ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 24/11/2012 Issue 14667 14667 السبت 10 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السفرُ عبر الذاكرة مطلبٌ حينًا ممن تمتلئَ خزانتُه بما يَفيض ويُفيض، ومهربٌ حين تتجاوزُ معضلاتُ الأمة حجمَ الكلمات؛ فنلتفت إلى ما قيل ويقال ولا نلقى جديدًا، وبعد سيطرة وسائط التقنية التي جعلت الصامتين يحكون والمتكلمين يسهبون والهارفين يعرفون باتت الساحاتُ مزدحمةً بمن يسكنون حواريَها وحواشيَها حتى اكتظت الأرصفةُ وضاق الفضاء.

* تعرت مشكلاتُنا كلُّها فلم تعد واحدةٌ منها مستترةً مهما كانت حساسيتُها أو سريتها، وفي زمنٍ قيل إن المسؤول قد يكون معزولا عن الواقع لكنه اليوم في قلبه وعمقه ولا يخفى عليه ما كان الحاجبُ يحجزه.

* درّسونا يومًا أن «الكتابة بدئت بعبد الحميد وخُتمت بابن العميد»، وابتسمنا غيرَ مصدّقين، وعددناها من مبالغات وسجعِ الأقدمين فلا هي افتتحت بذاك ولم تنتهِ بهذا، وكما وهمَ «فوكوياما» حين حدّد نهاية التأريخ بالسيطرة الإمبريالية فإن عالم الكلمة والمتكلمين لا يدينُ لمثل هذه الأحكام القطعيّة.

* لايذكر أنه وقع في غرام «الناصرية» مثلاً ولم يفتتن بزعيمها الذي رحل وصاحبكم لم يبلغ الحلم لكنه لا يراها المشكلة الوحيدة كما أنها ليست الحل الأمثل؛ ما يعني أن تطرف الأحكامِ بالسوءِ أو بالحُسن لا تعني غير انفعالاتٍ عاطفيةٍ أو هوًى مائل، وكذا؛ فالسلفيةُ ليست معصومةً ولا موصومةً كلُّها، والتيارات الأخرى جزءٌ من النسيج الاجتماعي والثقافيّ: لهم وعليهم؛ فلا معنى للجور أو الثناء المبالِغين بحق الإخوان والليبراليين والجهاديين وغيرهم.

* يبقى السؤال: هل نحن بُرآءُ من التحيز مخلصون للموضوعية؟ بالتأكيد: لا؛ إلا من علا على ذاته وسماته، ويذكر أنه قرأ كثيرًا في قضية الإخوان مع عبدالناصر وتعاطف مع ما أصابهم من تعذيبٍ وقتلٍ وإقصاء، وما يزال يرى «سيد قطب» شهيدَ رأيٍ ولو اختلف معه في بعض مناحي تفكيره وتحديدًا ما يخصُّ تكفير المجتمع موقنًا في الوقت ذاته بمشروعية الحاكميةِ لله دون تبرير وجود وحدود المؤسسات والسلطات «الثيوقراطية» المتشددة.

* نحن مرتهنون لمُعاملي «التربة والتربية»، ويبقى حريًا بالباحث المنصف أن يقترب من الحق فيشخصَّ القضايا ولا يشخصنَها، وفي الوقت الذي كان فيه شيخنا يُقرئنا كتاب «محمد قطب» (شبهات حول الإسلام) في درس المطالعة الحرة فقد اختار صاحبكم أن يقرأ كتاب (العقل المنطلق) الذي ترجمه «فؤاد زكريّا» ولم يجد نفسه متناقضًا بين اتجاهين متصادمين كما يدّعي من يسعى لإخفاتِ صوتٍ وإعلاء آخر.

* يستفحل الداءُ حين يعزُّ الدواء، وما نمارسه في أدبيات الجدل وأدٌ لمشروعات التقارب وسدٌ لمنافذ الخروج، ولا ضير أن نحبَّ شيخًا وليبراليًا معًا، ونقرأ لمعممٍ ومعلم، ونعتمرَ بمكة ونصطافَ في جنيف؛ فكذا جُبِلنا ولو أنكر المؤدلجون.

* الاعتدال نهج.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

اثنان في واحد
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة