ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 23/10/2012 Issue 14635 14635 الثلاثاء 07 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الركن الخامس

 

الحج والجُهود الكبيرة التي تواكبه
محمود أحمد مُنشي

رجوع

 

انطلاقا من حرص حكومتنا الرشيدة وما تسعى إليه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولى عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز أيدهم الله إلى تقديم كل التسهيلات وتسخير كافة الإمكانات، مالية، بشرية، آلية وتستنفر كل طاقاتها وكل الجُهود لِجعل هذه الشعيرة وهذا الرُكن الخامِس تأديته إن شاء الله أكثر سهولة ويُسر، وسط أجواء إيمانية وطمأنينة بالغين بلا مِنةٍ أو سُمعةٍ تبتغى في ذلك مرضاة الله عزّ وجل، تذليل كل ما يعترض أداء هذه الفريضة من معوقات لكي يؤدوا ضيوف الرحمن نـُسكهم في أجواء مُفعمة بالأمن والأمان والراحة إن شاء الله، قطعوا المسافات الطويلة، لبّوا نداء الحق {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ....} الآية، أتوا شعثاً غبرا تاركين المال والأهل والولد يبتغون تجارةً لن تبور رافعين أكُف الضراعة مُبتهلين مُلبين إلى المولى عزّ وجل بأن يجعلهم من المقبولين والمغفور لهم بإذن الله، الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وعد من المولى عزّ وجل لعباده المتقين.

وإنني أُهيب بالإخوة ضيوف الرحمن أن يتفرغوا للعبادة وأداء النُسك كما أمرهم المولى عزّ وجل وأن يتركوا الشعارات والعبارات والأمور التي لا طائل منها لأن هذه الأعمال الغوغائية ليس لها مكان في هذه الأرض المُباركة وأن رجال الأمن لن يسمحوا بهذه الممارسات أبداً وهم لها بالمرصاد، يتم التصدي لها بكل قوة وحزم، لأن الحج للعبادة وطلب المغفرة والرحمة يسألون الله جنة عرضها السموات والأرض، الحج ليس للشعارات وإزعاج إخوانهم الحجاج اللذين قدموا ليشهدوا منافع لهم ويرجعوا إلى بلادهم كيوم ولدتهم أُمهاتهم وأن يحظوا إن شاء الله بالقبول والرضا من الباري جلّى وعلا. وقد ناشدت حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقها الله عبر وسائل الإعلام المُختلفة وعبر سفاراتها في الخارج جميع الدول بأن المملكة لن تسمح تحت أي ظرف أداء أي ممارسات أو شعارات تتنافى مع تعاليم الدين الحنيف وأنظمة البلاد ناهيك عن ما تـُسببه من إزعاج لضيوف الرحمن وعرقلة لمنظومة السير ولكن يقظة رجال الأمن لن تسمح بهذه التصرفات المُشينة.

يأتي اهتمامات قيادتنا الرشيدة والرعاية الشاملة لضيوف وحجاج بيت الله وما حظيت به منطقة المشاعِر بأن امتدت إليها أيادي الخير والعطاء بالبناء والتطوير لِهذه المشاعِر لِتواكب أرقى المُدن العصرية في البُنى التحتية. يأتي ما تم تشييده في هذا العام جسر جهة نفق المعيصم من شرق منى مُباشرة إلى الجمرات مما ينعكس ويزيد في انسيابية الحركة ووصول الحجيج إلى الجمرات بكل سهولة وبلا عرقلة للطرقات، إلى الانتهاء من آلاف دورات المياه في منطقة الحرم والمشاعِر ليتم استخدامها في هذا العام إن شاء الله وصولاً إلى هنالك من مشاريع عدة تم الإفصاح عنها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الذي يتابع هذه المشاريع عن كثب مع الجهات المعنية الأخرى في الحج وأخص بالذكر وزارة الداخلية، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الحج، وقد وصل التنظيم أن الحاج عِند وصوله المملكة لا يستغرق مكوثه أكثر من نصف ساعة في مطار الملك عبد العزيز الدولي أو ميناء جدة الإسلامي، يتم إنهاء كافة الإجراءات والمغادرة إلى مكة المكرمة، المدينة المنورة وهذا إنجاز كبير والحمد لله بسبب تضافر جميع الجُهود المُباركة وما وفرته حكومتنا الرشيدة من أجهزة تقنية عالية وكوادر فنية مؤهلة، الجدير ذكره أن الافتراش أضحى الشغل الشاغِل لكل أجهزة الدولة وما يُسببه من إرباك وعرقلة لكل الخطط والإستراتيجيات التي يضعها المسؤولين لكي يؤدي الحجيج هذه الشعيرة وفق ما وضعته الدولة من تصورات ورؤى في انسيابية الحركة وسهولة وصول الحجاج إلى جسر الجمرات والعودة إلى سكنهم دون معوقات ناهيك عن ما يسببه من ترك للمخلفات رغم الجُهود التي تبذل في هذا الصدد وما ينعكس ذلك أمنياً، صحياً، اجتماعياً وخدمياً نتيجة هذا الافتراش، إلا أنه كما طالعتنا وسائل الإعلام تم الاتفاق بين وزارة الحج ومؤسسات الطوافة في السعي إلى الحد من هذه الظاهرة غير حضارية وباقي الأجهزة الأمنية في الحج في المساعدة على توعية الحجاج من مضار الافتراش وعلى وزارة الإعلام ومؤسسات الصحافة التوعية في هذا الشأن عبر وسائل الإعلام المختلفة في فترة قبل الحج من كل عام.

يجدر الإشارة أنه قد صدرت التوجيهات من المقام السامي أنه إن شاء الله بدأ من العام القادم سيكون قد تم نقل الإدارات التي ليس لها علاقة مباشرة بالحج إلى منطقة العوالي كل هذا يصب في إيجاد الطرق الكفيلة للتيسير على الحجاج ولإخلاء وإيجاد أكثر مساحة ليتم استغلالها الاستغلال الأمثل، الجدير ذكره أن الحج عبادة وسلوك حضاري (لا حج بدون تصريح) أمر مُلح تتطلبه الظروف ويجب على الجميع التقيد به لما له من انعكاسات طيبة في عملية التنظيم التي تسعى إليه دولتنا الفتية لكي ينعم الجميع بحج آمن وأكثر تنظيماً وهذا يكون على عاتق المواطن والمقيم على حد سواء اللذين يُعتبروا ضمن هذه المنظومة التي تساهم في إنجاح الخطط والدراسات التي يضعها ولاة الأمر وعلى المواطن والمقيم أن يمتثلوا للتعليمات بأخذ التصريح اللازم وتأدية الحج عن طريق مؤسسات الحج الأهلية وبذلك نحُد من عملية الإفتراش ولن يكون هناك تهاون في هذا الأمر وكل من ينقل أو يسعى في اختراق نقاط العبور إلى منطقة المشاعِر ولم يحمل تصريح الحج فقد وضعت كل التدابير لإفشال تلك المحاولات اليائسه والتي هي في المقام الأول الخروج على ولي الأمر. إن هذه الأنظمة تحمل كل الخير والمنفعة حيث وضعت في المقام الأول لتنظيم النُسك وأمن الحجيج ولكي يظهر أداء هذه الشعيرة بالشكل الذي نتوخاه جميعاً ولنكون نحن المواطنين رجال أمن قبل أن نكون مواطنين ولنكون عوناً وساعداً لقيادتنا الحكيمة لا أن يقوم البعض، مواطنون أو مقيمون بتلك الخروقات والتجاوزات مقابل مبلغ من المال لا يسمن ولا يغني من جوع، وقد وضعت الدولة أشد العقوبات لمرتكبي هذه التجاوزات وهي قد نـُشرت في وسائل الإعلام المختلفة.

إن الحج رحلة تحمل أجمل المعاني الإسلامية وتربية النفس وترويضها في عمل كل ما هو خير واجتناب كل ما يعود بالسوء والأذى للنفس البشرية والبعد عن كل رذيلة تتنافى مع خلق الإسلام وتعاليمه السمحة قال تعالى (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) أسأل المولى عزّ وجل أن يوفق ضيوف وحجاج بيت الله الحرام في أداء هذه الشعيرة والفريضة كما أمرهم الله عزّ وجل ليتحقق لهم إن شاء الله ما وعدوا به، كما جاء في الحديث الشريف (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة