ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 04/11/2012 Issue 14647 14647 الأحد 19 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* من مكة المكرمة؛ التي هي مركز الكرة الأرضية، وقلب العالم، ومهوى أفئدة قرابة ثلث سكان هذا الكوكب النابض بالحياة..

* من هذا المكان الطاهر، ووسط أكثر من أربعة ملايين حاج، يمثلون 190 دولة، حقق (خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز) حفظه الله، آمالنا وتطلُّعاتنا،

في أن نكون كعرب ومسلمين، في مستوى التطلُّعات الحضارية والإنسانية لكافة أبناء البشرية، فنعلن بكلِّ وضوح وشفافية، أننا لسنا متعصِّبين لدين أو مذهب أو عرق، بل نحن دعاة أمن وسلام وتعايش، فبهذا أمرنا ديننا الحنيف، أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، فنحن إذ نغضب وننتصر لديننا إذا أُسيء إليه، ولنبيِّنا محمد - صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه - إذا أُوذي.. نحن بالقدر نفسه كذلك، لا نقبل أن يُساء إلى دين سماوي آخر، ولا إلى نبي أو رسول آخر، ولهذا خاطب المليك المفدى - نصره الله - العالم كافة من مركز العالم هذا في أيام الحج المشهودة، كاشفاً لهم حقيقة هذا الفهم المتقدم لدين الإسلام، ولأُمّة الإسلام، وموضحاً هذه المواقف الحضارية والإنسانية المشرفة، لدين محمد، ولأُمّة محمد، منذ أن ظهر الإسلام في جزيرة العرب، في هذه البقعة المقدّسة، التي منها تحدّث مليك هذه البلاد، والقائد الأعلى لحجاج بيت الله العتيق.

* كان (عبد الله بن عبد العزيز)، هو صاحب فكرة (الحوار الوطني) في المجتمع السعودي، الذي أصبح له مركز يديره ويرعاه، ثم أتبعه بعد عدة سنوات، بفكرة رائدة؛ تقوم على ما سبقها وتمهِّد لما بعدها ألا وهي فكرة (الحوار بين المذاهب الإسلامية)، وهذه جاءت كذلك قائمة على ما قبلها ممهّدة لما بعدها، وهي فكرة (الحوار بين أصحاب الأديان السماوية).

* حلقات حوارية ثلاث؛ جاءت بعضها يقوم على البعض الآخر، فالحوار الوطني الداخلي، يبني لحوار مذاهبي أشمل، يتخطّى حدود الوطن لكافة أقطار المسلمين، ثم حوار المسلمين أنفسهم، يقودهم إلى حوار أكبر وأشمل، يضم كافة أصحاب الديانات، لأنّ من لا يحسن الحوار مع نفسه، لا يمكن أن ينجح في الحوار مع غيره.. هذه قاعدة بنيت عليها فكرة الحوار البنّاء من أساسه. ومشروع (عبد الله بن عبد العزيز)، القائم على (الحوار بين أصحاب الديانات السماوية)، يستمد نجاحه من نجاح حوار المذاهب الإسلامية، الذي يأخذ نجاحه هو الآخر، من نجاح الحوار الوطني.. والملك الرائد في فكرة السلام والتعايش حفظه الله، يؤكد دائماً على نزاهة ونجاعة هذه الفكرة الرائدة ذات الحلقات الحوارية الثلاث، ولهذا رأينا كيف أنه - حفظه الله - يذكِّر بهذا مرة أخرى في كلمته النيّرة في منى أمام حجاج بيت الله العتيق حيث قال: (إنّ فكرة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية)، الذي أعلنا عنه في مكة المكرمة؛ لا يعني بالضرورة الاتفاق على أمور العقيدة، بل الوصول إلى حلول للفرقة وإحلال التعايش بين المذاهب بعيداً عن الدسائس أو غيرها، الأمر الذي سيعود نفعه لصالح أُمّتنا الإسلامية وجمع كلمتها).

* وها هو.. (عبد الله بن عبد العزيز) حفظه الله - مرة أخرى - يتبنّى فكرة الدعوة إلى مشروع حماية الأديان السماوية والرسل والأنبياء، من هزؤ المهزئين، وتحريض المحرضين، ودنس المدنسين، وأذى المؤذين. قال - حفظه الله - في كلمته إلى ضيوف بيت الله الحرام في مكة المكرمة؛ موجهاً الخطاب إلى كافة القادة والزعماء في العالم: (من مكاني هذا؛ وبجوار بيت الله الحرام، أطالب هيئة الأمم المتحدة؛ بمشروع يدين أي دولة أو مجموعة تتعرّض للأديان السماوية والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا واجب علينا وعلى كل مسلم، تجاه الذّود عن حياض ديننا الإسلامي، والدفاع عن رسل الحق).

* إنّ رمزية المكان في دعوة قائد هذه البلاد وقائد حجاج 190 دولة، تحمل دلالة الدين الكامل الشامل المتمم للأديان السماوية كافة، فعلى بعد خطوات من مكان (عبد الله بن عبد العزيز) وهو يتحدث للعالم بهذه الدعوة الحضارية، نزل القرآن على محمد في غار حراء، والكعبة المشرفة وبيت الله الحرام، في أرض السلام الذي شعّ نورها، فعم أرجاء المعمورة دون دنس لدين سماوي قبله، ولا أذى لنبيٍّ ورسول سبق محمداً، حتى جاء من يستفز مليار ونصف المليار مسلم، ليدفع بهم إلى الهلاك.

* كما أنّ هذا هو من واجباتنا الشرعية، فإنّ في الدعوة إلى تجريم كل من يتعرّض للأديان السماوية ورسل الله وأنبيائه من قِبل المسلمين، حماية وذود عن حياض الدين الإسلامي والنبي محمد - صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه.. هذا ما أفصح عنه الملك المفدّى في دعوته المباركة من مكة، وهو يعني: أننا إذا احترمنا الأديان السماوية وأنبياء الله ورسله، فنحن بذلك نصون ديننا ونبيّنا، ونذود عن حياض الإسلام بهذا الموقف الشرعي الواجب علينا، لأنّ ديننا يأمرنا به ويحضّنا عليه.

* بُوركت يا خادم الحرمين الشريفين بهذا الموقف الحضاري الإنساني المشرف.. لقد حققت ما كان شعبك وكافة عقلاء العرب والمسلمين يتطلّع إليه، من نقل مسألة الإساءات ضد الأديان والرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - إلى هيئة الأمم المتحدة، لإدانة المسيء، وتجريم المجرم..

* أشعر بسعادة بالغة تجاه هذا الموقف النبيل، فقد تمنّيت ذلك في مقالي بهذه الجريدة بعنوان: (صراع الديانات)، المنشور بتاريخ 30 سبتمبر 2012م ومما قلت فيه: (هل يتبنّى خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، من خلال برنامجه الحواري الأُممي هذا، نقل القضية إلى أروقة الأمم المتحدة، للحصول على قرار يجرم كافة الأعمال المسيئة للذات الإلهية والأنبياء والرسل وديانات الناس ومعتقداتهم..؟)

* ها هي الأمنية تتحقق.. فبارك الله في مليكنا المفدّى.

H.salmi@al-jazirah.com.sa
Assahm1900@hotmail.com
 

بُوركت يا (خادم الحرمين الشريفين)..
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة