ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 16/11/2012 Issue 14659 14659 الجمعة 02 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

للتشاؤم أوجه عديدة وكائنات مشؤومة منذ القدم بنفوس البشر بداية من العصور الحجرية إلى وقتنا الحاضر فالغراب هو رمز التشاؤم عند العرب وألبوم كذلك والقطط السوداء لدى الشرق الأقصى فرؤية أحد هذه الحيوانات تأتي بالمصائب وللرقم 13 عند النصارى حكاية أخرى بالشؤم..

ولا يخلو مجتمعنا من هذه المعتقدات بنعت شخص أنه وجهه نحس «وجه النكبة أو غراب البين» عندما يُقبل تأتي المصائب خلفه كل تلك الكائنات لها مدلولات للتشاؤم جُلها ترتكز على خلفيات من قصص وحكايات توارثتها الأجيال تلو الأجيال لمعتقد التشاؤم.

وليس الغريب هنا بل الغريب عندما يكون الجمال وروح الطفولة لب التشاؤم في لوحة الطفل الباكي من المؤكد أن كلنا نعرفها والمنتشرة في الثمانينات من القرن الماضي وقد ازدانت حوائط منازلنا بها بالرغم من أن ثقافتنا وتقاليدنا لا تمت بأي صلة لتلك اللوحة إلا أنه طفل حزين فقط فشهرتها العالمية ارتبطت بمفهوم التشاؤم هي لوحة للفنان الإيطالي جيوفاني براغولين تصور طفلاً ذا عينين واسعتين والدموع تنساب من على وجنتيه هيئة طفل تشعر الرائي بالحزن والشفقة وتحرك المشاعر الإنسانية بعمق, لكن قصتها غريبة بعض الشيء، ففي العام 1985م نشرت جريدة الصن البريطانية سلسلة من التحقيقات عن حوادث اندلاع نار غامضة كان البطل فيها هذه اللوحة بالذات.

كانت اللوحة ذات شعبية كبيرة في بريطانيا، حيث كانت تعلق في البيوت والمكاتب باعتبار مضمونها الإنساني العميق, لكن الصحف ربطت بين اللوحة وبين بعض حوادث الحريق التي شاهدتها بعض المنازل والتهمت فيها النيران كل شيء عدا تلك اللوحة وتواترت العديد من القصص التي تتحدث عن القوى الخارقة التي تتمتع بها اللوحة وعن الشؤم الذي تمثله، وكلما وقع حريق في مكان تشكل تلك اللوحة عنصراً فيه.. كلما أتت النيران على كل شيء وأحالت المكان إلى رماد إلا أن الطفل الباكي -وحده- كان ينجو من الحريق في كل مرة ودون أن يمسه أذى.

ولم تلبث الجريدة أن نظمت حملة عامة أحرقت فيها آلاف النسخ من هذه اللوحة، واستغل الناس الفرصة ليُخلصوا بيوتهم من ذلك الضيف الصغير والخطير ومن يومها أصبح كل من يعتبر الطفل الباكي نذير شؤم وعلامة نحس عازفاً عن شراء أي منظر لطفل حزين ذي عينين واسعتين لكن ذلك كله لم يؤثر في الكثيرين ممن اعتادوا على رؤية اللوحة والإعجاب بفكرتها ومحتواها الإنساني.

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي
 

البعد السابع
للتشاؤم.. ولوحة الطفل الباكي..!
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة