ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 26/11/2012 Issue 14669 14669 الأثنين 12 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من أكثر ما أعجبني من الإعلانات التجارية، على قلة المتميز منها، دعاية في قناة ماليزية حين كنت في زيارة لهذا البلد الناهض تظهر رجلا يشم أوراق كتاب بين يديه وكأنه يشم وردة ندية، في مشهد يجسد عشق رجل قارئ لهذا الجليس الأسطوري على مر الزمان.

باراك أوباما الرئيس الأمريكي المفوه وصاحب العبارات البليغة و(دودة الكتب) حسب التعبير الدارج ذكر أنه لا يقرأ الصحف من مواقعها الإلكترونية لأنه ألف ملمس الورق. صحيح أن الكتب الإلكترونية بدأت تغزو الأسواق والمواقع الإلكترونية، إلا أن الكتاب الورقي مازال يحتفظ بمكانته الرفيعة بسبب ارتباط عشاق المعرفة والكلمة به وبما يحمله من معان فكرية وثقافية، وهو الذي حمل عصارة فكر العلماء والحكماء والفلاسفة وأصحاب السير والتجارب على مر التاريخ. مفرح ما نراه من استعادة الكتاب لبعض حضوره في منطقتنا برغم أننا مازلنا دون معدلات القراءة، في أمريكا مثلا، يقرأ الطفل الأمريكي ما يقرأه 220 طفلاً عربياً، وهذا مرده بالطبع لأسباب تنموية واجتماعية واقتصادية يطول الحديث عنها ولسنا بصددها. إسبانيا مثلا ترجمت من الكتب ما ترجمه العرب منذ الدولة العباسية أو بداية ترجمة العرب لكتب الإغريق والرومان والفرس. بلجيكا مثلا تطبع من الكتب ما تطبعه الدول العربية مجتمعة في السنة. لكن رغم ذلك أقول بأننا بدأنا ولله الحمد بالنهوض وعاد الكتاب إلى أحضاننا من جديد، وما معارض الكتب التي تقام في عدة عواصم عربية منها الرياض والقاهرة والكويت وأبو ظبي وفي الشارقة، والإقبال الكبير الذي تشهده مع ما يقام فيها من ورش ثقافية وفعاليات فكرية إلا دليل على صحة ما نقوله. بل إن هناك ما هو أكبر دلالة من المعارض على أهميتها وتأثيرها، فتكفل الدكتور ناصر الرشيد ببناء مقر النادي الأدبي بحائل بمواصفات دولية وبمساحة تجعله مرفقا حضاريا وليس أدبيا فقط، أقول هذه المبادرة مؤشر حضاري كبير ودلالة ارتباط بالفكر النير وعشق للمعرفة، كما أنها مؤشر يقاس به رقي المجتمعات وتحضرها لأن مثل هذه المشاريع تأتي قبل بناء الطرق والجسور والعمارات، إنها ببساطة بناء للإنسان وفكره وثقافته ليعمر مجتمعه وبلده ويتبادل بالتالي حضاريا وسياسيا واقتصاديا مع العالم. امتدحت المبادرة لأنه من الجهل والظلم تجاوزها، ولأثرها الحضاري وان كان مدح صاحبها عسيرا علي لأنه بمثابة مدح للنفس وهذا ما يأنفه المرء لكن الحر تكفيه الإشارة. وسمعت من أحد الزملاء في نادي حائل الأدبي بأن أحد رجال الأعمال في جدة ينوي مبادرة مماثلة، ولعمري تلك عدوى حضارية تتمناها كل الدول والمجتمعات وهكذا يكون البناء والمواطنة والتحضر، وبالمناسبة، الدول والحكومات عموما لا تستطيع أن تتكفل بكل شيء، ورجال الأعمال والطاع الخاص مطلوب منهم المبادرة وإنشاء المشاريع التي تخدم المجتمع في كل المجالات. دامت لكم متعة المعرفة وصداقة الكتاب، والله يرعاكم.

omar800@hotmail.com
 

وقفة
شذى الكتب
عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة