ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 22/10/2012 Issue 14634 14634 الأثنين 06 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مَن صاحَب السعيد يسعد..!
حسناء محمد

رجوع

 

كل عام وأنتم إلى الله أقرب، هذه قصة مغلّفة ببهجة كحلوى العيد..

قالت: كنت على قناعة تامة بهذا المَثَل، وكنت متشبّثة به, بل لو أردتِ الحقيقة ساعية وراء تحقيقه.. وكنت أقول إنّ أهم ما يجذب ذلك هو الزواج بشريك سعيد أسعد معه باقي حياتي.. فجاء به القدر على ما أريد، كان شاباً وسيماً وثرياً ووحيد أُمه، وبدأت مشوار حياتي وأنا أكاد أحلّق لأقبّل خدّ السماء فرحاً وغبطة، وحين دخلت لداره، وجدت ما لم أتوقّعه، ثم سكتت ... وإنْ كان صمتها لم يدم غير أقل من دقيقة، غير أنه أثار فضولي لأن تكمل بسرعة، ثم أدلفت باقي قصتها، لتعلمي وأعلم أنّ الحياة لا يمكن أن تصفو لأحد ولو صفت لما دامت.. قالت: كانت عمّته وهي سيدة عزبة تجاوزت الثلاثين بنيف تعيش معهم بعد أن رحل أبوها، وهذا لا غبار فيه، إلاّ أنها لم تكن كالنساء بل كانت أشد رعونة من «الشبيحة» نفسهم، فلاحقتني على كل صغيرة وكبيرة!

وحوّلت حياتي التي كنت أخطّط أن تكون سعيدة لحياة كئيبة لا تطلع شمس يوم ثم تغرب على غير همٍّ وغم.. فأدرت مكر النساء بعقلي وفكرت ثم حملت نفسي لبيت أهلي ودخلت، فإذا بأخي «المسكين» الذي جئت إليه قاصدة يجلس بكل براءة وهو يطقطق على جهازه، استعذت من الشيطان، لأعود عما جئت له، فما ذنب هذا البريء ليقع في هذا الشرَك الذي أخطط لأوقعه فيه وأنجو أنا بنفسي, ثم عقدت النية، وهكذا نحن البشر في حب الذات أحياناً..

جلست بجانيه وقلت له بلغة الواثقة «بشو تكافئني على هديتي اللي جايبته لك»، فوثب من تبطحه وأقفل جهازه ونظر اليّ بحماسة الشباب، «علميني وش الهدية أول؟» يقولها بسخرية.. وهو لا يعلم ما أخبئ له.. قلت مسرعة لأغيّر ملامح غبية بدأت على وجهي، وجدت لك عروسة «لؤطه»

فقال «من جدك ومين ترضى بعاطل مثلي؟!» ثم عاد لجهازه متجاهلاً لما أقول، فقلت: ترضى وتصرف عليك من الريال للمليون بعد، فعاد ووثب حتى خفت أن يخدش أنفي، ثم بدأت أسرد له نسج حرير عن «العمّة» وجمالها وأدبها، حتى بدأ يترنّم، فقلت في نفسي لعمري ما هو غير قليل حتى يقول بها بيت شعر كقيس ليلى.. وتم كل شيء سريعاً بدون عراقيل، وكنت أكرر جملة واحدة طوال تلك الفترة «سامحني يا رب» بس تدرون وش اللي صار, قابلت أخي بعد أن عاد من شهر العسل وسألته «وقد ملأني الخوف حتى أكاد أضع يدي على رأسي» .. سألته عن عروسه فإذا به يكيل لها المديح فوق المديح والحب فوق الحب، وإذا بها تتحوّل بقدرة قادر إلى شخصية مليئة بالحب والخير..! سبحانك يا رب ... في أمان الله.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة