ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 08/11/2012 Issue 14651 14651 الخميس 23 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التجارب والحقائق العلمية تقول: ان ليس هناك إنسان من طبعه النسيان الكامل أو الدائم في كل الظروف، إذن ما سر هؤلاء الذين نراهم بيننا تنتابهم حالات من الشرود والنسيان، فأحدهم كثيراً ما ينسى أشياءه وأمتعته، حتى سيارته قد ينسى أين أوقفها هذا إذا وجد مفاتيحها ولم يتركها في مكان آخر، بل إنه يخرج أحيانا للعمل وينسى غترته وعقاله ثم يعود كرة ثانية في ذات الزحام، لدرجة إنني اقترحت عليه ترك نماذج من ملابسه الضرورية في السيارة ومقر العمل حتى لا يتعرض لتلك المواقف، هذا الرجل وهو من أقاربي ليس أبلها بل إنه مهندس حاسب آلي ويتقن عمله ويثق به رؤساؤه ويقدرون مهاراته، هو لا ينسى شيئاً يتعلق بأعماله الكمبيوترية لأنها من صميم اهتماماته وميوله منذ الصغر وهي راسخة في أعماق ذاكرته، في حين انه ينسى أشياء يعدّها ثانوية أو متأخرة في تصنيف درجة الاهتمام، هكذا يرتبها عقله الباطني دون تعمد منه، أو كما قيل بأن الإنسان لا ينسى إذا كان من الملائم أن يتذكر، فللعقل والذاكرة أولويات في التذكر والنسيان، وبالتالي فلا علاقة للموضوع بسنوات العمر إلا إذا اقترنت بمواقف عاطفية واجتماعية أسرية صادمة تنسي المرء مؤقتا بعض المعلومات والمهارات والخبرات التي مر بها، لذا قيل الذاكرة أحسن خادم للعقل والنسيان أحسن خادم للقلب، هذه التأملات دفعتني للقراءة فوجدت أن النسيان أصناف منها نسيان جزئي وشامل، ونسيان للحاضر ونسيان للأحداث، ومنه العابر والشامل العابر، وكل منها له درجة وحيّز في العقل وذاكرة الإنسان، وله أسباب قد تختلف جزئيا أو كلياً عن أسباب الأصناف الأخرى، كما أن هناك ما يسمى النسيان النفسي وله أسبابه وأوصافه، والأسباب غالباً صحية ونفسية، فالأولى تتعلق بضعف تثبيت المعلومة في الذهن وسوء التغذية والوراثة وأحيانا الشيخوخة، ووجود تلف دماغي على جانبي الدماغ بسبب إصابات سابقة، وللكآبة دورها ولاسيما مع الإعياء والكبت والضوضاء، وكذلك القلق وفقدان الأمن، واستنشاق هواء ملوث كما في بعض المصانع، أما عن الأسباب النفسية فهناك نظريات ثلاث أولاها (التضاؤل) حيث تضعف آثار الذكريات السابقة لعدم استعمالها وهي نظرية فيها أقوال بين المختصين، والثانية (التداخل والتعطيل) أي أن أوجه النشاط المتعاقبة التي يمارسها الإنسان يتداخل بعضها ببعض وينسي بعضها الآخر، والنظرية الثالثة (الكبت) فالرغبات المكبوتة قد تسبب نوعاً ودرجة من النسيان، ويقول مختون: إن العادات والمهارات لا تنسى بسهولة مثل المعلومات والألفاظ، فالمبادئ والاتجاهات والأفكار عصيّة على النسيان، ويضيف آخرون إن للعقل سعة محددة لا تتمدد ومع تزاحم المعلومات وتكدّس الأحداث يبدأ العقل بالمحو التلقائي لمعلومات قديمة وثانوية وإحلال الجديد والاهم مكانها، على أن كل الناس وفي كل الأعمار يمكن أن يحدث لهم (انغلاق مؤقت) بالذاكرة، وقالوا: انه يمكن التغلب على النسيان - وباختصار شديد - بالراحة بين أيام العمل والاسترخاء والترفيه البريء، وتجنب المخدرات والمسكرات والتدخين، وضرورة ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الطبيعية، ومن تجاربي فان قراءة القرآن الكريم بتمعن وتدبّر من أفضل منشطات الذاكرة وجلب الراحة النفسية وبالتالي التركيز.

t@alialkhuzaim
 

النسيان خادم القلب
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة