ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 01/12/2012 Issue 14674 14674 السبت 17 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

سمهم ما شئت؛ إصلاحيين أو ناشطين أو حركيين أو محرضين، هم غالباً من لا يرون من الكأس إلا ما كان فارغاً فيجعلونه محور اهتمامهم وقضيتهم، وهم بدون ذلك الفراغ في الكأس سيجدون أنهم بلا دور يمنحهم الأهمية! الغريب في الأمر أنهم يقتبسون وهجهم من السجن!

لديهم إصرار عجيب على دخول السجن، فهو بالنسبة إليهم شهادة (كفاءتهم) وبدونها لن يحصلوا على (إجازة) تمكنهم من ممارسة مهامهم التحريضية. وهو الجهة التي تمنحهم القبول عند جمهور لديهم استعداد لتسليم مفاتيح عقولهم لأي شخص! صاحبهم معصوم عن الخطأ كل ما يتفوه به صحيح، لذلك فهم مع غزية أن (غوت) وأن ترشد غزية يرشدون! ولا أعتقد أن غزيتهم سترشد!! سلطة الجمهور على الشخص خطيرة و(شهوة) جمع المريدين ممتعة، ألم يشري بعضهم المتابعين له في تويتر! قبل السجن لم يكن لأحد من أولئك ذلك الحضور وتلك الشهرة، في المدرسة الطالب المشاغب يشتهر أكثر من الطالب المجتهد ولو حاول مشاكلة ومقاومة سلطة المدرسة فإنه يشتهر أكثر! هذا بالضبط ما يفعله بعض من أولئك الذين يكون همهم فقط البحث عن كل ما يؤلب على تقويض أمننا وسلمنا الاجتماعي، رغم أنهم يعرفون أن الأمن خط أحمر، لكن الاقتراب منه يستهويهم فلا غيره يجعلهم في بؤرة الاهتمام! لقاءاتهم ونشراتهم وصفحاتهم وتغريداتهم لا تعني سوى نشر الفوضى من خلال إشاعة عدم الثقة في كل مسؤول وفي كل ما حولنا! رغم أن بعضهم (دكاترة) إلا أنهم لا يفرقون بين النظرية والتطبيق، ويعتقدون أن نظريتهم أو نظرتهم يمكن أن تنجز بلا فوضى أو سلبيات! وظيفة أستاذ في جامعة لا تحقق شهرة لأنه غير مؤهل أن يفعل شيئا يجعله ملء السمع والبصر! وتوزيع التهم وادعاء العثور على الحلول السحرية والقبض على كامل الحقيقية سهل أيضا وممارسة الكتابة على جدران دورات تويتر وغيرها سهل أيضا!! وكلما خفتت شهرتهم وحضورهم قليلا، أطلقوا بعض التصريحات أو التغريدات، فإن سكت عنها رفعوا أصواتهم أكثر وإن أدخلوا السجن فذلك يزيدهم شهرة فهم هنا يصيبوا إحدى (الشارتين)! إذا كانت الصحة تاجا على رؤوس المرضى كما يقال، فإن الأمن تاج على رؤوس الآمنين لا يراه إلا الخائفون من ضحايا الفتن والمهجرون والساكنون في الملاجئ!

أتابع تغريدات أحدهم وهو يسرد بفخر واستمتاع الحوار الذي دار بينه وبين المحققين أو القاضي! أجد أن القاضي أعطاه كل الفرص ليقول ما يريد وأن يتمتع بحرية الرأي والكلام في كل شيء! هو لا يهتم أنه قد وضع فأسه في سفينة الوطن لكي يغرقها فهو يعد ذلك إصلاحاً لها، قال تعالي: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} هناك فرق بين الإصلاح وبين الدعوة إلى التظاهر والتحريض وإذكاء الفتن والتخوين! كل الدول التي أذكيت فيها الفتن وأشعلت نيرانها أحرقت يابسها وأخضرها لكن أولئك لا يهتمون، يريدون الانتصار لأنفسهم ولا يهم النتيجة ولا يهم أنهم يفتحون ثقباً ستدخل منه الشرور وأصابع الأعداء! ابحث عن مكتسبي الشهرة من السجون لن تجد لهم تاريخا في خدمة المجتمع!! هم يبحثون عن خصم قوي ليشتهروا من خلال مجابهته! يبيعون الكلام الذي في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب فهو كلام مسموم، والمشكلة أنهم يجدون من يشتريه! فلكل ساقط من الكلام والفكر لاقط! لدينا في هذه الوطن مكاسب حقيقية ونعم كثيرة لن يشعر بها الموتورون، وطن تحقق له ما لم يتحقق لأجدادنا فجعل الله أفئدة من الناس تهوي إليه من شتى أنحاء الدنيا فيجدون فيه كل ما يطمحون إليه، لكن أولئك المحرضين إذا تركناهم يخرقون سفينتنا ويفاخرون بنشر (كروكي) التخريب وسيناريوهات التحقيقات على أنها انتصارات شخصية لهم، سيأتي أشخاص على شاكلتهم سيفعلون أكثر مما فعلوا! كل السفن تتعرض لمشكلات ولكن ليس الحل هو الدعوة للإغراق والتحريض والادعاء بأن ذلك هو الحل لبناء سفينة جديدة من تخطيط وتكتيك شخص واحد يقول لنا كما قال فرعون {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}.

الأفكار تسطو على العقول أحيانا وتستعبدها وتجرها إلى المهالك، فهل نترك أفكارا مريضة رأينا مثيلاتها كيف فعلت بمن حولنا، أو نحاول أن نحافظ على سفينتا والعمل على الإصلاح ونضع أيدينا في يد قائدها ونحن نراه يفعل ذلك باستمرار ولو عمي عن ذلك وأنكره نجوم السجون ومغردو جدران (دورات) تويتر!

alhoshanei@hotmail.com
 

نجوم السجون!!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة