ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 29/11/2012 Issue 14672 14672 الخميس 15 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الذي يعرفه الناس أجمعون، أن الرجال أشد غيرة من النساء، وهذه الغريزة: التي هي طبيعية في المحبين، تتخذ في بعض الأحايين مجالاً تبين فتكون أكثر وضوحاً.

والغيرة في ذاتها سبب إلى مآس كثيرة جداً، وقد تكون بسبيل إلى اضطرابات ذهنية مفجعة، وآلام نفسية مفزعة ولكنها من جهة أخرى كانت بسبيل إلى خير كثير، فإنها دعت الرجال إلى بذل الجهود في العمل لحماية المحبوب، والحرص عليه وهي غذاء الحب، أو عدوته اللدود.

ولن يكون الحب إلا والغيرة أحد عناصره ولكنها قد تندس إليه فتقتله وقد يفتقدها المحبون فلا يجدوها، وإذ ذاك يسيئون الظن بالحب ويتكهنون له مستقبلاً مخيفاً.

إلا أن بعض المفكرين يقولون إن الحب البريء لا يحتاج ألبتة إلى الغيرة، والجماعات المتعلّمة، كاليونان الأقدمين، كانوا يخافون الغيرة، فلا يسمحون لزوجاتهم بالجلوس على الموائد وعليها بعض الزائرين، وكان بعض النسوة المتربيات من ذوات البيوت لا يخرجن من منازلهن إلا ويصحبنهن بعض الخادمات.

قال سانت أوجستين: (إن الذي لا غيرة عنده لا حب عنده) وأعلن ليوسيرا، وهو أحد علماء النفس الإيطاليين (أن الرجل الذي يغار، إنما يقدّم للمرأة برهاناً على مقدار نفوذها - أما الغيرة فصنيعة الخوف والغضب، أما الخوف، فيثيره الحرص على المحبوب، والرغبة في التفرّد به - وقد يقتني رجل الكثيرات من النسوة، ويداعبهن ما شاء، ولكنه لا يحس بغيرة من أجلهن وإذا عثر برفيقة له، وأحس بعطف لها، فإنه يحتمل من أجلها مضضاً لا يحكي عنه شيئاً، حتى تتحوّل بحبها إلى غيره من الرجال فيقطع صلته بها وينساها.

يقول أحد الكتّاب: إن الرجل المتقلّب في حبه، لا يتأثر بالغيرة، وقلّ أن يكون لها شأن معه، فإنه كالطائر يتنقَّل من فنن إلى فنن، فينال من كل زهرة ما يناله من عسل، والرجل الملتهب قلبه حباً، يتعرّض لمخاطر الغيرة، وتكون هي عليه وبالاً، والرجال الذين يفتقرون إلى العاطفة الشهوية، لا يحسون بالغيرة، ولا يتألمون من عملها، ورجال الفن تتحكم فيهم الغيرة، والطيرة والخوف، إلى الحد الذي يفقدهم طمأنينتهم والرجل (البارد) الصلد، لا يفهم الغيرة، لأنه لا يحس بها، ولا يتخيل وجودها.

والنسوة ذوات الخفر، والجمال، والخفة، والظرف، اللائي تطيب لهن الاجتماعات المختلطة، وقد تفردن بحب رجل من بين الجماعات المحتشدة، يخشين حب الرجال الآخرين، ويجدن الصعوبة كلها في مكافحة عواطفهم، التي تحاول أن تندس إلى أفئدتهن، ومن أجل هذا يتوددن إلى الرجال، ويقبلن عليهم بابتسامات حلوة، وبشيء من التودد، وأما الرجال فإنهم يقدرون هذه الابتسامات، ويفهمون لها معنى خاصاً.قالت امرأة، من ذوات التجاريب، إنه لا يمكن أن يختلط رجل بامرأة، بغير أن يحبها يوماً ما.

ومما لا شك فيه أن خير صداقة، هي التي تكون بين الزوجين، والسبب في ذلك، أن الصداقة هي وليدة الحب، وبالحب يستطيع كل من الرجل والمرأة، أن يعرف دخائل أمر صاحبه، ويتفهم روحيته.

- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
 

الرجل المتقلّب في حبه لا يتأثر بالغيرة!
د.زيد محمد الرماني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة