ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 21/10/2012 Issue 14633 14633 الأحد 05 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

الأمير خالد الفيصل افتتح مؤتمر مكة المكرمة الثالث عشر نيابة عن المليك
خادم الحرمين: حماية الأمة رهن بما تحرزه من أسباب القوة ودحض دعاوى فرق الانسحاب من العصر

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مكة المكرمة - واس:

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أمس مؤتمر مكة المكرمة الثالث عشر الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بعنوان «المجتمع المسلم الثوابت والمتغيرات»، وذلك بقاعة المؤتمرات بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. وكان في استقبال سموه عند وصوله إلى مقر الحفل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والأمناء المساعدون لرابطة العالم الإسلامي.

وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان الدكتور عصام البشير كلمة المشاركين، أكد فيها أن الحاجة ملحّة لتجديد ماهية الثوابت والبناء عليها بوصفها تمثل خصائص الهوية ومعاقد الذات والنظر إلى عالم المتغيرات الذي يمثل الأمور التي يطرأ عليها التبديل والتغيير. وقال: إن الإسلام لا ينظر للآخر نظرة ازدراء واحتقار بل يتعامل معه وفق إيمانه بالتعددية الحضارية الثقافية التشريعية والسياسية والاجتماعية التي تعزز مسيرة التواصل الحضاري الإنساني وتجدد الإحساس بقيمة الوقت وقيمة العدل في ظل مناخ كريم. وأعرب عن أمله بأن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المرجوة منه، منوها بجهود رابطة العالم الإسلامي في خدمة الإسلام والمسلمين. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة، أكد فيها أن المجتمعات المسلمة تواجه اليوم انفتاحاً شاملاً على غيرها من المجتمعات، وتعاني ضعفاً في كثير من المجالات؛ ما أيقظ لدى كثير منها الرغبة في التغيير، فأصبحت بذلك على مفترق الطرق في حسم مصيرها، وبرزت الضرورة الملحة إلى مضاعفة الجهود من قياداتها ونُخبها وهيئاتها، لتوعيتها وتبصيرها بتمييز الثابت والمتغير في شؤونها المتصلة بهويتها الدينية والحضارية، وتزويدها بمعاييرَ إسلامية لفرز الصالحِ المقبول من الطالح المردود مما عند الآخرين من قيم ونظم اجتماعية واقتصادية وسياسية، وتحديدِ القواعد الموجهة لضبط التعامل مع غير المسلمين، بما يحفظ للمسلمين حقوقَهم ومصالحهم، ويمكنهم من إقامة دينهم، دون إخلالٍ بالتعامل مع الآخرين في خدمة المجتمع الإنساني وقضاياه المشتركة. وأوضح معاليه أن للدين الإسلامي قوة تأثيرية كبيرة على الفكر والسلوك؛ فهو يطهر العقيدة من الخرافات والأساطير والأباطيل، ويطهر الأخلاق من الرذائل والفواحش، والقلوبَ من الأهواء والتشبث بزخرف الدنيا، وهو المصباح المنير للطريق المستقيم، الذي تصلح عليه أحوالُ العباد الفردية والجماعية، الدنيوية والأخروية، وأن الإسلام جاء بشريعة في غاية الاتساق والشمولية والكمال؛ لتكون منهاجاً خالداً للمسلمين في عقيدتهم وعباداتهم ومعاملاتهم وشؤونهم المختلفة، مهما اختلفت أجناسهم وأوطانهم وعاداتهم، وكيفما تقلبت بهم الظروف، وأن الشريعة الغراء ثابتة في أحكامها بالنظر إلى الأصولِ الكلية والقواعدِالعامة، وأن هذا الثبات لا يتعارض مع مرونتها في التطبيق والمعالجة، مرونة تراعِي تغيرَ الظروف والأحوال، وما يطرأ فيها من مستجدات ذات اعتبار، وقد جعل الله في شرعه الحنيف من القوة والمرونة ما يكفل له الاستمرار والصلاحية المتجددة، مع تجدد وسائل العيش وتطور مرافق الحياة. وأفاد بأن بيان الموقف الشرعي من كل نازلة يحتاج إلى نظر، مناط بفقهاء الأمة العالِمين بنصوص الكتاب والسنة، العارفين بمسالك النظر والاستنباط، المتبصرين بأحوال العصر وشؤونه وملابساته، وأن الإسلام لا يُعيق حركة الحياة وتطوراتِها، بل يواكبها بمقاييسَ ثابتة، يزن بها المستجدات، ويقومها ويوجهها بما يناسب من الأحكام المُجلِّية لما فيها من خير وصلاح فيُجتلب، أو شر وفساد فيُجتنب، وأن وظيفة التشريع في الإسلام وظيفة إصلاحية تربوية، توجه السلوك البشري الفردي والجماعي؛ حتى لا ينحرفَ عن مسار الصلاح، ولا ينزعَ نحو الشر. ورفع شكر رابطة العالم الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدِ العزيز آل سعود ولسموّ ولي عهده الأمين على ما تلقاه من التشجيع والدعم المتواصل لمختلف مناشطها ومناسباتها. كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، على جهوده، ودعمه للرابطة وأعمالها، وتفضله بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وسماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على جهوده وحرصه على الرابطة وبرامجها.

عقب ذلك ألقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس المجلس الأعلى للرابطة كلمة، أكد فيها أن الشريعة الإسلامية اعتنت بالمجتمع المسلم عناية كبرى، وجعلت له خصائص ومميزات تميزه عن غيره بقواعد ثابتة بثبوت هذا الدين واستقراره. وبيّن سماحته أن هذه الخصائص التي اختص بها هذا الدين أنه دين رباني، مجتمع رباني، خضع لأمر الله جل وعلا، تسيِّره شريعة الإسلام، ولا ينفك عنها، فيه الشريعة هي الحاكمة، هذا المجتمع يقوم على المحافظة على الدماء والأعراض والأموال؛ ليعيش الناس استقراراً في حياتهم والبحث عن المصالح النافعة والمكاسب الطيبة؛ ليعيشوا حياة مستقرة كما أرادها الإسلام. ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أن شعائرها ظاهرة مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج، كل هذا لأن الشريعة الإسلامية شريعة ظاهرة واضحة، ليس فيها خفاء، بل هي واضحة للملأ، يعرفها كل من قرأها، أمور واضحة وثابتة، تدل على ثبات هذا المجتمع وأصالته. وأوضح أن من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع موحد كل أفراده وجماعاته، متعاونون على البر والتقوى، وهو مجتمع متراحم، يرحم بعضهم بعضاً ويشفق بعضهم على بعض، ويرحم كبيرهم صغيرهم وغنيهم فقيرهم رحمة متبادلة، وهو دين التعاطف والتراحم والتآلف، وهو يدعو إلى التعاون وتفريج الكربات، وهو دين ينبذ الإجرام والفساد، ويدعو إلى الأخلاق والفضائل، وينبذ الفواحش والمنكرات، وإنه دين يدعو إلى المحافظة على حقوق الآخرين جميعاً، كما أنه حافظ على حقوق الوالدين والرحم والجيران واليتيم وحق المجتمع للتعامل معه بالصدق والأمانة والوضوح.. فلا غش ولا خداع ولا خيانة. وعبّر سماحة المفتي العام للمملكة عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين على رعايتهما الرابطة ودعمهما لنشاطاتها، كما عبّر عن شكره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على افتتاحه أعمال هذا المؤتمر.

ثم أُلقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ألقاها نيابة عنه - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، فيما يأتي نصها: «الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القيم، وشرفنا بخدمة الإسلام والمسلمين. والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، الذي خاطبه ربه {وإنك لعلى خلق عظيم}.

أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي.. الإخوة الأفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يطيب لي أن أرحب باجتماعكم المبارك على صعيد أم القرى وأفيائها القدسية في هذه الأيام الجليلة، وأثمن عالياً تداعيكم إلى هذا المؤتمر السنوي في دورته الثالثة عشرة أداء لأمانتكم وتفعيلاً لرسالتكم النبيلة في رأب الصدع وتحقيق الخير والصلاح لأمتكم.

أمة الإسلام أعزها الله بكم، وأعزكم بها قوية منيعة.

الحفل الكريم.. لقد أحسنت رابطة العالم الإسلامي في اختيار (المجتمع المسلم الثوابت والمتغيرات) موضوعاً لهذا المؤتمر، ودعوة هذه النخبة من علماء المسلمين ومفكريهم لدراسة هذه المتغيرات وبحث مستقبل شعوب الأمة وعلاقتها مع الأمم الأخرى وحوارها مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة التي سعينا لنشرها على مستوى العالم، وفض إشكالية الخلط بين الثابت والمتغير، والتأكيد على أن الإسلام دين حضارة وتقدم، وأن حماية الأمة المسلمة وعقيدتها رهن بما تحرزه من أسباب القوة ودحض دعاوى فريق الانسحاب من العصر وفريق الانسلاخ عن ثوابتنا. ولعل المملكة العربية السعودية تقدم المثل على الدخول إلى العصر في حمى ثوابت عقيدتنا الأصيلة.

أيها الإخوة.. يؤمل من هذا المؤتمر أن يطرح الرؤى العلمية على ضوء الثوابت الأصيلة ومقاصد ديننا الحنيف لاحتواء الأزمات الدامية التي تشهدها بعض أرجاء الوطن الإسلامي، ولا شك أن المشهد الحاضر الذي يحتل الصدارة في هذه الأزمات قد بلغ حدًّا مأساوياً قياسياً، وباءت كل الجهود بالإخفاق في مواجهته. وكشف هذا المشهد - مع الأسف الشديد - عن ضعف الأمة في احتواء أزماتها وحل مشكلاتها ومعالجة قضاياها. وما مرد ذلك إلا للابتعاد عن صحيح الإسلام وشريعته الغراء الكفيلة بحل مشكلات الأمة إلى جانب الفرقة والتشرذم في صفوفها. وقد تعاملت المملكة العربية السعودية مع هذه الأحداث والتغيرات طبقاً لمبادئها الثابتة في سياساتها تجاه العالمَيْن العربي والإسلامي، التي تستند إلى مقاصد الشرع الحنيف واعتبار المجتمع المسلم كياناً واحداً تجمعه وحدة الانتماء الديني والحضاري {إن هذه أمتكم أمة واحدة..} ومن ثم فإن إخماد أي نزاع ينشب بين أبنائه فرض على كل الأمة لتحصين وحدتها وحقن دماء أبنائها وتحقيق التعاون والتواصل بين شعوبها. وفي هذا السياق بادرنا إلى دعوة قادة الدول الإسلامية إلى عقد مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية الرابع في أواخر شهر رمضان المبارك الماضي في مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي وتعميق الإحساس بضرورته في مواجهة التحديات واحتواء الأزمات وتنفيذ ما صدر في مؤتمرات سابقة من توصيات وقرارات بشأن التكامل والتضامن بين دول العالم الإسلامي.

أيها الإخوة.. إننا نعول على علماء الأمة والشخصيات الإسلامية المؤثرة والمنظمات الإسلامية المتعاونة مع الرابطة والهيئات والمراكز التابعة لها في الحث على ما جاء به ديننا الحنيف من التراحم والتعاطف والتعاون والتحذير من مغبة الصراع الحزبي والطائفي، وغير ذلك من أنواع الخلافات والصراعات؛ فديننا واحد، وأمتنا واحدة، ورسالتها واحدة، والتحديات تستهدفنا جميعاً؛ ما يفرض علينا أن نتضامن في مواجهتها، وأن نتحاور فيما بيننا للتقريب بين الرؤى وتنسيق المواقف وتكامل للجهود في التعامل معها. وإذ نقدر جهود هذه الرابطة في هذا المجال لندعوها إلى إعداد برنامج عملي لإشاعة ثقافة التضامن الإسلامي بين الشعوب المسلمة، يسهم فيه علماء الأمة وقادة الرأي فيها، ويكون داعماً ورديفاً لجهود المملكة العربية السعودية في هذا الصدد, كما ندعوها إلى مواصلة برامجها في الدفاع عن الأمة ودينها وعن حامل رسالتها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وستواصل المملكة مساندة الرابطة ودعم جهودها الإسلامية النبيلة.

وختاماً أشكر رابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلسها الأعلى وأمينها العام والقائمين عليها والمتعاونين معها على ما تسهم به من جهود مميزة في توعية الأمة بواجباتها نحو دينها وثوابتها وقضاياها، ورد الشبهات والأباطيل عن الإسلام وحضارته ورموزه ومقدساته. سائلاً المولى - جل وعلا - أن يكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق لما فيه الخير للأمة الإسلامية جمعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

إثر ذلك سلم سمو أمير منطقة مكة المكرمة درعاً تذكارية لكشافة مكة المكرمة، تسلمه المدير العام لإدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة حامد السلمي. كما سلم سموه درعاً تذكارية مماثلة لجمعية شباب مكة.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة