ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 16/10/2012 Issue 14628 14628 الثلاثاء 30 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ليس بهذه الآراء تعالج الآمور
نورة مروعي عسيري

رجوع

 

إن فكرة فرض الحظر أو الوصاية الفكرية على المجتمع باتت فكرة مستحيلة في جو الانفتاح الذي يعيشه العالم وفي زمن ثورة الاتصالات فأصبح ما لا يستطيع الأبناء الحصول عليه من معلومات بروح طيبة من الوالدين أو الأسرة بشكل عام أصبح سهلاً وبسيطاً بالنسبة لهم الحصول عليه من خلال الهواتف الذكية أو وسائل الاتصال الأخرى.

* تعددت الأسباب والموت واحد عبارة أرى أنني وضعتها في مكانها لأن العلم والمعرفة والبحث عن المعلومة أصبحت كالبحث عن الموت بالنسبة لبعض من يرون أنهم مكلفون بفرض الحماية أو الوصاية الفكرية على المجتمع الذي تحرّر منذ أزمنة من سطوة الجهل والتخلّف وأصبح يسابق الخطى للحاق بالأمم الأخرى التي عملت على استثمار العقل البشري باعتباره مورداً بشرياً والاستفادة منه كأفضل بديل للموارد الطبيعية وبعضها من جمع الاستفادة بين الموردين، بل إن البعض الآخر الذي نجح هو من اعتبر أساس نهضته وتقدمه هو العقل البشري فقط فاستثمروه خير استثمار مع اختلاف معتقدات هذه العقول وثقافتها وتوجهاتها في الوقت الذي ما زلنا نصنف فيه من دول العالم الثالث مع ما تتمتع به بلادنا من ثروات طبيعية لا تتناسب والمستوى المعيشي للفرد فحين نقارن بغيرنا من دول العالم الثالث نجد أن هناك إجحافاً كبيراً بحقنا كدولة من أغنى دول العالم تعيش مستوى متدنياً جداً في التعليم وما زالت تعاني من الأمية وبعض سكانها يعيشون تحت خط الفقر مع حرص حكومتها من أعلى الهرم على محاربة هذين العدوين اللدودين للإنسان (الجهل والفقر).

وفي ذات الوقت نجد بعض تصريحات المسؤولين غير المسؤولة التي يطلقونها عبر وسائل الإعلام المختلفة التي يستفزون بها الشارع والمواطنين مثل من يقول ابحثوا عن منتجات استهلاكية أخرى لمواجهة الصراع مع طمع وجشع التجار. وآخر يقول استخدموا مولداً كهربائياً فهل هؤلاء المسؤولون على قدر المسؤولية حين ينادون باستخدام هذه الأساليب المستفزة للمواطن الذي عجز راتبه عن مواجهة التضخم غير المبرر في الأسعار في حين أن دول شقيقة أخرى لا تعاني من هذا الغلاء؟ فكيف يحارب المواطنون في مصدر دخلهم وخصوصاً أن فك الأسود يزيد في الاتساع كل ما زاد دخل المواطن لاستيعاب عمليات البلع المستمرة فهل يرغب هؤلاء المسؤولون غير المسؤولين حقيقة بعودة المواطن لعصر الخيام والفوانيس والزيت والقاز والفتيلة في عصر النور الذي جاوز الكواكب وغمر أعماق البحار؟

كيف للمواطن أن ينتج وهو بمنأى عن كل مستلزمات ومتطلبات الاستقرار المادي والنفسي والأسري عندما تجد أن المواطن في هذا الوقت أصبح يتجاوز الثلاثين وقد يقارب الأربعين وهو أعزب بسبب الغلاء وخوفه من الإقدام على خطوة مثل هذه فمن يعجز عن إعالة نفسه عاجز عن إعالة زوجة وأبناء إذن اجتمعت كل أسباب عدم تحقيق الرفاهية (تعليم دون المستوى يساوي جهلاً بطريقة غير مباشرة - تدني مستوى المعيشة لدى المواطن أدى في أحايين كثيرة لفقر - عزوبية مشروطة أدت لعدم وجود استقرار نفسي وأسري واجتماعي - بطالة - جريمة بأنواعها (انتحار - سطو مسلح - قتل - عصابات - مخدرات (تعاطٍ وترويج) - أضف إلى ذلك استغلال بعض الدخلاء على الوطن لهذه الأسباب لبث الفتنة داخل الدولة وتحريض أبناء هذا الوطن للخروج على ولي الأمر إما بسحبهم وضمهم لخلايا إرهابية متطرفة باسم الدين أو إخراجهم عن الدين بالكلية بزرع أفكار قد تخرج المسلم عن الملة وانتهاج فكر بعيد كل البعد عن الوسطية التي تميز بها الدين الإسلامي عن غيره من التشريعات والقوانين الوضعية. هناك من يعرقل بطريقة أو أخرى مسيرة استثمار العقل البشري بزرع هذه العراقيل لإشغاله بهمه كمواطن صالح يدعم النهضة في البلاد، بل يسعى جاهداً لجعله مواطناً مستهلكاً فحسب، وهذه السياسة أرى أنها تصنف كمؤامرة خطيرة (حتى وإن لم يكن يخطط لها) فهي تهدد أمن الوطن والمواطن لذا على الدولة أخذ الحذر منها ومحاسبة كل من يتسبب بها بقصد أو غير قصد مهما كان منصبه.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة