ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 30/11/2012 Issue 14673 14673 الجمعة 16 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رغم إيماني العميق بأن جميع القلوب البشرية تخبئ بين حناياها الكثيرمن الأسرار والحكايات.. يفضلون الاحتفاظ بها لأنفسهم ويحرصون على أن تبقى طي الكتمان.. إلا أني لم أؤمن في يومٍ من الأيام أن يكون للنجاح أسرار محددة نتكتم عليها ونخشى البوح بها..

السر الحقيقي الذي تنتفي منه صفة السرية وتلزمنا القوانين إن كان له قوانين بعدم كتمانه هو عبارة شهيرة جاءت على لسان أحد الحكماء وتقول [سرالنجاح هوأن تكون مخلصاً لأهدافك] كم هي رائعة هذه العبارة فالأهداف العظيمة تستحق أن نعمل من أجلها بإخلاص وإصرار.. تستحق أن نحملها على أكتافنا دون أن نتأوه أونتألم أن ندرك بأن ما نتركه خلفنا أو ما يقابلنا من عثرات أو خيبات لا يمكن اعتبارها عابر سبيل في طريق التجارب.. بل هي رسول يُزيح غباشاً يُضيق على الأعين ويقرص الجلد لكي يوقظه من سبات سيادة التفكير السلبي الذي قد يُعشعش على مخيلة الذات الإنسانية وماتلك القصص لأولئك العظماءالذين حققوا النجاح من رحم الفشل إلا حلقات ملقاة في فلاة التاريخ الذي يثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن ظروف الفشل هي التي تصنع النجاح وأن الذين حققوا إنجازات باهرة في حياتهم وخلد التاريخ أسماءهم تجرعوا مرارة الفشل طويلاً قبل أن يحققوا إنجازاتهم .

الفشل والنجاح ضدان لكنهما يلتقيان عندما يكون أحدهما طريقاً للآخر كماء وزيت.. حقيقة يشرحها لنا الإمام ابن الجوزي في[صيد الخاطر] من خلال حوارٍ طريف متخيل بين ماء وزيت اختلطا في إناء فارتفع الزيت على الماء فقال الماء للزيت منكراً لذلك [لِمَ ترتفع علي وقد أنبت شجرتك..؟ أين الأدب..؟! فقال الزيت: لأني صبرت على ألم العصر والطحن.. بينما أنت تجري في رضراض الأنهارعلى طلب السلامة.. وبالصبر يرتفع القدر].

اليأس من النجاح هو الفشل بعينه لذا لا يمكن اعتباره نوعاً من التمرد في حياتنا بل هو من يصحح مسارنا الخاطئ.. هوالذي يصنع لنا لوحة إرشادية على أرصفة الحياة تدلنا على الطريق الصحيح لنغرس أقدامنا بثبات وقوة حتى نحقق أهدافنا.

ربما يتساءل البعض.. لماذا بعض الناس يفشل باستمرار..!!؟ الجواب وبكل بساطة لأنهم ألفوا كثيراً من الكلمات المحبطة مثل [هذا مستحيل.. صعب.. لا أستطيع.. تعبت من كثرة المحاولات ولم أنجح.. الخ!!] ومع ذلك كله لا يعني هذا حتمية وجود الفشل في مسرحياتنا أو في أنشطتنا وأعمالنا.. ولا يمكن أيضاً أن يكون الفشل ضرورة لابد من وجودها لبذر النجاح فذلك أيضاً منافٍ لصيرورة الفطرة الإنسانية التي تسعى دوماً إلى النجاح المباشر الذي يوفرعليها العناء والتكرار ومرارة الفشل وكما يُقال مثل ما يكون للنجاح لذائذه فإن للفشل لذائذه.. لهذا فإن لذائذ الفشل لم تكتمل عند مكتشف الطاقة الكهربائية [توماس أديسون] إلا في المحاولة رقم 701 أي أنه صارع الفشل 700 مرة حتى حقق النجاح.

الشاهد أنه مهما اختلفت أسباب الفشل ودرجته فلا بد أن نعترف لأنفسنا بذلك.. وفي ذات الوقت نجعله حافزاً يدعونا للتطور نحو الأفضل ونبعاً نستمد منه تجاربنا.. عندها سيتحول ذلك الفشل وبقليل من الوعي والتصميم إلى وجهة للنجاح والسعادة الفشل معلم كبير.. أكبر وأعظم من النجاح.. النجاح يعلمنا أن نعيد الكرة بنفس الطريقة لنحرز النتائج نفسها.. أما الفشل يعلمنا ما يمكن تفاديه ومايمكن إصلاحه.. والفارس الجيد ليس هو من لم يقع عن حصانه البتة إنما الفارس هو من يكون فارساً بعد تكرارالسقوط.. والكثير ممن نجحوا وأضافوا لعالمنا إنجازاتٍ عظيمة غزت بلادنا وأسواقنا ودخلت بيوتنا هم من عانوا في أول حياتهم من الفشل.

zakia-hj1@hotmail.com
Twitter @2zakia
 

عود على بدء
سر النجاح هو أن تكون مخلصاً لأهدافك
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة