ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 09/11/2012 Issue 14652 14652 الجمعة 24 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الانتخابات الأمريكية لها مذاق خاص، تحدث كل أربع سنوات، ويراقبها عدد كبير من قاطني المعمورة، لما للولايات المتحدة الأمريكية من تأثير على العالم بأسره، وانتخابات عام 2012 التي جرت هذا الأسبوع كانت محتدمة، فاستطلاعات الرأي قبل الانتخابات كانت توحي بتقارب كبير بين المرشحين، ولم يكن الفارق بينهما ملموساً، لكن بعد بداية الفرز وظهور نتائج بعض الولايات المتأرجحة، أصبح الأمر محسوماً للرئيس أوباما قبل نهاية السباق.. كنت أتابع الحدث بشغف وعيناي كانتا منصبتين على أوهايو، وفلوريدا وكلورادو، إضافة إلى نورث كارولاينا، التي درست بها، وقد كسب الرئيس أوباما الولايات الثلاث بينما ذهبت أصوات نورث كارولاينا إلى المرشح الجمهوري ميت رومني، لكن بفارق أقل من المتوقع، وبعد تجاوز مائة مليون صوت من الناخبين البالغ عددهم نحو مائة وثمانين مليوناً اتضح للمرشح الجمهوري الذي أنفق على حملته أكثر من أربعة مليارات دولار أنه قد خسر السباق ولهذا فقد هنأ الرئيس أوباما.

لقد تملكني الإعجاب وأنا أستمع للمرشح الجمهوري رومني وهو يتحدث بثبات وثقة، وكأنه يلقي خطاباً في مناسبة احتفالية عادية، وليس اعترافاً بهزيمة بعد عناء كبير وأمل أكبر. كان ثابت الجأش، رزيناً يختار كلماته بعناية، لم يلتفت إلى الحملة ذاتها أو الاعتذار عن أخطاء ارتكبت وإنما كان حديثه منصباً على الأمل في مستقبل زاهر للولايات المتحدة، فقد قال: إننا ندعو للرئيس أن ينجح في قيادة الوطن، وهنأه على فوزه، وكان الجمهور المستمع له في غاية الأدب والتفاعل مع الكلمة، والالتفاف حول مستقبل البلاد. وكنت أتمنى من لاعبي كرة القدم وجمهورها الكريم أن يمعن النظر في هذا السباق المحموم الذي لا يمكن تعويضه، وانفقت عليه أموال طائلة، ومع هذا فإن الأمر ينتهي عند ظهور النتيجة، ليصطف الجميع وراء العمل المستقبلي.

الرئيس أوباما نجح لأن له شخصية مميزة، ولأنه خطيب مفوه، ولأن وراءه حزباً يحمل أفكاراً تحررية جعلت نسبة 54% من النساء يصوتن له، كما أن كثيراً من ذوي الأصول اللاتينية قد اصطفوا حوله، ماعدا المنحدرين من أصول كوبية، فقد أعطى الكثير منهم أصواتهم إلى المرشح الجمهوري رومني، بينما اختار أكثر العرب أوباما، أما اليهود فهم في الغالب يعيشون جمهوريين ويصوتون ديمقراطيين.

الاقتصاد كان العامل الأكثر تأثيراً في حملتي المرشحين بينما كانت الهجرة والسياسة الخارجية أدنى من ذلك بمراحل، وكان الرئيس أوباما في نهجه الاقتصادي يعد بخفض البطالة، وعدم رفع الضرائب على الطبقة المتوسطة والفقيرة، ورفعها على ذوي الدخول العالية، وخفض الإنفاق العسكري، وتلافى الحروب، وتحفيز الاقتصاد بضخ مزيد من الأموال، بينما كان المرشح الجمهوري رومني، يعد بعدم خفض الإنفاق العسكري، لبقاء أمريكا قوية، وخفض الميزانية، مع بقاء البرامج الصحية التي اقترحها أوباما، وكان يتلافى الإجابة عن كيفية توفير الأموال اللازمة لتحقيق متناقضات في هذا المجال.

وفي السياسة الخارجية، كان أمن إسرائيل وموضوع الصين هما الموضوعان المطروحان من قبل المرشحين، وكلاهما اتفقا على أن أمن إسرائيل خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأخذا في التنافس على من يقدم أكثر من صاحبه في هذا الموضوع، حتى أنه أُخذ على الرئيس أوباما عدم زيارته لإسرائيل، إلاّ أنه كان يجيب بأنه قد زارها عندما كان في الكونجرس. أما لماذا إسرائيل فهناك عوامل داخلية، ليس هنا مقام إيرادها، والصين دولة عظمى اقتصادياً وسياسياً ولهذا فقد تنافسا على إعداد العدة لمواجهة هذا التنين الذي استيقظ من سباته وأضحى يشكل عاملاً مؤثراً في العالم الذي ما زالت تنفرد به الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لم يستطع أحد المرشحين أن يقنع المتلقي بالطريقة التي سوف ينتهجها لإبطاء زحف هذا القادم رويداً رويداً والذي يطمح أن يكون في المقدمة.. وفي نهاية الأمر فإن لدى الرئيس أربع سنوات أخرى ولديه ستة عشر ترليون دولار ديون فما هو فاعل حيالها..؟.

 

نوازع
الانتخابات الأمريكية
د.محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة