ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 25/10/2012 Issue 14637 14637 الخميس 09 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الركن الخامس

      

أماكن وشعائر وآيات بينات عظمها الله ورفع مكانتها فلبت الخلائق نداء ربها على لسان أبيهم إبراهيم فأتوا من كل فج عميق -براً وجواً وبحراً- وألسنتهم تلهج بذكر الله وأفئدتهم تهوى للقياه.. تحفهم رعاية الله وعنايته ثم تلك الأيدي الباذلة والعيون الساهرة من الرجال المباركين الباذلين للغالي والنفيس الواصلين ليلهم بنهارهم من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفير كل أسباب الرفق والراحة فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يديم عليها عزها وتمكينها والخير في ربوعها. إن أعظم القبسات التي نستخلصها من شعيرة الحج وفريضته قبس الامتنان وذلك من خلال ما امتن الله على هذه الأمة بعد نعمة الإسلام من نعمة الأمن والاستقرار {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. تلك النعمة التي هي ثمرة استجابة دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام {رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} فالأمن في -المملكة العربية السعودية- التي فيها الحرمان الشريفان نعمة من أعظم النعم التي عليها قوام الأمة وعصب الحياة.. وها هم حجاج بيت الله وضيوف الرحمن يتقلبون في عرصات المناسك ويتنقلون بين شعائره ويقضون تفثهم في ظلال أمن وارف وسبل آمنة وطرق ميسرة في وحدة متكاملة من الخدمات والجهود المتضافرة من أعلى المسؤولين من غير تقصير في جهد أو تقتير في مال.

القبس الثاني: الكعبة المشرفة والبيت العتيق مكان طاهر ذو تكريم وإجلال وتعظيم وقداسة.. رفع الله قدره وأعلى مكانه وطهر بقاعه {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. والبيت الحرام مكان مقدس عند جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، إذ هي قبلتهم في الصلاة ومقصدهم في الحج، {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} جعله الله مثابة وأمنا لا ينفر صيده ولا يعضد شوكه ولا يسفك فيه دم {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}. فالله جعل بيته أول بيت وضع للعبادة.. والأولية في الزمان تستلزم الأولية في الشرف والمكانة.

القبس الثالث: أن البيت الحرام بيت مبارك، كثير الخيرات والبركات إذ هو بصحراء جرداء، وتجبى إليه ثمرات كل شيء، وتحمل إليه بضائع الدنيا، وهو أيضا كثير البركة في الثواب والأجر والمضاعفة.

القبس الرابع: أنه موطن هداية للناس.. حيث دعي العالمون إليه فأجابوا، ونودوا فلبوا النداء.. يتجهون إليه في أدعيتهم وصلواتهم، وتهواه أفئدتهم وأنفسهم القبس الخامس: فيه آيات واضحات لا تخفى على أحد منها: مقام إبراهيم عليه السلام، وفيه أيضا الحجر الأسود، وفيه ماء زمزم المبارك وماء زمزم لما شرب له.

القبس السادس: أن البيت الحرام سبب لوحدة المسلمين وتضامنهم وتوادهم لماذا؟ لأنهم يتجهون إليها في صلاتهم ويفدون إليها لأداء نسكهم، فإذا كانت قبلة المسلمين واحدة في أقدس معتقداتهم وهي الصلاة.. ونسكهم واحد باطنا وظاهراً. فهل يقبل منهم الصراع والتخاصم والاختلاف؟!.

Saad.alfayyadh@hotmail.com
 

قبساتٌ من الحج
د. سعد بن محمد الفياض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة