ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 18/10/2012 Issue 14630 14630 الخميس 02 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يوم الأحد 13 أكتوبر 2012م تابع ملايين المشاهدين القفزة التاريخية للمغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر محققاً حلمه بالقفز الحر من السماء والذي راوده منذ طفولته.

ولتحقيق حلمه، قام بصقل مهارته بالقفز من خلال الانضمام لفريق استعراض القوات الخاصة النمساوية ليتحول إلى قافز حر محترف، ونجح بالقيام بأول قفزة وعمره ستة عشر عاماً، وتمكن من تسجيل رقم قياسي كأعلى قفزة من مكان ثابت يتم تنفيذها في التاريخ، وذلك من فوق تمثال (المسيح) في ريو دي جانيرو، أما ثاني رقم قياسي له فكان فوق برج (بتروناس) بكوالالمبور.

ما كان يتابعه معظم المشاهدين ويحبسون أنفاسهم هو المغامرة والإثارة! أما ما تابعه العلماء فهو إمكانية خرق جدار الصوت، أي تجاوز سرعة 1227.6 كيلومتر بالساعة، بما يعني أن سرعته تساوي ثلاثة أضعاف متوسط العلو الذي تصل إليه الطائرات وتُماثل تماماً سرعة طلق ناري! وكسر حاجز سرعة الصوت يشير إلى تجاوز السرعة التي تتحرك بها الأمواج الصوتية في الهواء، ومعلوم فيزيائياً أنه كلما أصبح الجو بارداً تنخفض سرعة انتقال الصوت.

وفي الوقت الذي كان يخشى المشاهدون فشله في تحطيم الرقم القياسي لمن سبقه، كان العلماء يخافون ألا يتحكم بالسيطرة فيدور حول نفسه ويفقده وعيه وتفشل التجربة التي ستُساهم في الأبحاث العلمية في مجال الطيران ومنها رفع مستوى الأمان لدى الرواد والسياح إلى الفضاء في المستقبل، حيث لم يقم أي إنسان قبل ذلك بخرق جدار الصوت دون أن يكون داخل مركبة.

وقد واجه فيليكس خطر تعرضه للبيئة الخاصة بطبقات الهواء العليا كسرعة الاندفاع والضغط المنخفض وشدة انخفاض الحرارة وتقلبها التي يُمكن أن تتسبب في غليان الدم وخروج فقاعات منه.

وفيما يرى البعض فيليكس رياضياً بارعاً ومغامراً ماهراً ومحطماً لأرقام قياسية سابقة للقفز فحسب، يرى العلماء المتخصصون بأنه كسر أربعة أرقام قياسية عالمية: اختراق حاجز الصوت، وتحقيق أعلى رحلة لبالون يحمل كائناً بشرياً، والوصول لأقصى نقطة ارتفاع لقفز يجريها إنسان.. كما أن ما قام به يُعد أطول سقوط حر بالتاريخ دون مركبة.

وفي الوقت الذي أُقدِّر مغامرة هذا الرجل، وما يُمكن أن يقدمه للبشرية إلا أن أول سلبية حققها بعد نزوله للأرض هو تجفيفه للدم في عروقي قبل خلودي للنوم الذي لم يكن مريحاً بل تخللته أحلام مزعجة لم يقطعها النفث عن اليمين ولا اليسار، وأحتسب ما فعله بي على الله.

لقد قضضت مضجعي يا فيليكس واستحضرت لديَّ مشاعر عدة وتحديات عديدة حتى فكرت بسببك أن أغامر بالقفز من الدور الأول حتى الأرض بعد فرشها بالإسفنج!!

كم أنت مُحرِّض ومُستفز!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
قفزة فيليكس التاريخية.. واختراق حاجز الخوف!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة