ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 30/10/2012 Issue 14642 14642 الثلاثاء 14 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في معظم الإسـاءات والتجديف حول رسولنا (محمّد) عليه الصلاة والسلام، كالفيلم المغرض الأخير الذي وقّعه مخرج أمريكي من أصل مصري أو لبناني، وهو مسيحي، ويريد أن يلعبَ على وتر الطائفية الذي تعلو نبرته هذه الأيام في

مصر؛ بسبب تداعيات فوز حركة (الإخوان المسلمون) في مجمل مفاصل الدولة التي كان فيها التعايش والسلام بين المسلمين والأقباط مثلاً يُحتذى حين نعترف أنّ الله تعالى جعل اختيار الدين مسألة تتعلق بالإنسان ولم يجبرْ أهل الكتاب على اعتناق الإسلام، بل ترك هذا من ضمن حقوق الإنسان التي سبق بها الدين الإسلامي العميق والجوهرّي مواثيق حقوق الإنسان، بما فيها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان 48م، مؤكداً أنه الدين الأكثر اتساعاً وتقبّلاً للاختلاف..

نعود إلى فيلم (رسالة إلى المسلمين)، وهو أحدث - وليس آخرَ - عنوان عالمي موجّة ضد الرسول الأمين وضدّ الإسلام بشكل عام، كما فعلوا في الدنمرك من نشر الكاريكاتيرات المسيئة، التي أشغلت الرأي العام العالمي، ولم يتناول فكرة الإصرار على توقيت ومكان محدّدين الكثير من الذين ألهبهم الحماس والاستنكار بل كان دفاعهم يتسم بالعاطفية، ونحن نعرف كيف كان ردّ (الفعل الأمريكي) الذي لا يزال يعرض الفيلم متذرّعا بحقّ حرية التعبير، فيما منعت (روسيا) الفيلم كونه ينطوي على استفزازات غير ثابتة تاريخياً، وكونه يزدحم بالإساءات إلى دين عُرف بالتسامح والعدل. ولكنّ هذه المسألة الفرعية تتطاير عندما نشاهد أعمال العنف ضدّ الفيلم ومنتجيه، وهي أعمال يتمنى الغرب - وعلى رأسه (أمريكا) - أن يقوم العرب والمسلمون بالمزيد منها لتبرير تدخلاتها العلنية في (دول) بعينها وفكرٍ بعينه في ظلّ إصرارها على تنفيذ فكرة العولمة التي تعني - فيما تعني - الانسلاخ من الدين واعتباره (فولكلوراً) لا أكثر!

إننا لا ننادي بتجريح ديانات ومعتقدات البشر، ولا نفكِّر - مجرّد تفكير - بأن ننتج أعمالاً مضادة تنال من ضلال المسيحية كوننا أُمِرْنا بأن (لا نفرّق بين أحد من رسله)! كما قال تعالى.

لكننا مطالبون اليوم ونحن نرى وطننا العربي يكاد يتمزق بسبب اختلافات وظنون وتحالفات، وأخرى مضادة، أن نترفّع عن الردّ على الحانقين بنشر ثقافتنا الإسلامية بكل تجلياتها وكل دعوتها للتقدم والخير، وأيضاً بتسامح هذه الثقافة مع الثقافات الأخرى لإثرائها والاستفادة منها أيضاً.

علينا أن نتذكر أن ما يزيد على المليار من بني البشر يعبدون الله، ويقدِّسون رسوله الكريم، وعلينا أن ننظر وراءنا بهدوء.

حائل
 

نظرة ما
الإسلام كقوة مضادة للهيمنة
جارالله الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة