ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 21/10/2012 Issue 14633 14633 الأحد 05 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

عقب صدور تقرير (إبسوس) المتعلق بمقروئية الصحف السعودية، وحققت فيه جريدة عكاظ المرتبة الأولى على مستوى المملكة، بينما احتلت جريدتنا (الجزيرة) المرتبة الأولى على مستوى المنطقة الوسطى، وبعد هدوء عاصفة الاعتراض والموافقة على ذلك التصنيف، ومن خلال محاولة فهم تقدم بعض الصحف على الأخرى، وبحث المعايير أو المواصفات التي تجذب القراء وتحقق المقروئية للصحيفة، يأتي السؤال: لماذا تقدم البعض؟ ولماذا تأخر البعض؟

في الماضي كانت الصحف مصدراً رئيسياً للأخبار، لكن الأخبار المجردة أصبحت في الوقت الحالي وظيفة ثانوية، وأصبح ما وراء الخبر هو الأهم. أخبار الصحف متشابهة؛ لأن مصدرها إدارات العلاقات العامة ووكالات الأنباء المعروفة، ولأن هناك وسائل أخرى تنقل الخبر مباشرة دون انتظار أوامر التحرير والطباعة والتوزيع. الرأي والتحقيق والتحليل، وكذلك العمل الصحفي التتبعي الذي يسبر غور الخبر، ويتابع تطوره ونتائجه وعلاقته بالأطراف كافة، هي أهم عوامل الجذب لقراءة الصحيفة. ولقد بدا واضحاً أن الصحف التي ركزت على الرأي (كتاب الرأي) حققت نتائج متقدمة في جذب القراء. البعض راهن على التحقيق الصحفي، لكن ذلك لم ينجح بشكل كاف؛ لأن مساحة التحقيق الصحفي لدينا محصورة في التحقيقات الاجتماعية، إضافة إلى ضعف مهنية واحترافية إعداد التقارير الصحفية بصفة عامة في صحفنا التي توكلها إلى صحفيين غير متمرسين بشكل كاف. يعتقد البعض أن مجرد أخذ رأي شخصين أو ثلاثة في موضوع ما يعني تحقيقاً صحفياً! من هنا يبقى الرأي وقوة كتّاب الرأي في أي صحيفة محفزاً رئيسياً لإقبال القراء على قراءتها، في ظل تواضع التحقيقات والعمل التتبعي - الاستقصائي الصحفي.

الجانب الآخر في تقدم بعض الصحف محلياً على مستوى المملكة تمثل في الطباعة المتزامنة وعدم مركزية التحرير؛ ما جعلها متوافرة في وقت مناسب بجميع المناطق، ومنح تغطية صحفية - تحريرية - إخبارية أكبر للمناطق. يبدو أنه ولى زمن الطباعة المركزية وتعدد الطبعات وشحنها من مركز الطباعة إلى بقية المناطق. إذا لم يشعر القارئ بأن الصحيفة تغطي أخبار منطقته وتعالج همومها وتتوافر له مع بداية اليوم طازجة فإنه حتماً يذهب إلى غيرها.

المواقع الإلكترونية للصحف أيضاً لها دور في جذب قراء الجريدة، وبخاصة حين يتميز الموقع بالتفاعلية الكافية والجاذبية للقراء. ربما لا تلقي بعض الصحف اهتماماً كافياً للأمر، لكن عدد زوار موقع الجريدة وتفاعلهم بالتعليق والمشاركة أصبح معياراً مهماً لقياس حجم القراء، وستزداد أهميته لدى القارئ والمعلن على السواء. التوزيع الورقي للصحف يتراجع يوماً بعد آخر، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. البعض ينكر ذلك بالقول إن توزيع صحيفته لم يتناقص متناسياً أن مجرد استمرار توزيع الصحيفة كما هو يعني تناقصها وتراجعها، إذا ما أخذنا في الحسبان زيادة عدد السكان والقراء وافتراض زيادة التوزيع عطفاً على ذلك.

الصفحات المتخصصة كالثقافية والرياضية لها دور في التمايز في جذب القراء، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، بل إنها تبرز تبايناً في المواقف من القضايا ذات العلاقة، أحياناً. هذا الجانب يحتاج إلى تفصيل لا تتيحه مساحة المقال..!

أطرح الملاحظات أعلاه وفي الاعتبار (النظري على الأقل) أن الجميع ينطلق من قاعدة فكرية واحدة أو متقاربة في القرب والبُعد من السياسة والأيديولوجيا...! وأترك لأساتذة الإعلام تحليل عوامل الجذب في قراءة الصحف. وعلى رؤساء تحرير الصحف الاقتناع بذكاء القارئ ومتابعته بدليل أن توجهات القراء لم تكن للألوان أو الدعاية أو الحجم بقدر ما كانت للمحتوى وتنوعه.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm
 

نقطة ضوء
بعض عوامل تنافس الصحف
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة