ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 25/11/2012 Issue 14668 14668 الأحد 11 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يبدو أن السيدة السعودية -أكثر من غيرها- تثير شهية الذكور (أشباه الرجال) للضرب والاعتداء عليها!..

يتلخص الخبر المؤلم حول قيام زوج خليجي بالاعتداء على زوجته السعودية بالضرب وسرق هاتفها الجوال تحت التهديد بسلاح الكلاشنكوف والتهديد بالقتل ومن ثم هروبه!!.. وهذا الخبر يكاد ينفي وحشية بعض الرجال السعوديين فقط وضربهم زوجاتهم، بل وقتلهن.

والقاسم المشترك بين معظم الحوادث -إن لم يكن كلها- هو سوء العلاقة الزوجية والخلافات الدائمة التي يتمخض عنها العنف والإيذاء؛ برغم التوجيهات الشرعية في هذا الخصوص حول تنظيم تلك العلاقة واحترام الميثاق الغليظ.

وما يفاقم العنف هو الصمت إزاءه وعدم إبلاغ الزوجة والديها وأهلها، باعتبار أن ذلك يدخل ضمن أسرار البيوت أو هكذا يفهِّمها الزوج! فضلاً عن رغبة الزوجة الاستمرار بحياتها الزوجية لخوفها من تعريض الأسرة إلى التفكك، والأبناء إلى التشرد، مهما كان العنف ينال من كرامتها وإنسانيتها.. وإدراك الزوج لهذا السبب هو ما يجعله يعاود الاعتداء عليها حتى أمام أبنائها، وهو ما يقود إلى كراهية الأبناء لوالدهم والخوف منه، والتعاطف مع أمهم، أو احتقار موقفها الضعيف بعدم رفضها ذلك بكل السبل الممكنة سواء بإبلاغ أسرتها أو الجهات الأمنية المختصة.

وبحسب إحصائية لهذا العام ذكرتها عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عالية آل فريد أن 93% من الزوجات السعوديات تمارس ضدهنّ أشكال العنف من جانب أزواجهن وأن 87% من الزوجات المعنفات لم تلجأ إحداهن للشرطة مباشرة لطلب المساعدة وحمايتها من العنف, وأن 84.7% من الزوجات المعنفات يطلبن الطلاق.

وفي دراسة أجراها (مركز رؤية للدراسات الاجتماعية) لاحظ وقوع العنف على20% من الزوجات صغيرات السن ما بين 18 إلى 19عاماً وأن 25% من الأزواج المعنِفين في الفئة العمرية من 20 إلى 29عاماً.

وهذه الإحصائية مريرة جداً، وتشير إلى ظهور فجوة بين الزوجين إما بعدم التكافؤ الفكري أو العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأخلاقي.

وما يفجع هو التعاطف الاجتماعي مع الرجل العنيف، وردّ جميع أشكال العنف الصادرة منه إلى تعاطي المخدرات والمسكرات والتسليم بها، وترديد عبارة (فلان رجل وحبيب، والنعم! ما يسويها وهو صاحي، لكنه مبتلى، ادعوا له) بدلاً من الوقوف في وجهه وردِّه عن غيه السلوكي والحرص على نشوء أسرته بمأمن منه. وتلك السلوكيات السيئة ليست ابتلاء ربانيا بل إنها عدم اكتراث بأسرته ولا مبالاة في مسؤوليته تجاهها.

والحق أنني كنت أتوقع أن العنف يختص بالرجل السعودي فقط، ولكنني تأكدت أن السبب هو المرأة السعودية التي كبلتها القيود الاجتماعية فسلبت إرادتها وجعلتها فريسة للعيب والاستنقاص، فضلاً عن تخاذل بعض الآباء من جهة عن نصرة بناتهم، ومن جهة أخرى تجاهل المسؤولين لهذه المشكلة المزمنة.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
السيدة السعودية.. مضروبة مضروبة..!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة