ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 18/11/2012 Issue 14661 14661 الأحد 04 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ما الذي يعنيه حادث المجموعة الإرهابية؛ التي حاولت الاستيلاء على سيارة دورية من حرس الحدود؛ بين المملكة واليمن في محافظة شرورة التابعة لمنطقة نجران؛ ومن ثمّ التسلل بها إلى التنظيمات الإرهابية داخل اليمن؟

) أعتقد أن الحادث نوعي بشكل ما؛ لكونه شكل استهدافاً مباشراً لرجال الأمن.. هذا أولاً. ثم لعدد الإرهابيين المكونين للمجموعة - (12 إرهابياً) - كلهم من السعوديين إلا واحداً من اليمن. ثم كون أحد عشر إرهابياً من المجموعة؛ لهم جذور وصلة بالفئات الضالة والإرهابية، والأعتى والأمر من هذا كله؛ أنهم ممن سبق أن أوقف لارتباطه بجرائم وأنشطة إرهابية، ثم أطلق سراحه، مستفيداً من (برنامج المناصحة) الذي تبنته الدولة، واستفاد منه عدد كبير من الموقوفين على ذمة قضايا لها صلة بالإرهاب في المملكة.

) قراءتنا لهذا النوع من الحوادث؛ يجب ألا تتوقف عند كونه حادثاً أمنياً عادياً، فهناك حوادث أمنية كثيرة عادة؛ تجري على الحدود مع دول الجوار؛ بسبب التهريب أو التسلل أو غير ذلك، لكن حادث شرورة حادث مختلف، ويمس الحالة الأمنية في عموم المملكة بدرجة كبيرة، وليس حدودها مع اليمن فقط.

) الجماعات الإرهابية التي خرجت من عباءة التطرف الديني في المملكة، عاثت فساداً في البلاد، وروعت كافة العباد، ووضعت نصب أعينها الدولة والمجتمع معاً.. كيان الدولة وأمن الشعب. هددت الوحدة الوطنية، وسعت إلى الترويع، وخططت لزعزعة استقرار الوطن وأمنه، ثم دحرها الله وأخزاها، لأن المجتمع السعودي كان واعياً بألاعيبها البخيسة، مدركاً لأهدافها الرخيصة، ومساعيها الخبيثة، فوقف مع دولته، وانتصر بالله ثم بوحدته ورجال أمنه، وقدم من التضحيات ما هو غال ونفيس، حتى ينتصر الحق، ويندحر الباطل، ورأينا على مدار عدة سنوات فارطة، كيف أن عشرات ومئات من المواطنين من رجال الأمن ومن غيرهم، قدموا أرواحهم الغالية فداءً لوطنهم، وكم من المنشآت والمرافق العامة والخاصة؛ فُجرت ودُمرت، بحمق الحمقى، وسفه السفهاء، الذين باعوا دينهم، ورخَّصوا ضمائرهم، ورضوا أن يكونوا أذناباً للقاعدة في وطنهم، وضد مجتمعهم.

) الوطن عزيز بأبنائه، قوي بعزائم قادته، وفدائية رجاله، مُصان بدماء شهدائه، فلكي يبقى على ذلك من العلو والرفعة والعزة؛ لا بد أن يُحمى من شرار أبنائه، فليس كل أبناء الوطن أوفياء مع وطنهم، ومع أن هؤلاء الأشرار الأوغاد؛ قلة وشرذمة، إلا أن خطرهم أكبر على وحدة الوطن وأمنه واستقراره، ومن حق الوطن على أبنائه، الأخذ بيد من حديد، على كل عابث به، ومن حق كل شهيد قدم روحه فداءً لوطنه، أن يُقتص له من هذه الشراذم المستهترة العابثة، وأن يقام الحد على كل إرهابي ثبت جرمه في تكفير أو تفجير أو قتل أو تخريب، وأن لا تُعطى الفرصة للاختراق من باب (المناصحة)، فعدد من هؤلاء المنَاصَحين الذين انتكسوا؛ إنما يمارس خداع الدولة والمجتمع معاً، والسخرية من قضاء المملكة، ومن قضاتها، فالعدد الكبير من الإرهابيين الذي شكل خلية محاولة التسلل من الحدود في شرورة - كما قال بذلك بيان وزارة الداخلية - هو ممن استفاد من حلم الدولة وتسامحها، ثم خادع المنَاصِحين في (برنامج المناصحة)، وأظهر التوبة والرغبة في العودة إلى جادة الصواب، لكنه ما إن خرج من هذا الباب؛ حتى انتكس وارتكس، وعاد إلى سابق عهده، من فكر ظلامي، وفعل ضلالي، وأراد الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في اليمن، التي تستغل الوضع المتفكك إدارياً وأمنياً هناك، لترتيب أمورها، وتنظيم صفوفها، ومعاودة العمليات الإرهابية ضد المملكة واليمن معاً.

) لست ضد المناصحة؛ هذا إذا كانت موجهة إلى من لم يُكفِّر ولم يُفجِّر، ولم يكن له صلة بقتل، أو تدمير وتخريب، ومن ثبت أنه يرجى برؤه من الافتتان بشيوخ التكفير وأرباب التفجير.

) المعضلة هي في استغلال المناصحة للتملص من حكم شرعي متوجب، نتيجة فعل إرهابي هدد وحدة الوطن، أو أزهق دماً بريئاً من مواطني هذه البلاد، أو من المقيمين فيها، ومن رجال الأمن الذين يشكلون خط الدفاع الأول في حماية المنجز الحضاري في الوحدة الوطنية لوطننا العزيز.

) رب ضارة نافعة .. فالمنتكسون من أرباب الإرهاب في خلية شرورة، يعطون دلالة واضحة وجلية، على أنه ليس كل من نُوصح انتصح، ولا كل من استتيب تاب، وأن عدداً منهم يمارس بكل صفاقة؛ الكذب والخيانة والغدر، ولهذا وجب الحذر، ووجب كذلك؛ أن يتصدى الدعاة في برنامج المناصحة أنفسهم قبل غيرهم، لهذه الظاهرة الخطرة الآن، فينكرون على المرتدين تدليسهم وزيفهم، ويكشفون لنا بكل وضوح؛ من يُناصِحون بالضبط..؟ ومن لا يُناصِحون..؟ وعلى أي أساس تجري المناصحة..؟ وهل يستفيد منها كل موقوف هكذا دون معايير تحكمها..؟!

) لكي نحمي الوطن، ونحافظ على وحدته، ونصون منجزاته ومكتسباته.. ولكي ننصف شهداء الواجب، من رجال الأمن، ومن غيرهم من المواطنين، لا بد أن نحذر خداع المخادعين، وتدليس المدلسين، بأن نقنن عمل المناصحة، حتى لا نؤتى من مقتل.. إن كثيراً من الأحناش البشرية، الوالغة في الأفكار الضالة، والمتمرسة في أعمال العنف، إنما تغير جلودها للمراوغة والخداع.. فالحذر الحذر أن تراوغ القائمين على برنامج المناصحة، وأن تخدع المواطنين بأن تندس بينهم لتمرير أجندتها الخبيثة.

H.salmi@al-jazirah.com.sa
Assahm1900@hotmail.com
 

حتى نحمي (الوطن).. وننصف (شهداءه)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة