ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 22/10/2012 Issue 14634 14634 الأثنين 06 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يبدو أن لعبة أو هواية الأشهر المجانية لم تنتهِ بعد، ولم تستنفد طاقتها، بل ربما في الأمر متسع لأنواع أخرى من العروض الوهمية وشبه الوهمية في الكثير من الأعمال الخدمية التي يُفترض فيها الحس الإنساني والتوجُّه الواعي، ولاسيما في قطاع الاتصالات والخدمات التقنية التي لا تزال تقدِّم عروضها المسرحية الهزلية لاستمالة الجيوب والقلوب نحو هذه الخدمة أو تلك.

فطالما أن الكثير من المستهلكين لم يستيقظوا أو لم يصحوا بعد من إغفاءة أو غفلة التسليم بأن جل ما يقدّم من تقنيات وأدوات هو عين الضرورة، ولاسيما عند الجيل الجديد.. فالتبشير والتهيئة والتحفيز بأهمية ما هو قادم بات يضل طريقه عن الهدف الإنساني والمعنى القيمي من هذه العروض.

وحينما عجز بائعو التقنيات والأدوات والأجهزة التي تتوالى كل يوم عن إحراز تقدُّم في جلب المال من فكرة (يوم لك ويوم لنا)، أو خصم بنسب وهمية عالية، بات يتردد معنى الوقت المجاني، أو المهلة المجانية، أو المادة المجانية، أو الهدية أو تسويق ما لا يسوق في الكثير من العروض المعروفة سلفاً بأنها تجارية صرفة حتى وإن ادعت دعمها للعمل الخيري أو مواكبتها للعطاء الإنساني، وما إلى تلك الحيل التي لا تخرج عن إطار الاستدراج التجاري.

فما يُمنح للمستهلك أو المستخدم للتقنية من وقت إضافي لا يخلو من خداع أو تلاعب أو فَهم آنٍ، يسقط في براثنه المخدوع أو الغر أو المنساق بجهل وتكالب وانكباب على كل ما هو استهلاكي في هذه المنظومات؛ فالإشارات المرسلة عادة ما تكون غامضة وآنية على نحو المكالمات الهاتفية التي يقع فيها البعض حينما يتصورون أنها مجانية أو شبه مجانية على نحو الشهر المجاني!!

فما الحاجة من كل هذا التحفيز على الثرثرة وبعث الرسائل النصية وغير النصية.. فكيف تتم الترتيبات والاجتماعات لإطلاق مثل هذه الحملات في داخل هذه المنظومات التجارية وهم أناس يتوسم فيهم الوعي قبل أن يكونوا منكبين أو منشغلين بأمر ابتزاز المستهلكين والتغرير بهم؟

فما الجدوى إذاً من أن هذه الثرثرة والإطالة وعروض الأشهر المجانية طالما أنها تحسب في النهاية من قبيل الحيل التجارية التي تغرر بالمستفيد أو العميل؟

كما أن حملات الترويج التي تنطلق في تقديم العروض لا يأتي ما يقابلها من حملات توعية بما هو مهم ونافع، أو من أجل ترشيد هذا الاستهلاك اليومي والاستنزاف الدائم للجيب حتى وإن كان شبه خاو، أو معدم، أو على هيئة مصروف يومي، أو راتب خادمة، أو سائق، أو عامل نظافة.. فيقول أحد المهتمين بأمر هذه الهجمة وهو الدارس لها ولسلوكها إنه قد سأل عامل نظافة في شارعه - وهو شاب آسيوي ابن الثالثة والعشرين عاماً - عن سبب حمله هاتفين جوالين فأجاب: الأول للخارج.. بابا وماما.. والثاني هنا في الداخل.. «لصديق مال أنا مخصوص».

والأمثلة كثيرة على هذا الاستنزاف والتحدي والسباق المحموم على من يسيطر على هؤلاء الذين يلهثون وراء كل أمر يحسبونه جديداً ومختلفاً في العرض، وحينما يمتلكونه يلفونه وقد بات عادياً، لا معنى له، ولا جديد فيه!!

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
الأشهر المجانية
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة