ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 01/11/2012 Issue 14644 14644 الخميس 16 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كمية مخيفة من الكره والحقد تملأ قلوب -بعض- الأشخاص، باسم الاسلام.. هذا ما قرأته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن هبّ إعصار ساندي، على بعض الولايات الأمريكية، ووجدت لغة “عبثية” مليئة بالشماتة والأدعية المشحونة بالبغضاء ضد شعب أبتلي بكارثة من عند الله -عز وجل- متناسين أن هناك مَلكا يرد على صاحب الدعاء قائلاً: (ولك بمثله) لذا ليس لنا وقد ابتلينا بهذه النوعية من البشر إلا أن نرفع أكفنا متضرعين إلى الله: “ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.

إن هذه المشاعر السلبية التي تفوح بالقلا والمقت، هي نتيجة طبيعية لتربية رؤوس التطرف والإرهاب، لذا فهؤلاء لا يمثلون أبدا دين الإسلام الذي هو رمز للسلام والحب، وليسوا ممن يقتدي بمحمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قيل له: يا رسول الله، أدع على المشركين. فقال: “إني لم أبعث لعانا، وإنما بُعثت رحمة”.. فهذا هو نهج نبينا الذي أتى لنا بالدين الإسلامي، أما هؤلاء فليسوا أبدا على نهجه، وليس هو قدوتهم، إنما قدوتهم -الشيطان- الذي زيّن لهم ما بقلوبهم من مرض. وإن كانت هذه البغضاء تجاه السياسة الأمريكية، فإن هذا ليس مبرراً لكره وتمني هلاك شعب بأكمله!

إن هذه السلوكيات التي تستفز الإنسان المسلم فذلك لأنها تصدر للأسف باسم الإسلام الذي ينبغي أن ندافع عنه من هذه الفئة المسيئة باسمه، قبل أن نقف في وجه المسيء من غير المسلمين، ولو نظرنا إلى معظم الاساءات التي نالت من ديننا ورموزنا لوجدنا أن سببها في الغالب هي هذه الفئة التي تُعطي الآخرين صورة مغلوطة عن هذا الدين العظيم، وعن رمزه الذي هو رمز التسامح، محمد بن عبدالله، صلوات الله وسلامه عليه. وليكون الحديث أكثر صراحة فإن هناك جهات مسؤولة ينبغي أن تكون حازمة مع هذه الفئة، خصوصاً إذا سمعنا -بعض- أئمة المساجد وخطبائها وهم يرفعون أصواتهم بالدعاء على المخالف، سواء من غير المسلمين، أو من المسلمين أنفسهم، فبعض هؤلاء الأئمة لا يتوانون في استخدام الأدعية كأداة تحريض ضد الآخر المخالف في التوجه الفكري لهم! ومنهم من يستغل مكانته في توسعة دائرة التحريض خارج منبر المسجد، فنجده عبر مواقع الإنترنت وبرامج المحادثة الصوتية، وقد اطلعت بنفسي على أحدهم وهو خطيب وإمام مسجد بالمنطقة الشرقية يتهمني شخصيا بـ”الإلحاد” أي أنه يقوم بتكفيري وإخراجي من دائرة الدين أنا وغيري، فهل وزارة الشؤون الإسلامية تابعت هذا وأمثاله؟ وهل هناك قوانين تشمل آلية للتقاضي من هذا ومن هو على شاكلته؟ أم أن نوكل أمرنا إلى الله ونكتفي بترديد: “حسبي الله ونعم الوكيل؟”.

إن خطورة هذا الفكر، تجرّع المجتمع المسلم مرارته قبل غير المسلمين، فما فيه من تأجيج للفتنة، وتنفير من الإسلام والمسلمين، لمسنا نتائجه على مدى الأعوام السابقة، ولا زلنا نعاني ونبحث عن سُبل تغيير تلك الصورة المظلمة التي تشكلت في أذهان البعض من غير المسلمين تجاهنا، وتغيير الصورة داخليا أهم وأنفع من تغييرها خارجيا، فإن تغيرت الأولى تبعتها الثانية.. ومن هنا أقدم عزائي لكافة أهالي الموتى جراء إعصار ساندي، وأدعو الله أن يلطف بالشعب الأمريكي بكل دياناته وأعراقه وألوانه، وأن يزيح عنهم هذا المصاب.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
دعاء البغضاء.. ولك بمثله
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة