ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 15/10/2012 Issue 14627 14627 الأثنين 29 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

المناظرات التلفزيونية بين مرشحي الانتخابات هي تقليد أمريكي قديم منذ أيام شاشات «الأبيض والأسود» بين كندي ونيكسون، وهو تقليد حميد خصوصاً بين المرشحين الرئاسيين. فرئيس البلد لابد أن يتحلى بحدود دنيا من القدرة على توضيح برنامجه الانتخابي وشرح مكوناته للجماهير التي ستذهب إلى صناديق الاقتراع حتى لو كان ذلك على الطريقة الأمريكية في نظام الانتخاب غير المباشر الذي لازال الأمريكيون متمسكين به!

ومع الأهمية الكبيرة لهذا التقليد الذي انتشر الآن في العديد، وربما معظم، الدول التي تمارس الانتخابات في أنظمة حكمها، فإن الهالة الكبيرة التي تُعطى لهذه المناظرات قد تحجب حقائق جوهرية مهمة بسبب القدرة البلاغية لأحد المرشحين بالمقارنة مع المرشح الآخر حتى لو كان الطرف الأقل بلاغة هو الأفضل من ناحية برنامجه الانتخابي وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة الرشيدة.

ولا أفهم: كيف أن الرئيس الأمريكي أوباما كان متقدماً على منافسه الجمهوري رومني طيلة المدة التي سبقت مناظرتهما الأولى، فلما حدثت المناظرة تراجعت شعبيته بسبب كلماتٍ قالها رومني في المناظرة مع أن الشعب الأمريكي يعرف إمكانات الرجلين قبل المناظرة!

ما الذي تغير لكي يتأخر أوباما ويتقدم رومني خلال مدة لا تزيد عن ساعة ونصف!؟ بالتأكيد لا شيء تغير من الناحية الفعلية. كل ما هنالك أن أوباما حاول أن يتجنب الأسلوب الصدامي في الحوار، ولم يشأ أن يستغل بعض الهفوات والزلات الكبيرة التي كان رومني قد وقع فيها طيلة الأشهر الماضية لكي لا يُقال عنه أنه متشنج وانتقامي يتتبع الزلات ويتجنب القضايا الكبرى. لكن هذا الأسلوب، فيما يبدو، لم يكن موفقاً، فنجح رومني في المناظرة وقفزت أسهمه إلى الأعلى وتراجع أوباما.

وبما أن هذه المناظرة هي الأولى لن تكون الأخيرة بين الرجلين فإن أوباما النادم على الطريقة التي خاض بها المناظرة خرج إلى الناس متوعداً غريمه الجمهوري بأنه لن يكون رقيقاً معه في المرة القادمة وسوف يستخدم كل ما في جعبته من الأسلحة الهجومية!

يمكن أن تكون هذه المناظرات مُسَلْيَّة جداً، لكنها في النهاية ليست مبارزات في الملاكمة أو في أي نوع من أنواع الرياضات البدنية لكي يكون الطرف المهزوم فيها هو الطرف الضعيف حقاً. فرئيس الولايات المتحدة يمكن أن يكون رجل دولة من الطراز الأول وقائداً تاريخياً في قراراته دون أن يكون خطيباً مفوهاً، كما أن الكثيرين من الخطباء المفوهين قد لا يستطيعون أن يديروا مؤسسة صغيرة لا يتجاوز عدد موظفيها عشرة أشخاص!

هذه «التهميشات» يكتبها شخص مثلي من خارج إطار الممارسة الأمريكية بكل تقاليدها، ويمكن أن تكون تهميشات مثيرة للسخرية لو قرأها مواطن أمريكي. لكنني ـ كمتفرج ـ أجد أن هذا التركيز الشديد على قوة الحجة وسرعة البديهة في مناظرة تلفزيونية قد يحجب مزايا قيادية أكثر أهمية لدى أحد طرفي المناظرة، مع كل التقدير والإعجاب بالطقوس والممارسات «النظيفة» للأنظمة الديموقراطية!

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
مع التقدير للممارسات الديموقراطية!
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة