ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 04/11/2012 Issue 14647 14647 الأحد 19 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

دروس مستفادة من حادثة الخميس
عبدالعزيز بن صالح العسكر

رجوع

 

قدر الله غالب، ولله الحكمة البالغة، وفي كل ما يمر بالمسلم في هذه الدنيا دروس وعِبَر، حري به أن يستخلصها كي يسعد في دنياه وأخراه، ولا تتكرر المصائب في حياته، وكما ورد في الأثر «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين». وما حصل يوم الخميس في مدينة الرياض من انفجار ناقلة غاز حادث أليم، راح ضحيته عدد كبير من الموتى والجرحى، نسأل الله الكريم أن يشفيهم. لكن يجب أن تأخذ الجهات المعنية والأفراد من ذلك الحدث الدروس والعِبَر التي تستخلص من أسباب الحادث ونتائجه.

ومن أهم الدروس المستفادة:

- أن حوادث المرور مصائب يعم ضررها؛ لذلك يجب العمل الجاد على أن لا يتولى قيادة السيارات، وبخاصة الكبيرة التي تنقل مواد خطيرة، إلا السائقون المهرة الأكفاء الذين توضع لهم اختبارات دقيقة، ويعطون دروساً وتوجيهات خاصة في التعامل مع السيارات التي يقودونها والتي تمر أمامهم أو بجانبهم ومفاجآت الطريق، ولا تكون العقوبات عليهم مثل العقوبات على غيرهم؛ فناقلة واحدة يمكن أن تقتل العشرات كما رأينا في حادثة الخميس، نسأل الله العافية والسلامة.

- تنظيم سير الناقلات الكبيرة والخطيرة يجب أن يُعاد النظر فيه؛ فيحدد لها أوقات للسير داخل المدن، كما يجب نشر الوعي بعدم الاقتراب منها، وكيفية التعامل مع حوادثها.

- التجمهر مشكلة تزيد الحوادث خطورة، وتضاعف خسائرها، وتعيق عمل الجهات المختصة في الإسعاف والإطفاء، علاوة على ما فيها من دلالة على الفضول وتبلُّد الإحساس لدى فئة من الناس، همهم التصوير، أو البحث عن شيء يأخذونه (غنائم) من مصيبة غيرهم، وقد حصل لي ذلك حينما فقدتُ بعض الأجهزة التي كانت معي قبل التعرض لحادث سير، وعلاج هذا الأمر يكون بنشر الوعي بخطورة التجمهر وأضراره، وبسرعة وصول الجهات الأمنية ومنعها للناس من التجمهر محافظة على حرمات الناس وأموالهم، وتيسير وفتح الطريق للعابرين.

- مهما يكن من أسباب لهذا الحادث وغيره، ومهما يتخذ من احتياطات ويُسنّ من نظم، يبقى المرء في خطر وهو في طريقه في سيارة مهما كانت ومهما كان الطريق؛ لذلك يجب تقوية العلاقة بالله تعالى، والاستعداد للمفاجآت، والصبر عند وقوع الحوادث، واحتساب الأجر في التعامل معها ومع المصابين، وعدم المبالغة في النقل وتهويل الأمور، أو (التفكه) بنقل أخبارها والتفاخر بنقل (الخبر اليقين) عنها.

إن حوادث السيارات بأنواعها مصائب يجب على المرء أن يحمد الله إن سلَّمه منها، ولا (يشمت) بمن وقعت له، أو يفتخر ويتلذذ بنقل أخبارها، إلا إذا كانت إشارات سريعة للعِبْرة فقط.

نسأل الله أن يغفر لموتى المسلمين ويرحمهم، وأن يشفي المصابين، ويخرجهم لأهلهم سالمين، وأن يقي بلادنا وأهلها المصائب والفتن والحوادث صغيرها وكبيرها.

الدلم

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة