ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 08/11/2012 Issue 14651 14651 الخميس 23 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

لم يواجه مسؤولٌ أمني في بلادنا ما واجهه الأمير محمد بن نايف منذ أن اضطلع بمسؤولية الشؤون الأمنية إلى جانب والده المغفور له بإذن الله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز.. حينما تسلم الأمير محمد موقعه الوظيفي قبل قرابة الأربعة عشر عاماً (مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية) كان (الإرهاب) هو أهم تحدٍ حقيقي ومعقد تواجهه هذه الدولة منذ المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله. كانت قضية (الإرهاب) من التعقيد والتشابك والتداخل إلى درجة تجعل معالجتها في غاية الحساسية والخطورة في آن؛ فهي شكلاً تنطلق من منطلقات يزعم أساطينها أنها (شرعية)، وفي الوقت ذاته تُزايد على الشرعية ذاتها التي قامت عليها هذه الدولة منذ تأسيسها في حُقبها الثلاث؛ وهي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكان جميع أساطين الحركية الإرهابية وتُبّاعها ومنظريها ودعاتها ومموليها يزعمون أنهم من خلال العمل الإرهابي العنيف يناصرون الدين، ويُقيمون الشريعة، ويَتّبعون الدليل. لذلك كانت قضية مواجهة الإرهاب، أو سمه بلغة أدق (العنف الديني المسلح) قضية يُحتم التعامل معها إلى دقة وحذر وتؤدة وتروي، وفي الوقت ذاته إلى حزم وحسم وعدم إتاحة الفرصة لمن يتدرّع بالدين، ويتخفى من ورائه، ويتذرع بنصرته، من أن يُمرر مشروعه الدموي التخريبي؛ كان من يعالج قضية الإرهاب وتداعياتها أشبه ما يكون بالطبيب المطلوب منه استئصال ورم خبيث في منطقة من الجسم غاية في الحساسية والخطورة، فأي خطأ أو تساهل أو سوء تقدير في التعامل مع اجتثاث هذا الورم ستكون تداعياتها خطيرة على صحة وسلامة هذا الجسم، وقدرته على البقاء؛ وكانت القضية ليست فقط قضية جرائم كأي جرائم أخرى، وإنما قضية (ثقافة) وفكر؛ كان الدم والقتل والتخريب والتفجير هو التكوين الظاهر للعيان على سطح الأرض، بينما كانت الجذور تستمد هويتها من ثقافة موروثة تم انتقاؤها بعناية من إرثنا الثقافي، ومن ثم فبركتها، وإعادة إخراجها لتتواءم مع المفاهيم العصرية الثورية، وترويجها باسم نصرة الدين وإقامة الشريعة.

وكان التحدي ليس ثقافياً فحسب وإنما كان لقدسية المكان (بلاد الحرمين) من جهة، واتساعه من جهة أخرى (أكثر من مليوني كيلو متر مربع)، هو تحدٍ آخر لا يقل إطلاقاً عن التحدي الثقافي أو الديني؛ ناهيك عن تداخلاتها الخارجية، واستغلال كثيرين لظاهرة الإرهاب لتكون بمثابة حصان طروادة لتحقيق أهدافهم ومراميهم وأطماعهم.

في أجواء هذه القضية (العويصة) المعقدة والمتسعة والمتشابكة ابتدأ الأمير محمد عمله، وخلال قرابة العقد من الزمن أصبحت قضية الإرهاب الآن في حكم المسيطر عليها، وأصبحت مؤسساتنا الأمنية واحدة من أهم المؤسسات الأمنية في مكافحة الإرهاب في العالم كما يشهد بذلك الجميع، وهذا ما كان ليتحقق لولا جهود هذا الرجل، وعمله الدؤوب، وحزمه وحسمه، وجديته، وتفانيه، وحضوره، وقُربه اللصيق من العاملين معه، واستيعابه الكامل لتفاصيل القضية من كل جوانبها؛ حتى وصل الأمر بالقاعديين إلى استهدافه شخصياً، لأنهم كانوا يدركون أن الرجل الذي عرف كيف يواجههم هو محمد بن نايف، وأن تغييبه عن المشهد بمثابة حجر الزاوية لنجاح مخططاتهم وتحقيق غاياتهم؛ لذلك حاولوا تغييبه في قضية الاغتيال الشهيرة الفاشلة.

وإننا إذا نهنئ سمو الأمير محمد بن نايف على الثقة الملكية الغالية التي هو لها كفؤ بكل المقاييس، وتاريخه يشهد له بذلك، لا ننسى أن نشكر سلفه سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز على كل ما بذله من جهود سواء حين كان نائباً لوزير الداخلية أو حين تقلد مسؤوليات منصبه وزيراً للداخلية خلفاً للأمير نايف رحمه الله.

إلى اللقاء

 

شيء من
محمد بن نايف وزيراً
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة