ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 24/10/2012 Issue 14636 14636 الاربعاء 08 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أيهما يأتي أولاً: الفكرة أم قرار الكتابة؟!

غالباً تأتي الفكرة، قد تكون مثل برق خاطف أو هادئة مثل ضياء شمعة ذات مساء رقراق، جميل، تشعّ في زاوية ما من الروح أولاً، ومن ثم يأتي قرار الجلوس لأجل الكتابة، أحياناً من الصعب الفصل بين الجانبين خاصة حين تكون كاتباً محترفاً، الكتابة هي عملك اليومي أو على الأقل الأسبوعي عندها يختلف هذا الترتيب تماماً..

قرأت يوماً أن الكاتب الراحل يوسف إدريس كان في كل مرة يود فيها الكتابة يجد نفسه في حالة حيرة شديدة أمام الفكرة فيما إذا كانت صالحة لقصة أم مقالة، وفي رأيي أن الفكرة واحدة لكن الاختلاف هنا حسب الأسلوب وطريقة التناول وإدارة الضمائر داخل النص (بمعنى تحديد فيما إذا كان الضمير منفصلاً أم متصلاً، حاضراً أم غائباً) هذا وعلى الكاتب أيضاً أن يكون حذراً لكي لا تتحول الكتابة الإبداعية إلى وظيفة مشابهة لحل إحدى المعادلات الرياضية..!

أنا هنا لست بصدد الكتابة حول قرار الكتابة والفكرة أيهما يأتي أولاً، ولست بصدد تفصيل وشرح حيرة يوسف إدريس في توجيه الفكرة، ما يشغلني يختلف بشكل أو آخر..

الأمر الطبيعي المتوقع حين تود الكتابة أن يشغل ذهنك أمر واحد فقط هو الفكرة، لكن الأكثر إزعاجاً وثقلاً، ذلك الأمر الذي لم تضع له حساباً أن يشغل ذهنك أيضاً سؤال مؤرق فيما إذا كانت هذه الفكرة صالحة للكتابة، بمعنى صالحة للنشر والإعلان، قادرة على المرور والعبور والاستدارة والرحيل عبر الآفاق، إلى أقصى المدائن دون أن تحمل أي إيحاء بما هو نشاز أو غير مألوف، هذا يعني أن تكون فكرة ناعمة لطيفة، عفيفة لا تشوبها شائبة، لكن كيف سيكون ذلك تحت ظل معنى آخر، كثير التداول، ذلك المعنى يؤكد بأن الكلمة سلاح وآخرون يفضلون أن نقول “سلاح ذو حدين”، وأنت تصر على الحد القاطع المتألق الذي هو طريق ثابت أكيد نحو الحق والحقيقة، نحو الخير والحب والجمال.. هذا بعض ماتخشاه وتحمل همه، تلك الحدود التي قد تمنعك من التركيز حين تشغل ذهنك صلاحية الفكرة أكثر بكثير من الفكرة ذاتها.. ربما تفاجأ بأنك تحدثت بفكرة غابرة تجاوزها الزمن شبيهة بأغنية قديمة، كانت جميلة في حينها، فقد سمعتها في الإذاعة لكنها لم تعد رائجة أو متداولة حالياً مثل (احرث وازرع أرض بلادك - بكره تنتج لأجل ولادك)!.. لا فائدة من هذه الكلمات فكم عدد المزارعين الآن الذين لديهم حماس للزراعة ومن ثم الانتظار والتأمل ليوم الحصاد لأجل الأولاد؟ هذا إضافة إلى ضرورة أن يرافق ذلك أيضاً اهتمام وحماس لسماع الأغنية باللحن القديم ذاته!

 

فجرٌ آخر
فكرة تليق بالكتابة!
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة