ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 15/10/2012 Issue 14627 14627 الأثنين 29 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تُعتبر تركيــــا الأولى في العالم التي تـُخيّر المُدان بجنحة بين السجن وقراءة الكتب.

يعود أول الأحكام القضائية بـ”عقـوبة!” القراءة إلى العام 2006م، حين حكم قاضي محكمة مدينة (يوزغات) التركية على (آلب أرسلان ييت) بالقراءة لمدة خمسة عشر يوما، بواقع ساعة ونصف الساعة يوميا، بعدما دين بجنحة السكر وإقلاق الراحة العامة.

صحيفة تركية أجرت حوارا طريفا مع هذا المحكوم الأول بـ “عقوبة” القراءة، في ما يأتي نصه:

- ما التهمة المُوجهة إليك؟.

- قيل إنني تصرفتُ بجهالة وصرختُ في حالة سكر.

- ما كان ردّ فعلك على الحكم؟

- طلبتُ من القاضي معاقبتي ككل المُدانين. لأنه لو عاقبني بقراءة الكتب فسوف يسخر مني الناس. سألتُ نفسي: ما الفرق بين غسل الصحون في البيت وقراءة الكتب؟. لكن القاضي أصرّ على قراره بعقوبة قراءة الكتب. هربتُ إلى أنقرة لأن ذهني تشوّش كثيرا بالحكم.

- لماذا عدتَ، إذن، من أنقرة؟

- هربتُ من البيت ستة أشهر، ثم أدركتُ أنني لن أرتاح من هذه المشكلة ما لم أقرأ الكتب، تنفيذا للحكم الصادر بحقي.

- ما كان شعوركَ حين دخلتَ المكتبة لأول مرة؟.

- في البداية شعرتُ بالغيظ الفظيع. بدا لي الأمر مثل التعذيب. أحسستُ وكأن جميع سكان بلدتي يراقبونني، ويضحكون عليّ. بل كأنهم جندوا شخصا يراقبني وأنا أقرأ.

- ما الكتاب الذي بدأتَ بقراءته، وهل كنتَ تقرأ فعلا؟.

- بداتُ مع كتاب عنوانه موسوعة الكتـّاب الأتراك”، ثم قرأتُ كتابا عن سيرة حياة أتاتورك. كان كل من الكتابين ضخما جدا، وقد انتهيتُ من قراءتهما في غضون شهر. الحقيقة أنني، في البداية، كنتُ اُقلـّبُ الصفحات مُتظاهرا بالقراءة، لكني عرفتُ بعد أيام أن القاضي سيمتحنني في كل ما قرأتُ من كتب، فاضطررتُ للقراءة فعلا. لا أتمنى عقوبة مماثلة لعدوّ.

- هل تمنيتَ لحظة أن تقضي عقوبة السجن بدل عقوبة القراءة؟.

- في البداية هذا ما تمنيت. وحين قال لي محافظ بلدتنا إن عقوبة السجن ستسجل في صحيفة سوابقي، ولن أجد فرصة عمل بعد ذلك، سارعتُ إلى القراءة فعلا، ولكن على مضض. لو لا ذلك ما أهمية السجن لخمسة عشر يوما؟. لو سُجنتُ لخرجتُ مرفوع الرأس، وذهبتُ مزهوّا إلى مقهى بلدتي.

- أليس رأسك مرفوعا الآن؟

- بلى. مرفوع ، لكن ليس تماما. أنا أعرف أن أهالي بلدتي يضحكون عليّ خلسة حين يرونني. لكنني بعدما قرأتُ، أصبحتُ أعرف أمورا كثيرة هم لا يعرفونها. أنا الآن أضحك عليهم أيضا.

- هل واصلتَ القراءة بعد انتهاء فترة “عقوبة” القراءة؟

- اُدركُ الآن أن القراءة ليست بكل ذلك السوء. أقول لنفسي الآن: المعرفة، إذن، لها منافع. تعرّفتُ على كتـّاب كثيرين وصرتُ أحب أن أقرأ لهم. أقرأ الآن كلما سنحت لي الفرصة.

***

* لعنة الهروب من “ إقرأ”.. تُطاردنا.

* المعرفة هي حقيقة البقاء، لا مجرد نظرية تـُقال أو شعار يُرفع.

* المستقبل مُقفل، إلى أن ترتفع العقول و.. تدور.

* كلّ الوقت لثقافة الأمعاء، وما يلوذ بها. أما ثقافة الرأس فحالة مؤجلة، أو لعلها منسية.

* ما الذي يـُخيف في الذين لا يقرأون: بطونهم أم رؤوسهم؟.

* يهربون من القراءة، كما لو أنها مخزن للجراثيم.

* الذين لا يقرأون، يتعاملون مع المستقبل بإسلوب قطّاع الطرق.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

أيّهما تـُفضـّل: أن تكون سجينا أم قارئا
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة