ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 23/10/2012 Issue 14635 14635 الثلاثاء 07 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هنا حيث ترسم عظمة الموقف لوحتها البديعة التي ليس لها نظير على وجه الأرض، وحيث يمسك الصدق بأرقى وأنقى ريشة يلوّن بها هذه اللوحة البديعة، فإذا بها آسرة ساحرة جديرة بالإعجاب، هنا يكون التميُّز ويكون الشموخ وتكون (الخصوصية) لبلادنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين.

لوحة المشاعر الطاهرة تتألّق بنور ركن من أركان الإسلام؛ ركن الحج الأكبر الذي يتحقّق برسم لوحته المتحرّكة في مكان واحد ووقت واحد بنظام واحد واتجاه واحد، طوافاً وسعياً ورمياً للجمرات وصعوداً إلى عرفات، ومبيتاً بمزدلفة ونزولاً إلى منى وذبحاً للهدي وتلبية وتكبيراً، ولباساً واحداً في لونه وشكله وإيحائه الجميل.

هذا موقف الحج الأكبر الذي تتوافد جموعه كلَّ عام، تلبية لنداء إبراهيم عليه السلام بالحج منذ آلاف السنين، واستجابة لأذانه بالحج من قمّة الجبل المجاور للكعبة، ذلك الأذان الذي بلغ لحظة انطلاقه مسامع البشر الذين كانوا على وجه الأرض جميعاً، ويا له من نداء أطلقه المنادي مرة واحدة في زمن واحد، فظلّ المحرّك الأقوى للوفود التي لا تنقطع عن بلد الله الحرام، كلّ عام.

نقول هو أعظم وأصدق موقف تجتمع فيه أعداد كبيرة من الناس، لأنه أداء لعبادة مفروضة، فالناس فيه يلتقون لأداء واجب ديني وليس لمصلحة مالية أو لغيرها من مصالح الدنيا، إلاّ ما جاء منها عرضاً تابعاً للعبادة، مما لابد منه من الأعمال المرتبطة بهذا الموسم العظيم.

وهو أعظم وأصدق موقف لأنّ استجابة الناس فيه نابعة من قلوبهم، طاعة لربهم سبحانه وتعالى، واقتداء برسولهم عليه الصلاة والسلام، لم يحتاجوا إلى حملة دعائية مكثّفة ولا إلى هدايا مادية تغريهم بالحضور، بل حضروا بقلوبهم، يبذلون من الجهد والوقت والمال بذل من يسعد بما يبذل، لأنه ينتظر الأجر من ربه أضعافاً مضاعفة، ينتظر ما هو أعظم من الدنيا كلها (أن يعود من موسم الحج كيوم ولدته أُمه).

هنا موقف العظمة، وهنا موقف الصِّدق الذي ليس له نظير.

إشارة ..

هنا أمن يبدد كل خوف ،،، ويتقن رسم دائرة السلام

 

دفق قلم
أعظم وأصدق
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة