ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 16/11/2012 Issue 14659 14659 الجمعة 02 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التقط الشعب الأمريكي أنفاسه بعد انتهاء مشهد السباق الانتخابي المحموم والأكثر تشويقاً وإثارة في تاريخ الانتخابات الأمريكية متجاوزاً في ذلك قضية اللون والعرق والجذور في اختيار المرشح المناسب للبيت الأبيض.. وحُسِمت النتيجة النهائية لصالح الديموقراطي ذي الأصول الإفريقية الذي نجح في كسر قيود ثقافة العنصرية في بلدٍ متعدد العرقيات..

لقد أحرز هذا الرجل انتصاراً مذهلاً بعد أن اعتقد الكثير أن تجربة المنافسة التي حدثت قبل أربعة أعوام لن تكرر نفسها بفوزٍ وانتصار... ولكن وكما في معركة الانتخابات الأولى... ورغم الحملة الشرسة التي شنها الحزب الجمهوري على أوباما وسياسته استطاع أن يحتفظ بمنصبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لولاية ثانية هي الأولى في أعقاب الثورات العربية وما فرضته من تحولات على خارطة العالم العربي وما أفرزته من واقعٍ معقدٍ ومركب أثار الكثير من التكهنات حوله.. لكن وبعد هذا الانتصار وبعيداً عن كل الفرضيات التي يُراهِن عليها الكثير.. وبعيداً أيضاً عن السياسة الدولية ومالها من موازين وما عليها من متطلبات تبقى الولايات المتحدة الأمريكية بحجمها وثقلها هي من يصنع ويُصيغ القرار السياسي واضعة في اعتبارها ثبات أهدافها وتطلعاتها المستقبلية القائمة على لعبة المصالح ولربما هذا هو سر اهتمام العالم بأكمله بالانتخابات الأمريكية لما لها من انعكاسات إما سلباً أو إيجاباً على قضايا دولية عديدة بما فيها بالطبع القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط والتي أرهقت شعوب هذه المنطقة وخيبت آمالها في الوصول إلى حلول تروي نفوسها المتعطشة للاستقرار وتدفع بعجلة التنمية في أوطانها.. كالملف النووي الإيراني والوضع السوري وما يعانيه شعب هذا البلد... وصعود التيار الإسلامي بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي.. هذا إلى جانب القضية الفلسطينية التي باتت رهينة التطورات والأحداث المتسارعة والساخنة والتي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.انتصار أوباما في الانتخابات الأكثر تكلفة في التاريخ الأمريكي.. وتجديد الناخب الأمريكي ثقته في رئيسه وتسارع قادة دول العالم إلى تهنئته بهذا الفوز يضع الرئيس الأمريكي المنتخب لولاية ثانية أمام امتحان عسير يواجه فيه جملة تحديات صعبة وقضايا شائكة... بدءاً من الداخل الأمريكي ومجتمعه المهووس بحلم الاستمرار في التسيد العالمي.. مروراً بالهم الاقتصادي والهاوية المالية التي تُعد الأسوأ من نوعها في التاريخ الأمريكي... لتأتي السياسة الخارجية التي كان حضُورها محدوداً في الانتخابات الأمريكية أمام حضورٍ قوي للوضع الاقتصادي والذي هو بمثابة جبل الجليد في عمق فكر المواطن الأمريكي. ورغم التحديات الداخلية التي تنتظر الرئيس الأمريكي إلا أن أجندة الملفات الخارجية تبقى ماثلة وبقوة أمامه فلعبة المصالح أكبر من أن تقفأمام قراءة أي حدث من الأحداث في ظل التوجهات السياسية الأمريكية دون أن تأخذ بعداً حقيقياً يرمي إلى تحقيق المصالح والدفاع عنها.تركة ثقيلة أمام الرئيس الأمريكي.. فإذا كان بذكائه وحضوره قد استطاع تحسس أجزاء مهمة من نبض الشارع الأمريكي عندما لامس قضاياهم الحياتية مباشرة فإنه أدرك تماماً بأن السياسة الداخلية ليست بمعزلٍ عن السياسة الخارجية... بل هي انعكاس للسياسة الداخلية ووجه آخر من وجوهها.. لهذا فإن الاختبار الحقيقي يكمن في مدى قدرته ونجاحه لتجاوز السياسات الخاطئة على الصعيد الخارجي ولعب دور أكثر إيجابية على المستوى العالمي بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص..الحمل قاس لكنه يبقى من المجسات الأساسية لسياسة أوباما الإستراتيجية لمواجهة أخطبوط التحديات.. واستئصال شأفة إرثٍ ثقيل من الفشل والإخفاقات في إيجاد حلول لكثير من القضايا الهامة والساخنة ألقت بظلالها القاتمة على منطقة الشرق الأوسط.. نجاح أوباما في تخطي كل التحديات التي تواجهه هو مفتاح لفرص كبيرة للسلام الذي تنشده كل الشعوب فهل يتمكن أوباما (2) من الصمود أمام تحديات هذا الزمن الصعب....؟؟

zakia-hj1@hotmail.com
Twitter @2zakia
 

عود على بدء
أوباما (2) والزمن الصعب
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة