ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 09/11/2012 Issue 14652 14652 الجمعة 24 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

انتشر مصطلح التغريب في محاولة لمنع التأثيرات الغربية على ثقافتنا الدينية والفكرية في فترة ما، واستخدم البعض هذا المعنى في خطابه الديني الموجه خصوصا للشباب خوفا من التمرد الفكري جراء نسخ ثقافة الغرب فيما لا يتناسب مع الدين الإسلامي.

ولكن استغرب أن تكون خشيتنا من التغريب محصورة في مفاهيم محددة دون ان نعي خطورة التغريب الثقافي على الهوية والثقافة المادية كما هي المعنوية في مساحات من حياتنا اليومية دون أن نعي، وسوف استعرض بعضا من الأمثلة التي ربما توصل المفهوم الذي أعنيه من هذا النوع من التغريب المنافي للهوية؛ فمع أننا حافظنا على سبيل المثال على لبس العباءة السوداء، من باب أنها شكل لمفهوم الرداء الإسلامي، إلا أننا تخلينا فيما دونها عن هويتنا بالابتعاد عن ما ارتداه من سبقنا، وإن كانت هناك عودة إلى اللباس التراثي في بعض المواسم كرمضان ووقت الاحتفال باليوم الوطني. وفي مجال العمارة، وبعد الطفرة، استحدثنا هوية إسلامية في تقسيم المنطقة المخصصة للضيوف في المنزل إلى قسم للرجال وآخر للنساء في حين لم تكن تسمح الظروف الاقتصادية سابقا بمثل هذه التقسيمات، واعتبر البعض المنطقة المفتوحة أو (المجلس الواحد) نوع من التغريب! ولكن ومن ناحية الشكل والأثاث والزخرفة، نسخنا بشكل مباشر من الغرب، سواء العناصر المعمارية كالأعمدة الإغريقية، أو زخارف الركوكو في الحيطان، أو الكنب الأمريكي أو الكلاسيكي الأوربي في الأثاث, وإن كان البعض يخصص (خيمة) أو مجلسا شعبيا ذا طراز محلي كنوع من الإضافة على المنزل!

في نهاية الأمر، الحديث عن التغريب الشكلي وضياع الهوية في المظهر هو ما نخشاه، وهو ما يجب أن نسعى لتغييره بالعودة إلى الاستلهام من الجذور، وإلا سنكون نسخة غربية (متأمركة) كما يصف الزائر الغربي مدينة الرياض حين يراها لأول مرة!

msenan@yahoo.com
twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D
 

إيقاع
الهوية الإسلامية والتغريب
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة