أول زيارة

أول يوم دوام

أول عيد .. أول تسوُّق

أول إجازة

أول سفر

أول...... أول..... أول بعد رغد

هي تاريخ قلبي وفؤادي

مرّ عام أو قرن ستبقى تلك اللؤلؤة تهب لعيني بريقاً ولابتسامتي صدقاً

سأبقى أسيرة لتلك اللحظة التي غادرتني فيها

الحياة مع الحزن في مد وجزر

تارة تغلب وتارة هو الغلاّب تتعجّب من دموعك، إنها مثل ماكينة ماء حديثة لا تحتاج للمس حتى تصب

يكفي أن تمر بجانب مسجد الملك خالد

أو باتجاه المدرسة

أو باتجاه المحال التي كانت تحبها

أو المقهى التي تتذّوق كيكته

يااااااااه

كل الحياة كانت هي

ضجيج صاخب ملئ يحب الحياة الطاهر النقي

تغلق التلفاز حين ترى مسلسلاً تركياً أو كورياً

تغني مع نانسي وتحمل سيدي أغانيها تعطيه

ربان سفينة في عرض البحر

وتغني

تملأ الحياة جمالاً

تنام على صوت القرآن الذي تحفظه

وتحب الناس وتعشق التغافل عن أخطاء الآخرين

أول... أول.... أول صارت التاريخ وكل الجغرافيا

في 8 ذي الحجة العام الماضي أجرت عملية زراعة الكلى

بكت كثيراً وهي تستعد للدخول تمنّيت لو أخذتها وهربنا معاً إلى أي مكان في الدنيا ليس فيه مرض أو أطباء أو مشارط وإبر !!!

لكني قلت أين المفر؟

الغسيل أو العملية ؟

رفعتُ رأسي ويداي تطوقان رقبتها الرقيقة

لا مفرّ إلاّ إليك يا رب.. إلاّ إلى وجهك العظيم ورحمتك التي وسعت كل شيء..

اليوم كل شيء حولي بعدها يشبه البلاستيك لا روح فيه

لا فرح كامل

كل الأشياء لها مذاق ممزوج بالمرارة

لأنّ رغد فعلاً كانت سكّر الأيام وحلاها

أنا اليوم أرى الدنيا وأعيشها بعيني

رغد

أحب الله والرسول

والكون والناس والحياة والفضيلة

والتغافل وأكره المسلسلات التركية والكورية

وأتذوّق الموسيقى !!

سأظل أردّد أول مرة بعد رغد ثاني مرة بعد رغد حتى يبح صوت قلبي ويصمت...?