ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 08/11/2012 Issue 14651 14651 الخميس 23 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الفقيد عبدالله العبيدان والعيد في الطرفية

رجوع

 

مرت أعيادنا هذا العام وقد فقدت أسرتنا في رمضان لا ليست أسرتنا فقط بل بلدتنا الطرفية الشرقية فقدت علماً من أعلامها ورمزاً من رموزها طالما اعتلى منبر جامعها ومسجد عيدها فيعظ الناس ويرشدهم ويوجههم بنبرته المتميزة التي ألفها الناس فيصل كلامه إلى القلوب قبل أن يصل إلى الآذان وذلك لبساطة عبارته وإخلاصه في قوله إنه والدي الشيخ عبدالله بن محمد العبيدان غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وجعل الفردوس الأعلى منزله من الجنة.

ماذا عساي أن اقول عنه أو أن أصفه في يوم العيد وكأنني أنظر إليه وقد تهافت الجميع إليه ليقدموا له التهنئة بالعيد، فبعد أن ينزل من المنبر يتسارع إليه الكبار والصغار ليقبلوا رأسه إجلالاً وتقديراً واحتراماً له حتى بعد أن ترك الخطابة في السنوات الأخيرة لكبر سنه الذي تجاوز التسعين عاماً فقد بقي حب وتقدير الناس له بل ازداد ذلك الحب والتقدير والاحترام له لعلم الجميع أنه لا يريد بعمله منهم جزاءً ولا شكوراً بل يريد ما عند الله وبعد صلاة العيد يتوجه أبي إلى حيث المكان المعد لاجتماع الأهالي في الساحة الشمالية للجامع حيث يجتمع أهالي الطرفية هناك يتبادلون التهاني بالعيد ويتناول الجيمع غداء العيد سوياً فيشارك والدي الأهالي فرحتهم بالعيد ويبادلهم التهاني، ثم بعد ذلك تبدأ الزيارات المنزلية التي تمثل الوجه الحقيقي لترابط أهل بلدتنا الطرفية نسأل الله لها الدوام، فيبدأ أبي بزيارة أقاربه وأعيان البلدة في منازلهم، وكنا نشاركه تلك الزيارات ينتقل من بيت إلى بيت إلى أن ينتهي به المقام إلى بيته العامر الذي يكون غالبا قد اكتظ بمن حضر من أبناء الأسرة والأقارب والأهالي الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بالعيد فيشارك أبي الجميع فرحتهم بالعيد حتى النساء والصبيان لهم نصيبهم من أبي فكان حريصاً على إدخال السرور عليهم في هذا اليوم، والغريب في الأمر أنه ربما أتاه من يطلب منه الرقية في هذا اليوم فيحقق له طلبه فكان يرقي الناس حتى في يوم العيد فعلاً، كان لأبي في يوم العيد برنامج لا ينتهي إلا مع النوم ومع كل هذا الجهد الذي يقوم به في يوم العيد فهو لا يكتفي بذلك بل في صباح اليوم الثاني من أيام العيد يبدأ بجولة إلى مدينة بريدة لزيارة من لم يتمكن من الحضور في يوم العيد إلى بلدته الطرفية بسبب المرض أو كبر السن وكذلك زيارة المشايخ وطلبة العلم وكنت أحرص على مشاركته في هذه الزيارات برفقة العمين عبدالعزيز وسعد- حفظهما الله- اللذين كان لهما دور كبير في برمجة هذه الزيارات مع العلم أنه بعد عيد الفطر كان يبادر في صيام الست من شوال.. ولربما كرر الذهاب إلى مدينة بريدة عدة مرات لزيارة من لم يتمكن من زيارته أو لم يجده في اليوم الأول وللمعلومية فزيارة المقابر لها نصيبها من وقت أبي في أيام العيد، فقد كان يزور قبر والده ووالدته وأقاربه في يوم العيد وما بعده نعم هكذا كان برنامج أبي في يوم العيد وما بعده ولكن في هذا العام افتقدا أبي رحمه الله وافتقدنا معه الكثير وعرفنا أننا بدون أبي لا شيء.. حقا لقد كان العيد فمن سيطلب منا أن نشاركه تلك الزيارات بعد أبي لقد افتقدناها فعلا في أعياد هذا العام كما افتقدنا أبي.

أبي لقد كان وجودك في حياتنا مهما جدا لم ندرك ذلك حقيقة إلا بعدما رحلت عنا كنا في الأعياد السابقة نتسابق لنقدم لك التهنئة بالعيد ولكن في هذا العيد أصبح من نتسابق إليه تحت الثرى فأصابنا الحزن والأسى وعرفنا قدر تلك النعمة التي كنا نعيشها سابقا حينما كنت تعيش معنا وعرفنا في هذه الأعياد الحزن والأسى الذي كان يعيشه من فقد والده أو والدته أو كلاهما قبل ذلك فعرفنا أننا كنا سابقا في نعمة لا تقدر بثمن، أبي قد أنسى نفسي ولكن لا أنساك أبداً ما دمت على قيد الحياة، ذكراك دائما تدور في خلدي وصورتك لا تفارقني، ومحياك المشرق وابتسامتك العريضة وبشاشتك اللطيفة وهندامك المتواضع ومشيتك بالسكينة ونضارة وجهك وصفاء قلبك كل ذلك وغيره كثير اتفق عليه من يعرفك مما جعلهم يتفقون على حبك ويتأثرون ويحزنون على فراقك، أبي الكل يثني عليك في حياتك وبعد مماتك ووالله لم نسمع من يسبك أو ينتقصك أو يقدح فيك لا في حياتك ولا بعد مماتك، وهذا فضل ونعمة من الله فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وجعل الفردوس الأعلى منزلك من الجنة، وجعلنا وإياك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وجعل ما أصابك تكفيراً لسيئاتك ورفعة لدرجاتك اللهم آمين.

ابنك صالح بن عبدالله العبيدان - الطرفية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة