ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 21/10/2012 Issue 14633 14633 الأحد 05 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

عادة ترتبط كلمة الملايين بالنقد والمال والمصارف. لا أقصد بالملايين ريالات أو أي عملة أخرى بل ضيوف الرحمن الذين ترعاهم بلادنا هذه الأيام وتتحمل مسؤولية حمايتهم من كل شر أو ضر حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين.

يتجمع في مكة حالياً أكثر من مليوني مسلم ومسلمة أتوا من أصقاع العالم القريبة والبعيدة لأداء فريضة الحج. وفي البضعة أيام القادمة سيتواتر وصول المزيد من الجيرة القريبة, وخلال 36 ساعة سيكون الجميع قد أتموها وحق لهم أن يحتفلوا بالعيد.

مناسك الحج معروفة وتسلسل حركة الحجاج خطوات معتمدة, وقد بذلت وتبذل جهوداً مضنية لجعل أداء الحج تجربة سهلة وسليمة من الأخطار. والكل يعرف الفرق الكبير بين ما كانت تعنيه تجربة الحج قبل عقود من المشقة والتعب سواء خلال معاناة وعثاء السفر للوصول أو العودة أو أثناء القيام بالحج. كان على الحاج أن يكتب وصيته ويودع أهله مع احتمالية ألا يعود إليهم.

أما الآن فيتم الحج كله في بضعة أيام والسفر كله في ساعات على متن طائرات أو باصات مرفهة الخدمات. وقد أصبحت خدمة حملات الحج الجماعية متوفرة في كل بلاد المسلمين.

ولكن الأمور ليست بالبساطة التي تصورها الصورة الإجمالية هذه. مجرد محاولة إيصال قرابة 3 ملايين شخص إلى نقطة تجمع في زمن محدد وموقع محدود, يعني أن بعضهم قد تتقطع بهم السبل أو تتعثر برامج رحلتهم أو يضحك عليهم من وثقوا به لإيصالهم إلى مقصدهم وبمواصفات محددة ليكتشفوا أنهم محتالون.

ثم في اجتماع هذا الحشد الهائل من الناس, وكل يتكلم لغته الخاصة وقد لا يعرف أو يتقن غيرها للتفاهم إلا لغة أوروبية, ستكون قضية تعثر التفاهم وصعوبة التواصل إمكانية مطروحة طيلة مدة تواجده في البلد.

أتابع عن بعد وبتقدير شاكر المحاولات الرسمية الجادة لتيسير أمور الحجاج بدءاً بسفاراتنا وملحقياتنا في الخارج حيث تصدر التأشيرات, ومرورا بوزارة الحج وما تقوم به من توزيع الكتيبات بالتعليمات المتعلقة بالإجراءات والسلامة بكل اللغات ونشرها عبر كل وسائل الإعلام بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي كتويتر والفيسبوك. وكذلك البرامج الإعلامية المتخصصة التي تنفذها وسائل الإعلام الرسمية في الإذاعة والتلفزيون بلغات متعددة.

وأسعدني أن أجد موقع الدفاع المدني نشطاً فيما يتعلق بالتوعية ونشر تعليمات السلامة, وأن أجد وزارة الصحة تقوم بدورها في المحافظة على الصحة العامة وتقديم الخدمات الصحية للزوار. خاصة وبعض الحجاج يأتون من بيئات شبه بدائية ويمارسون ما اعتادوا عليه من ممارسات حياتهم اليومية. وقد لا يمثل خطراً في مقارهم الأصلية ولكن في اكتظاظ الملايين قد تفضي ممارسته إلى كارثة حريق أو انتشار وباء أو حتى مجرد تدافع يقتل بانجراف التجمع البشري الهائل.

كما علمت أن هناك جهوداً من جهات تطوعية شبابية للمساعدة في تقديم الخدمات للحجاج.

اللهم نسألك أن تساعد كل جهاتنا الرسمية والشعبية لحماية عبادك الذين توافدوا إلى بيتك الحرام وأن تجعله حجا مقبولا وتجربة مرضية للجميع.

بارك الله في الجميع وأثابهم على جهودهم.

 

حوار حضاري
حماية الملايين
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة