ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 03/11/2012 Issue 14646 14646 السبت 18 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

على مرّ (التاريخ الإسلامي) خاصة، لا تخلو قرونه من الأعلام المبرّزين في التخصصات المتنوّعة التي قدّمت خدماتها وعطاءاتها المرصّعة بالإخلاص والأمانة، مقدمة إنكار ذواتها على حبّ الأنا، مما جعل ذكرها محفوراً في ذاكرة التاريخ الإسلامي، وبات هؤلاء الأعلام، حاضرين في مشاهد تخصصاتهم واهتماماتهم في المناسبات العلمية الرفيعة، ولو تجاوزنا تلك القرون الغابرة من تاريخ أمّتنا وحضارتنا بما فيها من رموز، ليس في الوسع جهلها، وأوغلنا في الحب والولاء لدولة عصرية من دول قرننا الحالي، هي (المملكة العربية السعودية)، لوجدنا أنه خرج من رحمها، قادة وعلماء ومشايخ كانوا رموزاً في عطاءاتهم وولاءاتهم للدين والوطن والقيادة، حظوا بألوان التقدير والثناء والقبول من شعب هذه البلاد الطيبة، فضلاً عن ولاة أمرها، ونحن إذ نحمد الله على ما منّ به علينا في هذه البلاد من خير وفير وأمن وارف كان بفضل الله ثم بفضل ما وهبنا سبحانه من (قيادة راشدة) تقدّر مآلات الأمور، تضع العنصر البشري في مكانه المناسب، مقدّرة اهتماماته واختصاصاته وعطاءاته وتميُّزه وولاءه وحبه لدينه ووطنه وقيادته، الدولة أعظم هاجس لها - ولا مشاحة في ذلك - خدمة الدين في بقاع الدنيا قبل كل شيء، ولن أبالغ إن قلت إنّ سبب حفظ هذه البلاد وبُعدها عن القلاقل والاضطرابات والفتن - والله أعلم - هو هذا النوع من الاهتمام، الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يحظيان باهتمام ورعاية الدولة وقادتها خلفاً عن سلف، لم يقتصر هذا النوع من الاهتمام على أمر التوسيعات الخرافية وغير المسبوقة للحرمين الشريفين، بل طال هذا الاهتمام العنصر البشري الذي يتولّى أمر هذين الحرمين وشئونهما، نعم يا جماعة الخير، لفت نظري همّة وسعة أُفق فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، بمجرّد فوزه بكرم ربه ثم ثقة وليّ أمرنا وفّقه الله، يوم أن أناط به مسئولية هذين الحرمين الشريفين وعيّنه (رئيساً عاماً لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي) إي والله تلك مسئولية عظيمة لا يضطلع بها إلاّ من وفّقه الله لذلك، وإنّي لأخال هذا الرجل هو ذاك المناسب لهذا المنصب المهم، ولربما يتفق الجميع معي على مناسبته لهذا المكان (ولا ينتطح في ذلك عنزان) هكذا أعتقد، قد يستدرك غير واحد، كيف أطلقت رأيك هذا؟ الشيخ السديس - أحسبه - ولا أزكّيه على خالقه سبحانه، من علماء هذا العصرالبارزين دون تردُّد، طار اسمه في الآفاق، رجل له حضوره في جامعته (أم القرى)، رجل له حضوره الملفت في الحرم المكِّي من خلال ما وهبه الله من صوت عذب تشنّف له الآذان، وتخشع له القلوب، وتدمع له العينان، ناهيك عن حضوره في إذاعة القرآن الكريم من خلال تسجيلاته الصوتية الخاشعة، أيضاً قبوله اللافت في مشارق الأرض ومغاربها لدى المسلمين، وهذه الخصال التي لا تنفك عنه، تخصه لذاته، كما تعني غيره من محبيه، كونه يقدم خدمات لأُمّته بإخلاص وأمانة، لم يصب جرّاءها بالعجب، بل أراها تزده علماً وقدراً، لكن ما يعنيني في هذا المقال، ليس ما أشرتُ له، بقدر ما يهمني نشاطه (الملموس) في إطار مهمته الشريفة الأخيرة، رجل متابع من الطراز الأول لشئون الحرمين وحاضر في جسده وفكره، ومتقبّل بصدر رحب لما يُطرح في وسائل الإعلام المختلفة من آراء ومقترحات في شأن الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوّار، لا ينتقد ولا يتذمّر جرّاء ذلك، ردوده على الكتّاب موزونة ومقبولة معطّرة بالأدب والثناء والدعاء لهم، هذه سجيّة من سجايا هذا الرجل الإيماني (واسع القبول)، يشرح صدري كلامه المتوائم مع توجُّهات القيادة الرشيدة ويبكيني فرحاً، دعاؤه لولاة الأمر وعامّة المسلمين، وتأثُّره لجراحات أُمّته، الغلو والشّطح والتأليب من الأمور غير الموجودة في قاموسه على الإطلاق، هذا الرجل يمثل (الوسطية) التي خطّها الشرع المطهّر، يدعو لها في كثير من خطبه، صوته الشّجي والنّدي يصدح في جنبات الحرم المكِّي وأروقته، كان لي نصيب منها في مغرب كل خميس في هذه الإجازة الصيفية، هذا المقال تردّدتُ كثيراً في كتابته، خشية تفسيره على غير وجهه، لكن قلت في نفسي، طالما أنه لله وفي الله، فاعزم يا عبد الله وتوكّل عليه، وابعثه للصحيفة الغرّاء (الجزيرة) محبوبة القرّاء .. بقي القول، مما ينبغي الإشارة إليه وقطعاً للقيل والقال، لم يسبق أن قابلت هذا الرجل الإيماني المتميِّز أو هاتفته (البتة) ولا أعرفه من قريب أو بعيد، وأظن أنّ الجميع يشاطرني الرأي في فضيلته، وفّقه الله في مهمّته الجليلة .. ودمتم بخير

dr-al-jwair@hotmail.com
 

السديس... والتميُّز
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة