن اختطاف فتيات وعن قصص الابتزاز التي تتعرض لها بعض الفتيات بعد التغرير بهن واستغلالهن من قبل بعض الشباب. ومن آخر هذه القصص ما نُشر في بعض المواقع الإليكترونية عن الفتاة التي اختطفها شابان في جدة وهما مسلحان وفي حالة غير طبيعية واستطاعت أن تتغلب عليهما بالحيلة وتتصل بالجهات الأمنية التي أنقذتها من مخالبهما!

لم يكن مجتمعنا يعرف مثل هذه القصص قبل التغيرات التي لحقت به في السنوات الأخيرة. وقد كان الأمر الطبيعي والمنطقي هو أن يرتقي سلوك الناس بعدما تحققت الوحدة في هذا البلد وتحقق الاستقرار والتحضر والعمران ولم يعد هناك غزو ولا نهب ولا غارات. وحتى في الزمن القديم (أيام الفوضى والغزو والحروب) كان الناس يتصفون بالشهامة وبأخلاق الفرسان، فكانوا يترفعون عن الأفعال المشينة التي تُخِل بالرجولة، رغم أنهم في حروبهم وغزواتهم يتقاتلون وينتقمون ولكن وفق مفاهيم وقيم واضحة أوجدتها ظروفهم البيئية الصحراوية.

حوادث الاختطاف والابتزاز والاغتصاب ليست مجرد «تجاوزات» ولكنها جرائم كبيرة. إن بعض التجاوزات التي يقع فيها الشباب يمكن تفهمها، وهي في الغالب نتيجة طبيعية لضعف دور البيت والمدرسة في التربية حتى يمكن أن يُقال أن الشباب ضحايا مثلما هم مذنبون. وقد نغضب من تجاوزات الشباب ونتسرع في المطالبة بإيقاع أقصى العقوبات بحقهم وننسى أن العلاج الحقيقي هو في مراجعة وتصحيح دور البيت والمدرسة. لكن الاختطاف والابتزاز ليسا «تجاوزات»، وعقابهما يجب أن يكون قاسياً لكي يتحقق الردع فيعود إلى صوابه كلُ من تسول له نفسُه الاعتداء على محارم الناس.

هذه الجرائم الكبيرة هي خطوط حمراء لا ينفع معها سوى العقاب الرادع الأليم، ومن يقترف مثل هذه الجرائم ليسوا بشراً وإنما ذئاب ووحوش على هيئة بشر ولابد من حماية المجتمع من أذاهم.

لقد طفح الكيل بالناس، ولم يعد المجتمع يطيق صبراً على هذه السلوكيات الشاذة المريضة التي جرحت مشاعر الجميع فضلاً عن ضحاياها المباشرين، فالكل ينتظر من الجهات القضائية والتنفيذية إنقاذ المجتمع وتخليصه من هؤلاء الوحوش.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
خطوط حمراء.. وتغيُّرات مخيفة
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة