ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 01/11/2012 Issue 14644 14644 الخميس 16 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قد يـتـسبب الــوالــدان أو أحدهما في وقوع حوادث لأطفالهما دون قصد منهما، ولا نستطيع أن نجعل الإهمال واللا مبالاة وحدهما سبباً لذلك، ولكن تتدخل أمور أخرى في هذا الشأن، منها شغب الطفل ذاته وعدم تقديره للنتائج لصغر سنه وضعف إدراكه.

والحق أن أشد الحوادث ألماً هو الدهس بالسيارة! والعجيب هو حصوله بين آونة وأخرى مثلما حدث مؤخراً في إحدى قرى مدينة عفيف، حيث جرى طفل وراء والده الذي رفض اصطحابه فوقف خلف السيارة التي حركها الأب للخلف دون علمه بوجود ابنه لقصر قامته، فسارت عجلات السيارة على جسده الصغير، وفُجع والده بالمنظر وسارعَ بنقله للمستشفى محاولاً إنقاذه إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله!

وهذه الحوادث لا تقتصر على بلادنا، بل إن مستشفى راشد بدبي استقبل خلال العام الماضي اثنتي عشرة حالة دهس أطفال بالخطأ بسيارات يقودها آباؤهم سواء في ساحات المنازل أو في مواقف المراكز التجارية، مما تسبب في وفاة أطفالهم أو إصابتهم بجروح قطعية وتهتكات في الجسد وأغلبها انقسام الكبد وأضرار في الشرايين والأوردة.

والأمر يحتاج لليقظة الشديدة من لدن السائقين بوجه عام، مع ضرورة إطلاق حملات للتوعية بضرورة التزام الحذر الشديد أثناء القيادة في مناطق وجود الأطفال كمواقف السيارات العامة وأمام الأسواق التجارية أو في المنازل، والتنبيه حول خطورة ترك الأطفال يتحركون بحرية بالقرب من السيارات. ويُفترض توجيه الأبناء وتحذيرهم من اللعب قريباً من السيارة كونها خطيرة مثلها مثل النار والأدوات الخطرة، وتكثر الحوادث عادة أثناء المواسم الدراسية وعند المدارس وفي مواقف سيارات مراكز التسوق، وساحات المنازل.

كما أنه من المفيد الاستعانة بالحساسات الدقيقة التي تصدر صوتاً عند وجود أي حاجز أو شخص مهما كان ضئيلاً في حالة تحريك السيارة للخلف، وإلزام مالكي السيارات بتركيبها لأهميتها البالغة، والأفضل الكاميرات التي تكشف ما يحيط بالسيارة سواء أشخاص أو حفر أو حواجز، وعدم الاعتماد على المرايا فحسب!

الأمر المحزن في تلك الحوادث أنها تُعتبر جنائية ولا تدخل ضمن الحوادث المرورية كونها لم تقع في الطريق بل داخل المنزل أو أمامه، وشرعاً تُعد من القتل الخطأ وتجري عليها أحكامه سواء بالسجن أو دفع الدية، مع مراعاة الجوانب الإنسانية بحق الآباء الذين يتسببون في حوادث القتل الخطأ عند اتخاذ الإجراءات القانونية.

ولا شك أن دهس الآباء لأبنائهم يحمل في طياته الأسى والحسرة وتأنيب الضمير علاوة على الحزن على فَقْدِ فلذات الأكباد.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
دهس الآباء لأبنائهم.. حسرة وألم!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة