ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 25/10/2012 Issue 14637 14637 الخميس 09 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

هواية الاستعراض.. حلول ممكنة
صهيب بن عيد الزريق

رجوع

 

قبل عدة أيام تداولت الصحف خبر مقتل شاب ثلاثيني بنيران سلاح رشاش بإحدى الساحات القريبة من مدينة الدمام في تجمهر لمشاهدة استعراض للسيارات كما يطلق عليها روادها.

وتداول الكثير هذا الخبر والمقطع المصور من أحد الجماهير الحاضرة الذي صور مشهد استعراض سيارتين اتضح أنهم على خلاف سابق حانت لحظة تصفيته في ساحة التفحيط، وتطور الأمر حتى استخدمت نيران السلاح الذي أودى بحياة أحد المتجمهرين.

وقد كنت قبل هذه الحادثة أجهز مقالاً يشرح عن هذه الظاهرة المتنامية بقوة، خصوصاً بعد وفاة مراهق صغيركان يتابع التفحيط في نفس الساحة قبل أشهر قريبة، وحول العوامل التي أدت لاستفحال الظاهرة بشكل أوضح أن السيطرة الأمنية على مثل هذه التجمعات باتت مفقودة خصوصاً بعدَ كثرة جمهورها من فئة المراهقين.

ولعلي هنا أستعرض بداياتهم التي كانت قبل 7 إلى 8 سنوات تقريباً كممارسة خاطئة يقوم بها بعض الأفراد من هاوي اقتناء سيارات البيك أب وبعض سيارات الدفع الرباعي في المنطقة الشرقية، حتى أصبحت في وقتنا الحالي ذات انتشار أوسع في عدد من المناطق، وتتواجد على شكل منظمات منتشرة في المنطقة الشرقية يحضر لتجمعاتهم الآلاف من الشباب، وقد يصل الحضور في التجمع الواحد إلى مايقارب حضور مباراة كرة قدم بين فريقين متنافسين ولا أبالغ.

كانت هناك حملات أمنية عديدة لوأد هذه الظاهرة قبل استفحالها لكن لم تفلح رغم الجهود المبذولة، وذلك يكمن لعدة أسباب منها التوجيهات المنظمة سرّاً، والتي كان الشباب يتداولونها فيما بينهم على أجهزة البلاك بيري وفي منتدياتهم على الإنترنت وفي أوقات متفرقة، ولم يكن هناك حتى الآن رغبة في ايجاد حلول بديلة اجتماعية أو رياضية تقنّن هذه الظاهرة غير الحل الأمني والذي لم يكن مجدياً هو الآخر.

في محيطنا لم نكن نعطي الأمر قدراً من الأهمية لأن الضرر الناتج من ممارساتهم لايتعدى أغلب الاحيان محيطهم ومحيط جماهيرهم، وذلك لأنهم يختارون أماكن بعيدة لممارسة تلك الظاهرة قبل أن تتنامى هذه الظاهرة وتشمل أماكن عديدة في نفس الوقت، ويشمل ضررها الممتلكات والمرافق العامة وغيرها.

في الآونة الأخيرة تغير الشكل المعروف لهذه الظاهرة في تطور خطير ليصبح عملاً منظماتياً تكون فيها محاولات السيطرة للمنظمة أو المجموعة الأقوى في ساحات التفحيط، وتكثر في هذه التجمعات المشاجرات الجماعية التي عادة ماتجمع خصمين، وتصبح الأسلحة الخفيفة أمراً معهوداً في الساحات ومتداولة بشكل واضح في صور تغطياتهم ومقاطعهم، وذلك في مشهد يوضح محاولة الإشباع للنهم النفسي في مظاهر السيطرة والقوة.

وقد حاولت الاطلاع والبحث حول مجريات الأمر من قبل، واتضح لي أن الرغبة المشتركة بين المجتمع والشباب الهاوين للاستعراض هي تقنين الهواية في أطُر المجتمع الآمنة كي تصبح رياضة تجمعهم في مظاهر آمنة لنفوسهم ومجتمعهم خصوصاً بعد إنفلات الزمام من كونها هواية بطريقة خاطئة.

وقد حاول أبرز المفحطين المعروفين في هذه الساحات أو كما يسمونهم بـ ( الطارات ) التواصل مع أكثر من وسيلة إعلامية لإيصال صوتهم منها تقرير تلفزيوني قام به زميل إعلامي كانت فيه مطالبهم واضحة في إنشاء ساحات مخصصة وآمنة على غرار تلك التي في الدول الخليجية المجاورة، حيث سيقومون فيها بممارسة هوايتهم بشكل لايجعلهم يظهرون ملثمين في وجه المجتمع، ومع ذلك لم يفلح هذا التوجه الإعلامي منهم لإيصال المطلب الوحيد المرجو من مجتمعهم أن يوفره لهم وهو ما يثير استغرابي حقاً، حيث إن الاستثمار في مثل هذه الرياضات سيكون أمراً مربحاً للمهتمين في المجال التجاري، وذلك لكثرة الجماهير المتابعة لتلك الهواية بصورتها غير النظامية، وأيضاً ثبات نجاحها في الدول المجاورة، ولا أنسى ضرب مثال حول ذلك ببعض المسابقات التي أقيمت في فترات سابقة في محاولة لتقنين هواية التطعيس والتي كانت جاذبة للكثير من الجماهير.

وقد حاولت مسبقاً التواصل مع بعض الهاوين والحصول على مدى جديتهم في نقل الهواية إلى رياضة رسمية تجمعهم، وقد أبدوا استعدادهم للتعاون ورغبتهم في مبادرة يطلقها المجتمع لمحاولة تقنين هذه الهواية في أسس رياضية سليمة، وأكدوا أنها مطالبهم منذ زمن، وقد زادت الآن خصوصاً في ظل المستويات الخطيرة التي بلغتها المظاهر المعادية من أسلحة ومشاجرات تزيد من الصورة السلبية التي يحملها المجتمع حول هذه الهواية، وتزيد من جرعة المحاربة لها بدلاً من ايجاد طرق تلمُّ شمل هؤلاء الشباب اليافع، وتجعلها عرضة لحل وخيار وحيد وهو الحل الأمني.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة