ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 26/11/2012 Issue 14669 14669 الأثنين 12 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

انظر حولك وتأمل.. كم شخصا تعرف مصاب بمرض السكري؟ لابد أنك تعرف أنه مريضا أو اثنين ابتلوا بذلك الداء الذي يعاني منه حسب الإحصائيات الحديثة ربع الشعب السعودي, وسط تقديرات محتملة بارتفاع النسبة ما يضعنا في المرتبة الثانية عالميا بنسبة الإصابة به, وهو الأمر الذي يهدد حياة 4 مليون سعودي.

تلك الإحصائيات وما يصاحبها من تداعيات مخيفة وخطيرة, تجعلنا نقف طويلا أمام هذه الأرقام المفزعة ونتساءل من الذي جعل السعودية تتصدر القائمة مع بضعة دول تعدادها السكاني أضعاف عدد سكان المملكة وتحصد هذه النسب المرتفعة؟ هل أسلوب حياتنا الذي تكثر في حلاّت الأرز والأطعمة والحلويات الدسمة, ويكاد ينعدم الوعي بأهمية ممارسة الرياضة ودورها في الارتقاء بأسلوب حياتنا, وهو ما تؤكده الإحصائيات التي ذكرت بأن السعوديين هم ثالث أكسل شعوب الأرض لأنهم لا يمارسون أية نشاط بدني أو حركي, حيث إن الخادمة تقوم بشغل المنزل وهي في الخمسين والستين أحيانا بكل نشاط وأريحية, ويصاب أبناؤنا بالتعب والخمول جراء أي نشاط بدني مهما كان بسيطا, والسائق ينقلنا من محطة إلى أخرى مهما كانت المسافة قريبة, هذا النمط الخامل والكسول يبدأ مبكرا ًمع الطفل السعودي الذي اعتاد أن تقوم الشغالة بالتنظيف خلفه, وجلب كل ما يأمر به حتى ولو كان كوبا من ماء, ثم يذهب الى المدرسة فيمارس حصة “تربية بدنية” واحدة في الأسبوع أمام زحمة المواد النظرية الأخرى, هذا إن كان ذكرا أما اذا كانت أنثى فهي ممنوعة أصلا من ممارسة الرياضة في المدارس بناء على فتاوى بعض المشايخ! عدا أنه لا يوجد مضامير للمشي في المدينة سوى في أماكن محدودة قد تبعد عن منزلك عشرات الكليومترات, ما يجعلك تحجم قبل أن تقدم للممارسة رياضة المشي أما في مدن المملكة الأخرى فلا أعتقد أن الحال أفضل من العاصمة.

وبالنسبة للرجال فإن طبيعة عملهم المكتبية غالبا تتطلب منهم الجلوس لفترات طويلة دون القيام بأي مجهود بدني, وحين يعود إلى المنزل وينتهي من قيلولته سيتوجه إلى الاستراحة حيث يقضي ساعات من “التسدح والتبطح” أمام شاشة التلفزيون يتابع فيها “مباراة رياضية” ينتقد خلالها أداء اللاعبين ونشاطهم وسرعتهم ومرونة أجسادهم!.

أمام هذا الأرقام المخجلة والمخيفة أيضا ً تطرح علامة استفهام عن ماذا ستقدمه المؤسسات المعنية بهذا الأمر؟ وهل ناقش مجلس الشورى مثلا هذه الكارثة الوطنية وأوصى بإعداد لجنة تنقب وتتقصى عن الأسباب وتطرح قائمة من الحلول المقترحة لمكافحة هذه الأزمة التي تكلف خزينة الدولة 11 مليار ريال سنويا ً؟

هل حان الوقت حتى نشكل وزارة تعنى بإدارة الأزمات والكوارث المختلفة في البلاد, وتقف أمام المشكلات الكبرى بجدية وحزم وترصد كافة الإمكانيات المادية والبشرية لمعالجتها, وتكون العين الساهرة واليد الراعية لكل أزمة تعيشها المملكة وتقدم ما يحتاجه المواطن السعودي من توعية بالتعاون مع باقي مؤسسات الدولة حتى نستطيع إنقاذ هذه البلاد من كوارث وأزمات عديدة تفتك بالوطن والمواطن.

إحصائية مرض السكري في المملكة دراسة مفزعة أخرى تصدم المجتمع لوهلة, ثم تمضي كأي خبر عابر تنتهي صلاحيته مع ورود خبر آخر أكثر أهمية وتبقى صحة الناس ومستوى وعيهم “مكانك سرّ” أمام عجز المؤسسات عن القيام بخطوات جادة ومؤثرة ترقى لمستوى الأزمة وتركة خسائرها الثقيلة, التي ملأت أسرة المستشفيات وأقسام العناية المركزة .. فيا تُرى ماذا ستكون الإحصائية الأخرى التي ستتحفنا بها إحدى المؤسسات الأجنبية عنا وعن حياتنا ومشكلاتنا التي يبدو أنها ستجعلنا نردد.. توقفوا فالشق أكبر من الرقعة”!.

Twitter:@lubnaalkhamis
 

ربيع الكلمة
مكافحة السكري في المملكة.. لم ينجح أحد!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة