ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 23/10/2012 Issue 14635 14635 الثلاثاء 07 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في تقرير جميل عرضته شبكة وقناة bbc الإخبارية حول الزراعة في الصومال، استمتعت بمشاهدة بذور الأمل تنمو في أرض الفقر والحرب والقهر. حيث أجرت القناة لقاءً مع الشاب محمد قاسم الذي عاد لبلاده مدفوعاً بالحنين ومشحوناً بوقود الطموح للعمل في أراضي أجداده، بعد أن عاش في أجمل المدن الأوروبية التي كان قد هاجر إليها بسبب الحروب والجفاف الذي عمّ بلاده.

ويرى قاسم في زراعة المحاصيل مصدر ربح واعد، ويقول: (عندما هاجرت إلى أوروبا قبل عدة سنوات لم أكن أدرك قيمة ما كنت أملكه). ويؤكد أنه منذ عاد إلى مزرعة الأُسرة في قريته، وهو يعيش عيشة كريمة أفضل من حياة اللجوء التي قضى فيها سنوات. ويشخِّص سبب المجاعة بأنها جاءت نتيجة عزوف الصوماليين عن الزراعة في المناطق الآمنة!!

ولئن تابعنا بمرارة في وقت مضى أخبار الحروب والمجاعة المهلكة في الصومال؛ فإنّ التقرير قد أظهر وجهاً آخر للحياة هناك، حيث استعرض المناطق الزراعية في الجنوب وهي تختلف تماماً عن مشاهد الدمار والحروب في مناطق النزاع، وعلى وجه الخصوص العاصمة مقديشو، حيث تمتد الحقول الخضراء على ضفاف نهر شبيلي وقد زرعت فيها أنواع المحاصيل كالموز والمانجا والليمون والذرة بل وحتى الزيتون! والجميل منظر الأطفال وهم يمرحون ويقفزون فوق الحراثات، بما يؤكد أنّ المناطق الزراعية في جنوب الصومال قد استعادت نشاطها الزراعي بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات، وتستعد حالياً للتصدير.

والحق أنني شعرت بالسعادة تغمرني حين مشاهدتي للتقرير الأخضر بعيداً عن التفجيرات والقتل وأصوات الرصاص وجلبة الدبابات، حيث استبدلها الفلاحون بالعمل والعطاء، فلا تسمع إلاّ خرير المياه وأنغام المناجل، وتغريد الطيور وابتهاج الأطفال ونشيد السيدات، بعد أن منّ الله عليهم بالأمطار دون الفيضانات المغرقة.

وفي حين تشير الإحصاءات الرسمية إلى توفُّر عشرة ملايين هكتار صالحة للزراعة في الصومال؛ فإني أطلقها دعوة صادقة لرجال الأعمال في بلادنا بالاتجاه للاستثمار هناك، حيث الطبيعة الساحرة، والأراضي الصالحة للزراعة، وتوفُّر المياه والمراعي الخصبة ورخص الأيدي العاملة وقربها لبلادنا توفيراً لتكاليف الاستيراد، حيثما يكون مجال تبادل المصالح مجدياً.

ألا هيّا للصومال، سلّة الوطن العربي القادمة من أفريقيا بخيراتها..

خذوني إلى هناك لعلِّي أطمئن على أمن غذائي يخفف عليّ لوعة الخوف، وهاجس الهمّ على غذاء أُمّة يتخطّفه الغلاء، ويتهدّده جشع التجار!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
خذوني إلى الصومال!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة