ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 08/11/2012 Issue 14651 14651 الخميس 23 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رحل الفنان عبدالحليم حافظ عن الدنيا جسدًا، وبقيت روحه في حنجرة العالم العربي باقية لا تموت، ولن تموت.

ورعاية آثاره هي مسؤولية حكومية مصرية، نظرا لكونها تقع هناك، لذا فإن الأخبار المؤلمة عن تحوّل منزل العندليب الأسمر، في محافظة الشرقية إلى فرن للعيش البلدي ومخزنا لأكياس الدقيق، هو إهانة للفن، وللتاريخ الفني لمصر ولكل العرب، الذي كان ولا زال أحد أركانه هو الفنان عبدالحليم حافظ! لعل مصر تأخذ شيئا من التجارب الغربية في حفظ واستثمار بيوت أهل الفن، كما حافظت على معابد وقطع الفراعنة، ومتحف منزل “سيوة” الذي جاء باقتراح كندي، أو مقبرة توت عنخ آمون، التي وضعت لها إسبانيا نموذجا مصغرا طبق الأصل، وستهديه لمصر خلال الأيام المقبلة بمناسبة الذكرى التسعين لاكتشاف المقبرة.

إن هذه العناية بالآثار المصرية أمر جيد، وأنموذجا عربيا مُشرفا في حفظ الأثار والعناية بها، حتى وإن لم تكن تلك الآثار عربية، إلا أن قيمتها مستمدة من أرضها الفرعونية..

ومن خلال متابعتي لهذا الاهتمام والتعاون الغربي لرعاية هذه الآثار، دار في ذهني سؤالا، هو: لو كان الغرب يعرفون عبدالحليم حافظ، فهل سيتم التعامل مع منزله بهذه الطريقة المخجلة؟ إن الدول العربية بشكل عام، لا تهتم بتاريخ أهل الفن، مع أنهم جزء من تاريخها، لكن إذا ما قلت هذا الكلام فلا بد من استثناء “مصر” التي كانت مهبط الفن في العالم العربي، والبلد الذي أنتج العمالقة، بمن فيهم غير المصريين ممن توجهوا لها، ليجدوا فرصتهم وصاروا من العمالقة كالراحل فريد الأطرش وغيره.

وهؤلاء لو لم يأتوا إلى مصر لعاشوا وماتوا دون أن يعرفهم أحد! من يرى حال الفن في هذا الوقت، والأصوات المزعجة التي نسمعها، يؤمن بأهمية بقاء آثار عبدالحليم حافظ لتكون مزاراً يشهد على أنه في يوم من الأيام ظهر في العالم العربي صوتاً لن يتكرر، ولم يكن عبدالحليم حافظ نغما وأغنية، بل كان جزءاً من تاريخ مصر السياسي، فقد كان رمزا لثورة يوليو 1952م، وأغانيه هي تأريخ لها.

وجاءت ثورة 25 يناير وبعد أيام سيُكمل عمرها عامين، ولم يغنيها أحد، سوى بضع أصوات لا نستطيع الصمود في سماعها أكثر من دقائق.

حتى في الموقع الإلكتروني الخاص بالثورة، قدم قسم “أغاني الثورة” ألبومات عبدالحليم ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم في مقدمة الصفحة، أما الأغاني الجديدة فقد وضعت في ذيلها، وأنا هنا لا أعمم على الأصوات الجديدة أنها غير مقبولة، فهناك أصوات جديدة جميلة، لكنها بالطبع لن تصل إلى مصاف العندليب الأسمر، الذي كان يجلس الناس في حفلاته بالساعات منصتين إلى فنٍ راقي، أما في هذا الوقت فلا يتجه الناس إلى حفلات الفنانين إلا للرقص والضحك والتمايل على الكراسي، فمن اليوم بإمكانه أن يسمع طرباً دون أن يمل وهو جالس على مقعده بالساعات؟ إن تفريط الجهات المنوطة بحفظ هذا التاريخ وغيره، هو تفريط وطني و -عروبي- في ثروة لن تتكرر، أما التقليل والإهمال الذي يواجه البيت الذي ولد فيه عبدالحليم حافظ، هو إهانة للفن المصري والعربي، كلاهما لا ينفصلان!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
في مصر.. يُهان العندليب الأسمر!
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة