ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 26/10/2012 Issue 14638 14638 الجمعة 10 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

إن من يمعن النظر في شعائر الحج، ومقاصده، وغاياته، يعرف يقيناً أن الإسلام دين المساواة الحقة التي لا تفرق بين غني وفقير ولا بين أبيض وأسود، ولا بين عربي، وعجمي، فالجميع وفدوا لأداء ركن عظيم من أركان الإسلام، يرتدون رداء واحداً في شكله ولونه، يعلنون العبودية، والتوحيد لله وحدة لا شريك له في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، يطوفون جميعاً بالكعبة، ويقفون جميعاً بعرفة في وقت واحد، وفي أيام محددة، يحلقون أو يقصرون، ويرمون الجمار معاً، هدفهم واحد هو نيل ثواب أداء هذه الفريضة العظيمة، والحج المبرور الذي يَجُبُّ ما قبله من ذنوب، وآثام، لا يستطيع أحد أن يميز غنيهم من فقيرهم، وهم في ملابس الإحرام، بعد تجردهم من متاع الدنيا وزينتها، ولا يستطيع أحد أن يبيّن عزيزهم من وضيعهم، وهم جميعاً يحْنون رؤوسهم للحلق، والتقصير طاعة، وقربى، واستجابة لأوامر الله -جل وعلا-.

لا فرق بين حاكمهم، ومحكومهم، وهم يرفعون أكف الضراعة، والتوسل للواحد القهار طلباً للصفح، والمغفرة، والنجاة، حيث لا وساطة بين العبد وربه إلا العمل الصالح الخالص لوجه الحق -جل وعلا- هذه الصورة الرائعة نهديها كل عام للمتشدقين بحقوق الإنسان من المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة، أو أدعياء الديمقراطية، ممن يطلقون سهام حقدهم أو جهلهم ضد الإسلام وأهله، ونقول: هل وجد في أي ديانة، أو نظام غير الإسلام مثل هذه المساواة التي لا تميز فيها بين مسلم وآخر على أساس الجنس، أو اللغة، أو العرق والطبقة، أو المكانة الاجتماعية، أو غيرها من الفوارق التي تعج بها أكثر الأنظمة الوضعية ادعاء وتشدقاً بالمساواة والحرية..؟.

إننا -معاشر المسلمين- في أمس الحاجة إلى الغوص في أسرار شريعتنا الربانية بعامة، وفي مقاصد الحج بخاصة في تحقيق الأخوة الإسلامية، والوحدة الإيمانية، وعلاج آفات الكبر والغرور، ونبذ عوامل الفرقة والشقاق، لأننا لو وعينا مقاصد الشريعة في الحج، والدروس التي يجب أن نستفيدها من هذه الشعيرة العظيمة لاستطعنا -بإذن الله- أن نقف صفاً واحداً ضد من يريد ديننا بسوء، وأمتنا بشر، ولامتلكنا من أسباب القوة ما يؤهلنا -بإذن الله- لتبوء مكانتنا، واستحقاق الخيرية التي وصف الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال -تعالى-: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
من مقاصد الحج وغاياته
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة