ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 22/10/2012 Issue 14634 14634 الأثنين 06 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

(ميلالا يوسف زاى) فتاة أفغانيه تعيش على الحدود الباكستانية؛ ناشطة، ملقّبه بــ (أيقونة السلام) تنادى بحقوق المرأة الأفغانية للتعليم - وربما تحمل مقوّمات الترشيح لجائزة الملك فيصل العالمية للخدمات الإنسانية -

تعرّضت لطلق ناري، عندما صعد أحد عناصر طالبان، الحافلة التي تستقلها إلى المدرسة وأطلق عليها رصاصة استقرت في رأسها.. وقد اشتهرت (ميلالا) بجرأتها وحجّتها الإسلامية، في وجه التطرُّف الإسلامي في أفغانستان، ومنها المقابلة التلفزيونية، قبيل وقوع الحادثة؛ حيث انتشر في وسائل الإعلام إجابتها على سؤال صحفي من قناة الـ (سي. ان. ان. الأمريكية)؛ بتعبير بريء، ومعنى ضخم، يعجز عن استحضاره شيوخ الإسلام، عندما سألها الصحفي: ماذا تقولين ؟ إذا قال لك أحد شيوخ طالبان المعارضين لتعليم المرأة؛ أنت فقط عمرك أربع عشرة سنة، والإسلام يطلب من المرأة أن تقر في بيتها؛ فأجابت؛ سأحضر القرآن، وأخرج له الآية، التي تجعل التعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. وطالبان هي حركة أفغانية متطرفة اشتهرت بالتكفير الإسلامي؛ ومن العقائد الأخرى التي اشتهرت بالتطرُّف؛ النازية، والتفرقة العنصرية بين البيض والسود، والفاشية - ومنها اليمين المتطرّف الذي ينادى بسيادة العرق الأبيض - والتي بسببها ارتكب معتنقها (أندريس بريفيك) جريمة قتل في حق تسعين فرداً، في النرويج، أغلبهم من الشباب؛ وعند محاكمته، ثبت أنه قام بجريمته منفرداً؛ وأنً الهدف من جريمته توجيه رسالة اعتراض على الاختلاط العرقي، الذي يسمح به حزب العمال النرويجي؛ وأنه، يعتبر نفسه، أحد فرسان المعبد، لحماية الصليب، من كل فكر مناهض لليمين المتطرّف؛ أسوة (بريتشارد قلب الأسد)؛ قائد الحملات الصليبية.. والتطرّف هو مصطلح يستخدم لوصم المنهجيات العنيفة لتغيير حالة معينة سواء دينية، اجتماعية أو سياسية؛ قد يصل إليها المتطرف من خلال قناعة شخصية بجهد ذاتى؛ أو من خلال بيئة مناسبة؛ يصبح المتطرف أداة لتنفيذ أهداف الجماعة المتطرفة.. كذلك يمكن الوصول إلى التطرف من خلال الغلو الذي يمكن أن يفضى إلى التشدد؛ الذي يفضى إلى التطرّف والتكفير؛ والذي قد يفضى إلى التعدّي على الآخرين سواء لفظياً أو جسدياً.

الخلاصة:

الغلو هو: المبالغة في المباح والتشديد فيه بتجاوز الحد؛ ويمكن أن يقع فيه البعض، دون علم؛ نتيجة التربية ومؤثرات البيئة التي نشأ فيها؛ ومنها على سبيل المثال؛ المبالغة في تفسير الظواهر السلوكية؛ بالسحر، والعين، والمس بالجن؛ أو المبالغة في قوامة الرجل على المرأة، أو المبالغة في النصح والإرشاد؛ أو المبالغة في استعمال السواك في كل زمان ومكان، خلافاً لما يستحب أن يكون عليه، عند كل صلاة.. والغلو مصطلح يطلق من قِبل الآخرين، فلا يوجد جماعة معينة توصم نفسها بالغلو، وهناك، مؤشرات يمكن رصدها تساعد في الكشف المبكر عن منهج الغلو؛ وأهمها: 1- التصنيفات المذهبية، والفكرية؛ 2- استخدام لغة التصنيف والإقصاء؛ 3- التشكيك في عقائد الآخرين، كذريعة يتم توظيفها، لمقاومة التطوير.. والغلو آفة تغلق منافذ الفكر، وتعطل الابتكار، وتقضي على ملكة الإبداع.. والغلو؛ سبب في هلاك الأمم، كما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم، الذي رواه النسائي (إيّاكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو).

khalid.alheji@gmail.com
twitter @khalidalheji
 

الكشف المبكر لمنهج الغلو
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة