ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 15/11/2012 Issue 14658 14658 الخميس 01 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

الأحاديث والقصص التي يرويها السعوديون الذين يُطلق سراحهم بعد اعتقالهم من قِبل السلطات العراقية تظهر لنا إلى أي مدى تغير العراق في ظل حكم الأحزاب الطائفية، فالأساليب التي يرويها هؤلاء الشباب المطلق سراحهم تظهر مدى الوحشية والسادية التي أخذت تسيطر على هؤلاء الحكام والسجانين الموكل إليهم حراسة المعتقلين عرباً وعراقيين.

المواطن السعودي العائد من سجون العراق عبدالعزيز العنزي، تحدث عن قصص مروعة لا يمكن أن تحصل في أي بلد وليس العراق، الذي كان بلداً حضارياً متسامحاً قبل أن يخربه الاحتلال ويقضي على ثقافة التسامح والتعايش أحفاد الصفويين.

عبدالله العنزي قُبض عليه داخل الأراضي العراقية من جهة عرعر، وكان وقتها ضمن الشباب الذين يبحثون عن (الفقع) في تلك المنطقة وقت الربيع، وهذه المنطقة من (جديدة عرعر) إلى النخيب داخل العراق تنتشر فيها القبائل العربية وخاصة قبيلة عنزة من آل هذال التي ينتمي إليها المواطن السعودي عبدالله. في أيام الود والجيرة الحسنة في ظل الأنظمة العراقية السابقة كان الشباب (والرعيان) يعبرون الحدود بعضهم (يتفكع) أي يبحث عن الفقع سواء في الأراضي السعودية أو العراقية المتداخلة، ويدخل (الرعيان) بـ(حلالهم) ولا يعرفون أنهم اجتازوا الحدود، كل الذي يهتمون به هو متابعة الكلأ والمرعى والأماكن التي يوجد فيها الفقع.

الآن ماذا يحصل في المناطق الحدودية، يتربص بها حرس الحدود من الجانب العراقي، وكان قبلهم المحتلون الأمريكيون للقبض على أي شخص يعبر الحدود، والتهمة جاهزة... (الإرهاب)!! شخص لا يحمل سلاحاً وكل الذي بيده (خشبة) ينبش بها الأرض بحثاً عن الفقع يصبح إرهابياً في نظر جنود بوش ومن بعدهم جنود المالكي!!

إرهابي الفقع عبدالله العنزي، ماذا فعلوا به خلال ثماني سنوات قضاها في سجون العراق، تنقَّل خلالها بين أكثر من معتقل لاقى فيها الويل والعذاب والتعذيب الممنهج. في البداية أرسلوه إلى سجون سرية لا يعرف حتى الآن أسماءها ولا أين تقع، ووُضع في زنزانة سوداء لم يعرف وهو داخلها الليل من النهار، قضى فيها شهرين، وبعدها نُقل إلى سجن أبو غريب السيء السمعة، ثم إلى سجن بادوش ثم سجن سوسة، وبعدها إلى سجن الرصافة ثم إلى سجن التاجي، ومنها أعيد إلى سجن الرصافة وبعدها إلى سجن (المطار كروير) ومن ثم إلى الرصافة، وأخيراً إلى سجن الترحيل.

كل هذه التنقلات والتجوال بين المعتقلات العراقية التي اكتسبت سمعة سيئة لما يمارس فيها من أساليب بشعة من التعذيب مخصصة للمعتقلين العرب، وطوال ثماني سنوات قضاها عبدالله العنزي لمجرد أنه عَبَرَ الحدود إلى العراق في منطقة تعتبرها القبائل العربية مناطق عبور للرعي، ولكن لأن الذين يحكمون العراق لا يعرفون هذه العادات وما اعتاد عليه العرب سواء في ظل حكم المحتلين الأمريكيين أو الصفويين فقد كُتب على عبدالله العنزي أن يدفع ثماني سنوات من عمره شهد فيها الذل والعذاب من قوم يدَّعون أنهم عرب..!!

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
إرهابي الفقع
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة