ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 24/10/2012 Issue 14636 14636 الاربعاء 08 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إنّ نفساً لا تحمل في اعتبارها قضية تنافح عنها، وتحاول تحقيق العدالة فيها، مجرّد رقم نزيد به عدد البشر في العالم، بغضِّ النظر عن القضية نفسها، المهم أن يكون للوجود معنى، وأن يكون لك دور وأنت تقرّر إنْ كان هامشياً أو دور البطولة.

لكن كيف تعرف أنّ قضيتك نزيهة، أو مشروعة، ولم تخدعك فيها شعارات رنّانة من خطيب مفوّه بأخلاق ثعلب؟ أيًا كان منبره الذي يدندن منه لحن الموت والدمار لمكاسب شخصية، لست طرفاً فيها، لا من قريب ولا من بعيد.

إنّ أيّ قضية تأخذ من الوتر العاطفي صوتاً أعلى، إنما هي رخيصة وتخفي وجه البشاعة فيها، فمن يستخدم الطائفية ليفرِّق بين الناس، كمن يستخدم الأطفال والنساء درعاً لحماية مجده، وإن تمعّنت قليلاً في تبعاتها ستجدها مزيداً من شحن المشاعر الانتقامية ليس أكثر، والتماساً لإنسانية الجماهير لتعمى البصائر وتذود عن المظلوم كما تراه، وتجود بالرخيص والغالي فداءً له.

إنها أدوات القضية من يفتضح أمرها، ما يستخدم لرفع شعاراتها، هو ما يحدد صدقها من كذبها، فإن كانت ميكافيلية المبدأ فهي أحقر من أن تكبر في صدور الجماهير، فالغاية لا تبرّر الوسيلة، إنما الوسيلة تدنّس الغاية هنا وتشكّك في مصداقيتها.

إنّ ملفات الأوطان في أي مكان تكاد تكون متشابهه، وفتحها بطرق تضع مصلحة الإنسان في المقدمة هو العمل النزيه، لكن ما يحدث غالباً هو تمزيقها أو غضّ النظر عنها بفعل من يتصدّر دعاوى الطائفية، ولو سألنا لماذا التأكيد دائماً على التفريق بين الناس لاختلاف مذاهبهم، وشحن بعضهم على بعض، أي ملف يمكنه أن يخدم؟ البطالة أم الفقر أم السكن أم المعتقلين أم التعليم أم الصحة .... إلخ.

ليخبرنا دعاة التفرقة من كلِّ مذهب، أي فائدة من تقسيم الوطن؟ غير إشغال الناس بعضهم ببعض عن مصالحهم، وإشعال حرب داخلية طائفية لا معنى لها، في حين كان التعايش سلمياً بين الرعيل الأول الذي فهم أنّ مصلحة الإنسانية فوق كل اعتبار، والدين خيار متاح لمن استطاع أن يبرهن للعقول أنّ الحق معه.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
القضايا الرخيصة!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة