ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 31/10/2012 Issue 14643 14643 الاربعاء 15 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وكالة - يقولون- ذائعة الصيت في مجتمعنا، حتى بين “بعض” من هم محسوبون على النخب الفكرية، هذا الأمر تفاقم أكثر في العصر الرقمي، بعد أن ساهمت هذه التكنولوجيا في الاستخدام السيئ من قِبل عُشاق الثرثرة ونقل الكلام (صحيحه وكذبه) عبر برامج المحادثة مثل البلاك بيري، والواتس أب، وغيرهم، برغم أهمية هذه البرامج في التواصل ونقل الأخبار الهامة وتكوين مجموعات من خلالها ترتقي الآراء وتلاقح الأفكار بين الناس، أو حتى بالتسلية بين المراهقين، ولا بأس في ذلك. إلا أنها صارت مكاناً خصباً لنقل الشائعات والأقاويل التي تُسيء إلى المجتمع، أو إلى الأشخاص. والملاحظ انتشار شائعات من مصادر خارجية نجد أنه يتم تداولها - دون وعي- بين أبناء البلد، لأن من يقوم ببثها يعلم جيداً نمط تفكير المجتمع، والعبارات التي من الممكن أن تثيره، وبالتالي يتم تداول الشائعة بحسن نية مع أن أهدافها “شائنة” إلا أن العناصر التي تم توظيفها بالداخل من قبل المصادر الخارجية، لديها الوعي والذكاء بحراك منظم وموزون يلامس الناس بقدر ما يثير أفراد المجتمع السعودي، وها هو موسم الحج الذي انتهى قبل أيام بنجاح ولله الحمد، أخذ الحيز الأكبر من الشائعات الكاذبة المبثوثة هذه الأيام سواء عبر برامج المحادثة، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف أن هناك من يصدق هذه الشائعات، خصوصاً إذا كان جزء منها حقيقياً، ويتم تحوير وتغيير بقية السيناريو لخدمة تلك الأهداف، فهنا لا يُلام الأشخاص بالتصديق، إلا أن زيادة الوعي، والتوضيح والشفافية هي من بيدها دحر الشائعات وتكذيبها فور خروجها، وهذا بلا شك سيخنقها ويئدها في مهدها.

مجتمعنا ليس عديم الوعي ليتلقى كل معلومة دون تمحيص، إلا أن نقل المعلومات المغلوطة التي تستهدف حدثاً (ما) في المجتمع، أو شخصاً (ما) ويتم وضع رداء الكذب على طرف معلومة صحيحة، وتتناقلها مصادر ثقة كالمثقفين أو الدعاة، فبذلك تكسب “الشائعة” شرعيتها، وتتطاير بين الناس بسرعة مذهلة! ولنا في موقع “تويتر” ساحة خصبة في الإعلام الرقمي لنشر الأكاذيب والفضائح، في ظل غياب واضح لآلية المقاضاة، حتى مع صدور القوانين الرادعة!

في “تويتر” اتضحت كثير من الرؤى التي كنا نجهلها في أيام ما قبل هذا العهد، وبزيارة لصفحة أي شخص تستطيع قراءة أفكاره وحجم وعيه، لذا أقول لكل فتاة مقبلة على الزواج، وكذلك لكل شاب: “لم يعد مهماً السؤال عن الشخص عبر معارفه وأقاربه، فمن خلال زيارة صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي سيتضح - على الأقل- الخط العام للتفكير والسلوك”. لن أبتعد عن الموضوع الأساسي، فمن البهارات الجديدة في طبخة الشائعات جملة (انشر تُؤجر) وهذا فيه لعب على عواطف الناس التي تبحث عن الأجر والثواب، وقد يكون في ظاهر الرسالة خير، وفي باطنها شر يتمدد في العقل المجتمعي الذي قد يعيش داخل تلك الشائعة فيصدقها، ويكمل بقية حياته بوجودها كحقيقة، والتاريخ مليء بالشواهد، لذا دورنا الوقوف في وجه هذه الآفة، بل إصدار قوانين رادعة بحق من يُطلق شائعات الشر والتشويه، فهذه النوعية من البشر لا تخاف من شيء سوى من العقاب!

من خلال متابعتي لبعض المغردين، أعجبني منهم من يسأل عن مصدر الخبر، لأن هذا السؤال هو بوابة الوعي، وهو أيضاً رادع لمن يقوم بإطلاق الشائعات، وإن كان رادعاً ليس بقوي، فمن يقوم بهذه السلوكيات - بلا شك- لا يخجل من الله، ومن لا يخجل من الله لن يخجل من الناس، لكنه حتماً سيخاف العقوبة!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
قانون لوكالة يقولون!
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة