ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 04/12/2012 Issue 14677 14677 الثلاثاء 20 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نقلت “الوطن السعودية” قبل ما يقارب الثلاثة أشهر عن “فيكتور هاسون” كبير الباحثين الإستراتيجيين في معهد “هوفر” الأمريكي قوله: (... إنّ صورة العرب في المخيلة الأمريكية ليست على ما يرام ، وأنّ الأمريكيين تعبوا من تحمُّل تكاليف الشرق الأوسط !! ...)، وهذا يتفق تماماً مع ما جاء على لسان “ جون ل . إيسبو سيتو “ أستاذ علم الأديان والدراسات الإسلامية والمتخصص بالشئون الدولية في جامعة جورج تاون والمدير المؤسس لمركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي – المسيحي في الجامعة ، حيث ذكر في تقديمه لكتاب ناثان لين “صناعة الإسلاموفوبيا.. أحابيل اليمين السياسي في إثارة المخاوف من المسلمين”.. إنّ غالبية الأمريكان ينظرون إلى الإسلام أنه السبب الفعلي للراديكالية والتطرُّف والإرهاب، ولذا كما جاء في استطلاع مركز غالوب عام 2006 م 22% من الأمريكان لا يرغبون بأن يكون جارهم مسلماً، و31% يشعرون بالعصبية إذا ما كان رجلاً مسلماً معهم في رحلة طيران، و18% يشعرون بالعصبية إذا كان الراكب معهم في الطائرة امرأة مسلمة، وأربعة من كلِّ عشرة أمريكيين يفضِّلون استخدام تدابير أمنية صارمة ضد المسلمين حتى وإنْ كانوا يحملون الجنسية الأمريكية، أكثر من تلك المفروضة على المواطنين الأمريكيين من غير أتباع الإسلام، ويطالب الأكثرية من عينة الاستطلاع إجبار المسلمين الأمريكان بحمل بطاقة يتميّزون بها عن غيرهم حتى يتسنّى للجهات ذات الاختصاص إخضاعهم لتدابير أمنية مشدّدة خاصة عند ركوبهم الطائرة، و33% من هؤلاء المستجيبين لا يعجبهم شيء في العالم الإسلامي ، وما يقارب 22% لا يعرفون شيئاً عما في هذا العالم!!.

أما “لين” فيشير في كتابه إلى أنّ تقريراً لمركز بيو للأبحاث في واشنطن نشر عام 2008 م، أظهر أنّ النظرة في أوروبا للإسلام سلبية، فـ50% من الأسبان والألمان يكرهون المسلمين، في حين أنّ 46% من البولنديين و38% من الفرنسيين يشعرون بالشيء نفسه تجاه هذا الدين وأتباعه.

وبحسب التقارير الأخيرة الصادرة من “سي إن إن” خلال عام 2012م، فإنّ نصف الشعب الأمريكي لا يشعر بالارتياح من ارتداء النساء البرقع، أو أن يتم بناء مسجد في منطقته التي يسكن فيها، أو أن يصلي رجل في المطار، وأنّ ما يقارب 41% من الأمريكيين لا يشعرون بالطمأنينة والراحة النفسية إذا ما كان مدرس أطفالهم مسلماً.

“ناثان لين” يعتقد - كما جاء في كتابه محل الحديث - بأنّ تحالف الصهاينة واليمين المتشدّد والسياسيين العنصريين وراء العداء للإسلام بهذه الصورة السافرة، وهم من يتولّى صناعة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ويذكر أنّ الزيادة المفاجئة في المشاعر المعادية للمسلمين ليست نتيجة من الشكوكية متطوّر بشكل طبيعي، بل هو نتاج متابعة وتركيز وضخ أموال بشكل كبير في غضون السنوات القريبة الماضية من قِبل هذا التحالف المشبوه والذي عمل وما زال يعمل بحرفية ومهنية عالية، من أجل توظيف ما حدث في 11 سبتمبر، والهجمات المتكررة في أوروبا من أجل بناء ثقافة الخوف لدى الشعب الأمريكي والأوروبي على وجه الخصوص.. عرض لهذا الكتب وأجاد “عبد الله ميزر”، ونشرته على حلقتين “الخليج الإماراتية”.

لقد أشرت إلى طرف من أخبار هذه الصناعة في مقال سابق نٌشر هنا (الحبر الأخضر) في يوم الخميس 17 -10 -1431هـ عنونته بـ (نيويورك.. وتجارة الكراهية)، أشرت في ثناياه إلى أنّ الجولات السياحية في نيويورك تعمل بطريقة منظمة لجعل 11 سبتمبر الحدث المفصلي الهام في تاريخ بلادهم “ الولايات المتحدة الأمريكية “، وتحاول أن تغرس في نفوس السائحين عموماً والغربيين على وجه الخصوص بأنّ من ضربنا بل ضرب الإنسانية في الصميم في هذا التاريخ المشهود، هم المسلمون وعلى وجه الخصوص من جاء من المملكة العربية السعودية!! ، وعلى مثل هذا النهج المتّبع حتى الآن تتكسّر جميع الجهود التي بُذلت من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أمدّ الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية - الرامية إلى التصحيح وبناء صورة إيجابية في الذهنية الغربية عن هذا الدين وأتباعه، وعنا نحن أبناء هذا الجزء من العالم الإسلامي الحبيب،، ويبقى السؤال الكبير الذي يوجع ويبحث عن حل ناجع وناجز.. ترى هل هذا الكره صناعة عارضة يمكن أن تزول وتندثر يوماً ما، أم أنّ هذا الشعور ترسّخ واستقر في النفسية الأمريكية ولا يمكن تحريكه مهما بذلنا من جهود!؟، هل نحن إلى هذه الدرجة من السوء!؟، هل رضى الغرب عنا مطالب رئيس في عالمنا المعاصر، وما يجب علينا أن نفعل لترضى عنا شعوب العالم المتقدم!؟، وإذا كان هذا كرههم للمسلمين كما تبيّن الأرقام البحثية الواردة أعلاه، فكيف بهم تجاهنا نحن العرب بل والسعوديين على وجه الخصوص!؟، لماذا لا تقوم مراكز عربية بل جامعات سعودية بأبحاث عالمية نقيس من خلالها مدى رضى الشعوب العربية قبل الغربية عنا، بل رضانا نحن على أنفسنا، ومن ثم نتدرّج في تطبيق هذا المقياس من المحلية والعربية والإسلامية وصولاً للعالمية وندرس الأسباب وننحلل النتائج، ثم تبدأ عملية التصحيح المدروس والمستشرف لمستقبل الجيل القادم على روية وبصيرة ،، فالشعوب في النهاية هم من سيحدد نوعية العلاقة المستقبلية في المجتمعات الديمقراطية على وجه الخصوص، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
المسلم مدان حتى تثبت براءته
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة