ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 25/11/2012 Issue 14668 14668 الأحد 11 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

أبو متعب: فألك العافية..!!
حاسن البنيّان

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان مرض بعض زعماء الدول في زمن مضى، خاصة في ظل حقبة المد الاشتراكي في الخمسينيات والستينيات الميلادية من القرن الماضي، يعد مرضاً سياسياً، ومن أسرار الدولة العليا الذي يحظر إفشاؤه أو التعرض له بالحديث بين أبناء الشعب أو في وسائل الإعلام، تحت طائلة عقوبات مشدّدة تصل إلى الإعدام، بل يصل الأمر إلى تكتيم الأفواه عن الإعلان رسمياً عن وفاة هذا الزعيم أو ذاك، الذي يبقى جثمانه محفوظاً في خزائن أسرار الدولة (المثلجة) عدة أسابيع حتى يأتي (الإذن) بإفشاء هذا (السرّ) الخطير الذي لم يعد سراً..!!

هذا ما تعارفنا عليه في زمن الأنظمة الشمولية أو تلك التي عاشت عهوداً وراء ما يسمى حاجز (الستار الحديدي) التي تضيّق على وسائل الإعلام إلا بما يخدمها..!!

ونحن نتذكر قادة دول شهيرون مثل ليونيد بريجينيف وجمال عبد الناصر وجوزيف بروز تيتو وحافظ الأسد وغيرهم، تعرضوا في حياتهم لأمراض مستعصية وخبيثة وأمضوا سنوات عديدة يعيشون في غموض وسرية تامة يتلقون العلاج في مستشفيات خارجية في دول تدور في نفس الفلك أو تزورهم وفود طبية لمعالجتهم دون أن يعرف أحد من أبناء الشعب عبر وسائل إعلامه المكبلة بالقيود شيئاً عن مثل هذه الحالات حتى في الكشف عنها عند إعلان الوفاة بعد أسابيع أو أشهر من حدوثها..!!

كان لابد لي من هذه المقدمة لمجرد المقارنة بيننا وبينهم، لهذا يجدر بنا أن نحمد الله أولاً لأننا لا نعيش كشعب وراء (ستار حديدي) مع قادتنا بدءاً من عهد المؤسس الملك عبد العزيز (غفر الله له) الذي تذكر كتب التاريخ أنه أصيب ذات مرة في إحدى معارك التوحيد، إصابة بالغة في بطنه، فسارع الى إعلان سلامته - ولم تكن وسائل الإعلام المعروفة موجودة في ذلك الزمن - ولكن عن طريق (طلب إعلان زفافه) في جرأة وشجاعة غير معهودة ليطمئن أهله ويرفع من معنويات جنوده ويعزز ثقتهم في قيادته، فعرف القاصي والداني أن (عبد العزيز) بخير، وأن صحته تقوده لخوض كافة (المعارك)..!!

هذا في زمن الملك عبد العزيز، وعندما جاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، متعه الله بالصحة والعافية وأطال عمره في طاعته وخدمة شعبه وبلاده وأمته العربية والإسلامية، تلقينا عبارة جديدة، لم يسبق لنا أن عهدناها في بيانات الديوان الملكي السعودي، خاصة خلال الفترة الماضية التي مر بها (أبو متعب) - حفظه الله - بالوعكة الصحية نتيجة الانزلاق الغضروفي في الظهر وهذه العبارة لمن مرّت عليه دون أن يقف عندها ملياً، وهذه العبارة جاء في نصها: «تمشيّاً لمبدأ الشفافية الذي انتهجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود فيما بينه وبين أبنائه وبناته من شعب المملكة العربية السعودية ضمن البرنامج العلاجي الذي وضع لمقامه الكريم..»

والملك عبد الله نفسه عرف بين أبناء شعبه قبل بيانات الديوان الملكي بالشفافية والصراحة والوضوح، فهو سبق له أن أعلن قبل نحو عام في حشد كبير من زواره من الأمراء والعلماء وكبار مسؤولي الدولة وأعيانها أنه ربما (يعاني من عرق النسا) باعتقاد البعض أو كما قال في عبارته الشهيرة أمام زائريه:» قلنا وش هذا العرق الخبيث وإلا فالنساء ما شفنا منهن إلا كل خير..»!!

لهذا فليس غريباً أن يحبه شعبه، لأن هذا الشعب يدرك جيداً أن (أبا متعب) قريب منه ويعيش أوضاعه ومتطلباته وأمانيه، وهو يعمل بما يرضي ربه عنه وضميره، والذي يطالع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الجديد هذه الأيام، يشاهد نماذج نبيلة من مشاعر الحب والولاء بين الشعب وقائده عقب نجاح جراحة تثبيت التراخي في الرابط المثبت أعلى الظهر لخادم الحرمين الشريفين وتماثله للشفاء، ومن الطبيعي أن يقام سرادق ضخم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالقرب من الجناح الذي يمضي فيه الملك فترة نقاهة بعد الجراحة الدقيقة والذي يضيق - أي السرادق - بزائريه من أبناء الأسرة المالكة وكبار الشخصيات وأبناء الشعب الذين جاؤوا للتعبير عن مشاعرهم الوطنية وسعادتهم الغامرة بنجاح العملية الجراحية، ومثل هذه الصور المعبّرة عن تلاحم وتقارب الشعب مع قيادته لا نجدها إلا هنا، حيث لا ستار حديديا ولا أبواب مغلقة بين الملك وأبناء شعبه..!! و- بمشيئة الله - سيعود الملك قريباً إلى قصره وإلى مكتبه وإلى شعبه.

فاللهم احفظ لنا هذه النعمة، نعمة الخير، نعمة الأمن، نعمة حب أبناء الوطن لقائدهم وحب القائد لأبناء الوطن..

- أيوا (أمريكا)

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة